الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قصف الأكراد يهدد استقرار تركيا وينذر بالعودة إلى الحقبة السوداء

قصف الأكراد يهدد استقرار تركيا وينذر بالعودة إلى الحقبة السوداء
30 يوليو 2015 23:51
إسطنبول (أ ب) يهدد التحرك التركي غير المتوقع بقصف الأكراد في الوقت الذي تتخذ فيه أنقرة إجراءات مشددة تجاه تنظيم «داعش» الإرهابي بإنهاء فترة من الهدوء والاستقرار النسبي في الدولة، سجلت خلالها تحسناً اقتصادياً. ويخشى كثيرون في تركيا من اندلاع حرب جديدة بين الجيش والمتمردين الأكراد تعيدهم إلى فترة مظلمة لم يتمكنوا من نسيانها.وبدأت أنقرة محادثات سلام مع حزب العمال الكردستاني في عام 2012، لتنهي بذلك عقوداً من أعمال العنف التي أسفرت عن آلاف القتلى، ولكن يبدو أن هذه الأيام قد ولت بعد أن أعلنت الجماعة الكردية المتمردة مسؤوليتها عن قتل اثنين من رجال الشرطة، بينما قصفت الطائرات التركية معاقل الأكراد في شمال العراق. ووصف مسؤولون أتراك الضربات الجوية في العراق ضد الأكراد، وفي سوريا ضد «داعش»، بأنها خطوة ضرورية لحماية تركيا من الإرهاب، ولتغيير الديناميكية السلبية غير المواتية على حدودها، مؤكدين أن قصف معاقل «العمال الكردستاني» كان رداً ضرورياً على أعمال العنف الأخيرة. واتهم رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو الجماعة الكردية المتمردة، التي تعتبرها كل من أنقرة وواشنطن منظمة إرهابية، بعدم احترام تعهداتها بسحب مقاتليها المسلحين من الأراضي التركية ونزع سلاحهم. بيد أن قصف المعقل الجبلي لحزب العمال الكردستاني في منطقة «قنديل» العراقية يمثل تصعيداً من شأنه أن يصعب التئام عملية السلام مجدداً، بينما أعلن الحزب بالفعل إنهاء وقف إطلاق النار مع الدولة التركية. وتأتي هذه التطورات بعد تحقيق الأكراد في تركيا مكاسب سياسية كبيرة؛ إذ تمكن حزبهم السياسي الرئيسي «الشعوب الديمقراطي» للمرة الأولى من دخول البرلمان التركي في انتخابات يونيو، بعد تجاوزه عتبة العشرة في المئة من الأصوات. وأربك انتخاب 80 عضواً تركياً في البرلمان من حزب «الشعوب الديمقراطي» السياسة التركية، لا سيما أنه أنهى الأغلبية الحاكمة لحزب العدالة والتنمية التابع لأردوغان، بينما يتهم القادة الأتراك معسكر الرئيس التركي بأنه يرغب في فشل محادثات الائتلاف بين حزبه والأحزاب الأخرى كي يحاول مجدداً الحصول على أغلبية في انتخابات مبكرة. واتهم رئيس حزب «الشعوب الديمقراطي» صلاح الدين ديمرتاش «داوود أوغلو» بأنه يقود تركيا في الوقت الراهن ـ خطوة بخطوة ـ نحو الحرب، مضيفاً: «أن القصف على الحدود التركية جزء من مخطط الحكومة لإنقاذ نفسها». ومن الممكن أن تواجه تركيا عودة لحرب العصابات مع «حزب العمال الكردستاني» التي بدا من المرجح قبل أشهر فقط انتهاؤها بشكل جيد على أثر اتفاق سلام، حتى على رغم زعزعة «داعش» لاستقرار تركيا مع وجود تهديد بمزيد من العنف. وقال «بولينت علي رضا»، مدير مشروع تركيا لدى «مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية» في واشنطن: «إن الحقيقة هي أن أنقرة تواجه تنظيم داعش، وهو ما يحتمل انتقاماً، وفي الوقت نفسه تُغير على الأكراد، ما يثير حالة من عدم اليقين في تركيا». وشهدت تركيا الأسبوع الماضي تفجيراً انتحارياً، وكميناً نصبه تنظيم «داعش» لجنود أتراك على الحدود، وعمليات انتقام من «العمال الكردستاني» مع اعتقال مئات في أنحاء الدولة بتهمة الانتماء إلى «داعش» أو «العمال الكردستاني». وتثير هذه المشكلات الأمنية أيضاً المخاوف بشأن الاقتصاد التركي، خصوصاً بعد أن تراجعت الليرة التركية بنحو أربعة في المئة بمجرد اندلاع هذه الموجة القصيرة من الاضطرابات. ورحبت الولايات المتحدة وحلفاؤها في «الناتو»، على نطاق واسع، بتحرك تركيا ضد «داعش» عقب التفجير الانتحاري في جنوب شرق الدولة، إضافة إلى فتح قواعدها الجوية أمام العمليات الأميركية ضد التنظيم. غير أن حلفاء «الناتو» أعربوا عن قلقهم بشأن الهجوم التركي على الأكراد، وبدا أن «بريت ماكجورك»، نائب مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للتحالف العالمي لمواجهة «داعش»، ينأى بالولايات المتحدة عن الهجوم على الأكراد، مؤكداً عبر حسابه على «توتير»، أنه لا صلة بين الهجوم والاتفاق الأخير مع تركيا على تكثيف التعاون ضد «داعش». وحض «ماكجورك» تركيا و«العمال الكردستاني» على نزع فتيل التوترات، في رسالة كررها حلفاء آخرون في «الناتو».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©