الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

النسخة 51 للدوري المغربي تنطلق اليوم

16 سبتمبر 2006 01:41
بدرالدين الإدريسي: يدخل الدوري المغربي لكرة القدم موسمه الواحد والخمسين من دون أن تتضح له صورة أو تتبين له تسمية، فقد قدر له أن يظل منذ قرابة الأربع سنوات بين منزلتين، فلا هو دوري هواة صرف، ولا هو دوري محترفين مكتمل الصفات الاحترافية·· وما جرى الحديث عنه في الأونة الأخيرة من تأهيل وهيكلة وإعادة ترتيب البيت، لم يكتب له حتى الآن أن يعرف طريقا إلى الإنجاز· وتدخل الأندية الستة عشر المنتمية للدوري الممتاز والتي تعاني منذ أكثر من عقد من الزمان مع مثيلاتها في دوري الدرجة الثانية الموسم الجديد اعتمادا أولا على ميزانيات متفاوتة قوامها موقع كل ناد داخل النسيج الرياضي والكروي المغربي واعتمادا ثانيا على بنيات رياضية متآكلة· وإذا ما كان اتحاد الكرة قد أخذ وقته وزيادة في وضع آليات التأهيل والذي يراهن أول الأمر على إعادة تعشيب الملاعب بعشب صناعي من خلال مراحل، ثم يراهن في مستوى ثان على إحداث مراكز لتأهيل الناشئين في مدن بعينها، فإن الأندية المغربية واعتبارا للفارق الزمني الذي فصل نهاية دوري الموسم الماضي وبداية دوري الموسم الحالي بسبب منافسات كأس العالم، حرصت بكاملها على إعداد فرقها بما يتلاءم مع الظروف القائمة ما ينبئ فعلا بأن المنافسة على اللقب وعلى المراكز التي تتيح فرص التأهل للبطولات الأفريقية (رابطة الأبطال وكأس الاتحاد) والعربية (دوري أبطال العرب)، ستكون من دون شك قوية· الفارس الأحمر يدافع عن لقبه وإذا كان الموسم الماضي لحظة تاريخية قوية في زمن نادي الوداد البيضاوي أكبر مرجعيات كرة القدم المغربية، حيث تمكن من تجاوز السنوات العجاف والقبض على لقب الدوري الذي ظل لأكثر من ثلاث عشرة سنة بمنأى عنه، فإن المتوقع أن يكون هذا الموسم للوداد جبلا من الضغط والمعاناة، إذ سيكون عليه الدفاع بقوة عن لقبه، ولو أن حقائق الأمور وقناعات مدربه البرتغالي خوسيه روماو تقول بغير ذلك· وقد تعرض البيت الأحمر في فترة التحضير للموسم الكروي الجديد لعدة هزات، فإذا ما كانت إدارة الوداد قد توصلت إلى إقناع المدرب البرتغالي خوصي روماو بالبقاء موسما آخر على رأس الجهاز الفني، فإنها بالمقابل عاشت على إيقاع رحيل عناصر مركزية وأعمدة أساسية، بدءا من العميد بن شريفة الذي انتقل لصفوف المغرب التطواني ومحمد مديحي الذي اختار اللعب محترفا بالسعودية وسمير صرصار الذي يمم أشرعته صوب مدينة أغادير منضما للحسنية، وانتهاء بالسقاء فوزي البرازي الذي استفاد من نهاية عقده وانتقل للعب مع نادي إيستر الفرنسي· وإزاء هذا الرحيل المبرمج لعدد من اللاعبين النافذين والأساسيين لم يجلب الوداد لصفوفه سوى نجم وهداف أولمبيك خريبكة رفيق عبد الصمد بقيمة مالية جاوزت 150 ألف دولار، في حين لم يكن اللاعبون الآخرون الذين ضمهم النادي بقيمة فنية عالية، ما جعل المدرب روماو يبدي نوعا من القلق إزاء النقص، وإن كان قد أظهر نوعا من التفاؤل بعد المباريات التحضيرية التسعة التي خاضها نادي الوداد قبل لحظة الانطلاق، إذ سيكون عليه أن يواجه بأغادير في قمة البداية نادي حسنية أغادير الذي حافظ على كل ثرواته البشرية، كما حافظ على جهازه الفني الذي يديره بكفاءة عالية المدرب الروماني مولدوفان· الغريم والنسور الخضر ويبدو نادي الرجاء البيضاوي غريم الوداد التقليدي على الجانب الآخر في حالة من التوثب والحماس للعودة مجددا إلى القمة، فقد غاب عنه لقب الدوري في الموسمين الأخيرين بعد أن كان ظاهرة الدوري في آخر عقد من القرن العشرين عندما احتكر لقب الدوري لستة مواسم متتالية· نسور الرجاء الخضر الذين اكتفوا الموسم الماضي بالحصول على لقب النسخة الثالثة لدوري أبطال العرب، وهو اللقب الذي كان ينقص خزانتهم، يجعلون من الموسم الحالي صفحة جديدة في كتاب الحلم الأخضر، وما إبقاؤهم على مدربهم الأرجنتيني أوسكار فيلوني واحتفاظهم بغالبية العناصر المؤثرة والفاعلة إلا دليل على وجود نية للمنافسة على كل الألقاب· وإذا ما كان نادي الرجاء قد تخلى عن نجومه الأفارقة المالي موديبو مايغا الذي يسعى لربح صفقة احترافية بأوروبا والإيفواري فوفانا، وقبل برضاه انضمام نجمه وهدافه مصطفى بيضوضان على سبيل الإعارة لنادي المغرب الفاسي، وبغير رضاه انضمام مروان زمامة للنادي الاسكتلندي هيبرنيان (وهي القضية التي يتحرى عنها الاتحاد الدولي لكرة القدم) فإنه في المقابل استفاد من عودة نجمه الكبير هشام أبوشروان بعد موسم قضاه معارا بنادي ليل الفرنسي، كما استفاد من تعاقده مع اللاعب الفنزويلي غوميز، وجلب لصفوفه أيضا الحارس الدولي السابق خالد فوهامي الذي كانت له العديد من التجارب الاحترافية· الجيش يرفع حالة التأهب وبقوة التاريخ والحضور الدائم في مختلف أزمنة الدوري، يقف نادي الجيش الملكي حامل لقب الدوري في إحدى عشرة مناسبة آخرها سنة 2005 كمنافس مباشر، وكطرف في معادلة الإثارة··وكان الفريق قد حل ثانيا في دوري الموسم الماضي ونال لقب وصيف البطل، ما خفف من وطأة ضياع اللقب منه تتويجه بطلا لكأس الإتحاد الإفريقي لأول مرة في تاريخه· نادي الجيش يدخل الموسم الكروي الحالي وهو عاقد العزم على استعادة اللقب، وقد مكنته منافسات دوري المجموعات لكأس الاتحاد الأفريقي والتي خاض خلالها ثلاث مباريات فاز باثنتين منهما وتعادل في واحدة، مع بعض اللقاءات الودية الأخرى من ترويض أسلوب اللعب، خاصة وأنه حافظ على الهيكل العام، إذ لم يرحل عنه سوى مصطفى العلاوي والراقي المنضمين لنادي الخليج الإماراتي، والعميد المخضرم الحسين أوشلا الملتحق بنادي المغرب التطواني، في حين أن أكبر انتداباته قد تكون اللاعب الدولي السابق للفريق الوطني وللرجاء نورالدين قاسمي الذي احترف في آخر موسمين بفرنسا، إذ لعب لكل من إيستر وعرونوبل· ويثق المدرب هنري سطمبولي الذي يمضي ثاني موسم له على التوالي رفقة نادي الجيش، في الرصيد البشري المتوفر له للعب كل الواجهات والمنافسة على كل الألقاب· خريبكة فارس غير متوج وبخلاف العمالقة الثلاثة الذين حصلوا بسعيهم على ثلثي ألقاب الدوري منذ انطلاقة سنة ،1956 يقف على خط المنافسة نادي أولمبيك خريبكة ظاهرة المواسم الأخيرة والذي تعود أن يتواجد في الصفوف الأمامية من دون أن يروي ظمأ الألقاب، وقد وقف أكثر الخبراء متحيرين أمام غياب الألقاب عن هذا النادي برغم ما يتميز به من أداء راق، نادي الأولمبيك خريبكة الذي حل ثالثا في دوري الموسم الماضي، ويوقع على سفر رائع في منافسة كأس الاتحاد الأفريقي، سيجعل من موسمه الكروي الحالي فاصلا بين زمنين، إذ أنه يطارد اليوم أكثر من أربعة ألقاب، لقب كأس العرش للموسم الكروي الماضي، إذ أنه طرف في النهائي المؤجل، لقب كأس الاتحاد الأفريقي، لقب الدوري ولقب دوري أبطال العرب الذي يواجه عن ذهاب الدور الأول لنسخته الرابعة نادي اتحاد جدة السعودي في قمة صارخة ولقب كأس العرش للموسم الكروي الحالي· وسيكون على أولمبيك خريبكة في هذا الخضم من الأحلام أن يضبط خط السير في غياب عناصر مؤثرة، ذلك أنه سمح لمهاجمه حسن الصواري باللعب محترفا بفرنسا مع إيستر، كما وافق على انتقال صانع ألعابه رفيق عبد الصمد إلى الوداد، ولا يدري شيئا عن مهاجمه الغيني كمارا هداف الموسم الماضي بتسعة أهداف والذي اختفى عن الأنظار· وإذا ما كانت أغلب الأندية الأخرى غير مؤهلة للعب دور البطولة في مشهد المنافسة، إلا ما كان متقدما لعنصر المفاجأة، فإن الأنظار تتجه صوب ناديي المغرب التطواني والكوكب المراكشي اللذين حطما كل الأرقام القياسية في جلب اللاعبين من ذوي الخبرة والمرجعية، نادي المغرب التطواني بمدربه الجديد عبد الهادي السكيتوي استقطب ما لا يقل عن عشرة لاعبين، أبرزهم الحسين أوشلا عميد الجيش وبن شريفة عميد الوداد وأمين قبلي صانع ألعاب جمعية سلاز، أما نادي الكوكب المراكشي العائد لحظيرة الكبار، فقد سرق كل الأضواء عندما تعاقد مع الزاكي بادو المدرب السابق لمنتخب المغرب، والذي حرص في فترة إعداد تجاوزت الشهر على أن يرمم صفوف فارس النخيل ويطبعه بطابع احترافي، في محاولة لترويض الأسلوب والدخول قريبا في سلك المنافسة على الألقاب، علما أن الكوكب كان قد فاز بلقب الدوري المغربي في مناسبتين (1958 و1992)· وقد جرى تقديم مبارتين عن الجولة الأولى للدوري المغربي 2006 ـ 2007 ليوم السبت وتجمعان على التوالي اتحاد الخميسات بالجيش الملكي وحسنية أكادير بالوداد البيضاوي، على أن يتم خلال الجولة الأولى تأجيل مباراة النادي المكناسي والكوكب المراكشي، بسبب سفر الأول إلى مصر لمواجهة الزمالك يوم الإثنين القادم عن الدور الأول لدوري أبطال العرب في نسخته الرابعة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©