الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تأنيث» مهنة الإشراف على الحافلات المدرسية.. تجربة ناجحة

«تأنيث» مهنة الإشراف على الحافلات المدرسية.. تجربة ناجحة
24 يناير 2014 21:40
تلزم اللائحة التنفيذية، التي أطلقها مجلس أبوظبي للتعليم، وطبقت منذ اليوم الدراسي الأول للعام الدراسي الحالي، مؤسسة الإمارات للمواصلات، ورياض الأطفال ومدارس الحلقة الأولى، بتعيين مشرفات للإشراف على طلبتها سواء كانوا من الذكور أو الإناث، وتعيين شخص راشد واحد على الأقلّ ليعمل مشرفاً لكل حافلة مدرسية، وأن يكون من مهامه الأساسية الإشراف على صعود الطلاب ونزولهم من الحافلة، والحفاظ على سلامة الطلبة خلال وجودهم بالحافلة ومراقبتهم بها، والتأكد من سلامة وصولهم إلى مدارسهم ومنازلهم، والتحقق من خلو الحافلة نهائياً عند وصولها. كما تلزم تعيين مشرفات للإشراف على حافلات الطالبات في المراحل الدراسية المختلفة. خورشيد حرفوش (أبوظبي) - بدأ مشروع مشرفي الحافلات المدرسية في مارس 2008 بهدف تحقيق الأمن والســلامة لطلبة المرحلة التأسيسية ورياض الأطفـال في مختلف مدارس ورياض إمارة أبوظبي بمناطقها التعليمية في أبوظبي والعين والغربية، لبعث الطمأنينة في قلوب الآباء والأمهات لثقتهم بأن أبناءهم الصــغار بين أياد أمينة ترعاهم وتحافظ عليهم، حيث يتم اختيار مشرفي الحافلات المدرسية ممن يتحلون بالسلوك الجيد وسعة الصدر واليقظة والقدرة على ضبط النظام والهدوء والإرادة والرغبة في تحقيق الذات. ومن المظاهر الإيجابية التي رافقت التجربة، انخراط عدد كبير من الفتيات للعمل كمشرفات للحافلات المدرسية في مدارس الطالبات. حالة إيجابية يؤكد عبدالرحيم الهرمودي، مساعد مدير مدرسة المستقبل للتعليم الأساسي «الحلقة الأولى» في أبوظبي، والمشرف العام على الحافلات المدرسية بالمدرسة، أن تجربة الاستعانة بالمشرفات الإناث على حافلات نقل الطلاب المدرسية في أول سنة لها تجربة ناجحة بكل المقاييس، حيث إن طبيعة الأنثى هي الأقرب إلى طبيعة الطفل في هذا العمر، حيث تتعامل معه كأم أو أخت كبرى، ومن شأنها أن تتحلى بالصبر وتفهم حاجاته ومشكلاته ومشاغباته وسلوكات ومطالبه، ولذلك نراها ناجحة إلى حد كبير في تحقيق السيطرة والانضباط على الأطفال، واحتواء مشاكلهم البسيطة التي تقترن بهذا العمر أثناء الركوب والصعود وأثناء تواجدهم داخل الحافلة، فضلاً عن إحساس أولياء الأمور تجاههن بالثقة بشكل أفضل مما لو كانوا ذكوراً”. ويضيف “يمكن الاســـتفادة من المشرفات خلال ساعات الدوام في بعـض الأعمال الإدارية بما يتناسـب وخبرتهن، كما أن العنصر النسائي يحقق درجة عالية من الأمان والطمأنينة لدى أولياء الأمور مقارنة بتولي هذه المهمة من الرجال”، مضيفاً: “نتــطــلع إلى تحقيق حالة أكثر إيجابية من قبل أولياء الأمور من حيث التعاون المسـتمر والمتبادل مع إدارة المدرسة، والنظر إلى المشرفة نظرة إيجابية كأحد الأطراف المعنية بتقديم الخدمات اليومية الضــرورية إلى الصغار، ومســؤولياتهن في تحقيق الأمن والسلامة للصغار، وتفهم طبيعة عملهن الشاق التي تحتاج كثير من الصبر والحكمة والتحلي بالمسؤولية”. مسؤولية كبيرة تؤكد مريم الحوسني «مشرفة حافلة» أنها أقبلت على هذه الوظيفة عن قناعة، وإحساس بالمسؤولية، فخدمة الوطن في نظرها لا تنحصر فقط في الوظائف المكتبية، بل يمكن أن تكون من خلال أي عمل مهما كان متواضعاً، وإن كانت مهمة الإشراف على حافلة الصغار مســـؤولية كبيرة للغاية لأنها تحافظ على حياتهم وسلامتهم طيلة حركتهم ونقلهم من البيت إلى المدرسة وبالعكس، وأنها وزميلاتها اســتطعن انتزاع ثقة أولياء أمــور الطــلاب بهن بعد فترة قصيرة من خلال إخلاصهن واحترام وظيفتهن الجديدة والتفاني في خدمة الأبناء والمحافظة على سلامتهم. وتلفت الحوسني إلى أهمية تعاون أولياء الأمور مع إدارة المدرسة أو الروضة، والتأكيد على توعية الصغار على أهمية الالتزام والانصياع للتعليمات والنظام بما يناسب أعمارهم، وأن عليهم إرشادهم بأن عمل المشرفة ليس المقصود به تقييد حرية الصغار، وإنما حمايتهم من الأذى أو الضرر، وكذلك ترسيخ ثقافة الطاعة الإيجابية، والابتعاد عن كل ما قد يسبب الفوضى أو الضرر لهم. وتضيف الحوسني: «يجب أن يتنبه المسؤولون عن قطاع النقل إلى أهمية إعادة النظر في مرتبات المشرفات، ومراعاة طبيعة العمل، والمدة التي يقضيهن، والمسؤولية الملقاة على عاتقهن، ولتشجيع المواطنات للانخراط في العمل، وحتى لا يفكرن من تركه بعد أن يكتسبن الخبرة بعد مدة قصيرة، ولا سيما أن كثير منهن يقبلن هذا العمل عن حب وقناعة». نظرة سلبية من جهتها، تلفت م. صالح «مشرفة حافلة» إلى أن أهم ما يواجه المشرفات خلال عملهن، إلى جانب ضعف الراتب، يتمثل في تدني نظرة بعض أولياء الأمور والأمهات تجاه مشرفة الحافلة، وتعاملهن معها بتعالٍ، أو من خلال نظرة متدنية، متناسيات أنها تعمل تحت ضغط المسؤولية التي تتمثل في حماية أطفالهم من الأذى أو الضرر، وكأنهم لا يعلمون طبيعة المرحلة العمرية للأطفال في هذا السن، وصعوبة السيطرة عليهم إن تواجدوا بعدد كبير في مكان ما، وأنهم لا يكترثون بالتعليمات ولا النظام كثيراً، ويحتاجون إلى جهد كبير للحد من تجاوزاتهم ومشاغباتهم، وكثيراً لا يتفهمون أو لا يكترثون بأية شكاوى أو إبلاغ عن مخالفات الأبناء وتصحيحها، ولا يقدمون أي مســاعدة أو تعاون في بعض الأحيان، وكأن المســؤولية فقط تنحصر في الإدارة المدرسية أو السـائق أو مشرفة الحافلة. وتكمل، صالح «المشرفة موجودة فقط في الحافلة للحفاظ على سلامة الأبناء، ومن ثم يجب أن تكون نظرة الأهالي من خلال تحقق هذه المصلحة وهذه الغاية. فنحن كمشرفات نتعامل مع الأطفال كأبناء أو إخوة صغار لنا، وليس لنا من هم سوى سلامتهم، وبالتالي ننتظر تحسن طريقة تعامل الأهالي معنا، فنحن جميعاً في مركب واحد». أهمية الثقة تشير نرجس لامين سارودي «مشرفة حافلة» إلى أهمية تفهم أولياء أمور الطلاب لطبيعة المشاكل التي يتعرضون لها أو يتسببون فيها في هذا العمر، وتوضح “غالبيتهم يتعاملون معنا وكأنهم لا يتفهمون ما تتسم به فئة الأطفال من سمات وصفات، وإذا شكونا لهم بعض تصرفات أبنائهم السلبية، فإنهم عادة لا يصدقوننا في الوقت الذي يكونون آراءهم بناء على ما يقوله لهم ابنهم، ومنهم من يسارع إلى إدارة المدرسة أو الشرطة في حالات نادرة. وفي الوقت نفسه كثير منهم لا يتعاونون معنا إذا أقدمنا على استبيان رأي للاستفادة منهم في حل مشاكل الأطفال أو لتحسين نوعية الخدمة”. وعن أهم المشاكل أو السلوكيات السلبية التي تصادفها في عملها، تقول سارودي: «مشاكل الأطفال في هذا السن تتمثل في المشاغبات وعدم الانصياع للتعليمات أو النصائح، فهم دائماً كثيرو الحركة والمشاغبة مع بعضهم أثناء سير الحافلة، وقد يشتبكون مع بعضهم البعض بالأيدي، أو القيام ببعض السلوكات المخالفة البسيطة خلال الصعود والنزول من وإلى الحافلة، وعدم الانضباط والامتثال للتعليمات والنظام ومن ثم نرصدها، وندونها ونبلغ الإدارة بها، لكن في مجملها لا تؤثر على تحقيق الانضباط داخل الحافلة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©