الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انتعاش البضائع الفاخرة بعد عامين من الركود

انتعاش البضائع الفاخرة بعد عامين من الركود
31 أكتوبر 2010 21:31
يحجم الناس أوقات الركود الاقتصادي عن التباهي بالنفيس من المشتريات الفاخرة، وتقول إليسا موساييف صاحبة ومديرة متجر “موساييف” للمجوهرات في لندن: “إن بعض زبائنها الأثرياء اشتروا الألماس وغيره من الأحجار الكريمة بغرض الاستثمار خلال الأزمة المالية في وقت بدت فيه الأصول الورقية خادعة وغير مضمونة. وفضلوا آنذاك ألا يتباهـوا بمشتريـاتهم أمام الناس المتجولين الـذيـن أنهكتهم الأزمـة وأفلسهم الركـود وراحـوا يطلبون أن توضع مشترياتهم في أكياس بيضاء بسيطة. ومع تعافي الاقتصاد العالمي، تختفي هذه القيود. وبدأت تزدهر مبيعات البضائع الفاخرة على نحو لم يتوقعه أكثر الخبراء تفاؤلاً”. في 14 أكتوبر، سجلت “لوي فيتون”، أكبر شركة بضائع فاخرة في العالم، زيادة في المبيعات بنسبة 14 في المئة خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام. كما سجلت “بوربوري”، شركة الملابس الراقية البريطانية، نمواً في المبيعات بنسبة تزيد على 10% خلال الأشهر الستة المنتهية في آخر سبتمبر كذلك سجلت “بي بي ار”، الشركة الفرنسية المتخصصة في تجارة البضائع الفاخرة بالتجزئة، نتائج قوية. وتقول كلوديا دار بيزيو خبيرة البضائع الفاخرة في فرع شركة “بين اند كومباني” الاستشارية في ميلان إن قوة التعافي كانت مفاجئة. وشهدت الأسماء التجارية الكبرى مثل لوي فويتوث وهيرمس مكاسب كبرى. فمن خلال تمويلاتها القوية تمكنت من مواصلة فتح متاجر جديدة والاستثمار في أنشطة خلال الأزمة. رغم أن تداول البضائع الفاخرة اعتاد على أن يمر بدورات صعود وتراجع، إلا أنه في العقد الماضي حلق عالياً وهبط هبوطاً شديداً. ففي مطلع العقد، كانت الأحوال قاتمة بما وقع من أحداث الإرهاب في الولايات المتحدة والانتشار العالمي لما يسمى بوباء متلازمة أعراض مرض الجهاز التنفسي الحادة “سارس” وحرب العراق والتي عملت جميعاً على إحجام الناس عن السفر وأفقدتهم شهية الشراء. خلال الفترة من 2004 إلى 2007 انغمس الأثرياء في نوبات محمومة من شراء الفاخر والنفيس من البضائع المختلفة. ثم مع بداية الأزمة المالية العالمية توقف هؤلاء عن الشراء. فتقلصت سوق البضائع الفاخرة بنسبة 8 في المئة. غير أن تعافي شراء البضائع الغالية الذي بدأ في أواخر عام 2009 اكتسب حالياً زخماً وقوة. وتتوقع متاجر “باين” نمواً نسبته 10 في المئة هذا العام. وفي الولايات المتحدة، تراجعت المبيعات الفاخرة 18 في المئة خلال العام الماضي أما في العام الحالي، فلم يعد كثير من المتسوقين يخفي رغبته في التفاخر والتباهي وتنشغل متاجر المتنوعات بتخزين كميات هائلة من الأصناف الجذابة استعداداً لموسم الأعياد. وفي الصين، زاد حماس التسوق الفاخر، حيث نمت مبيعات الأصناف الغالية بنسبة 20 في المئة حتى في خضم السنة الماضية الموجعة، بل يتوقع أن تزيد بنسبة مذهلة تبلغ 30 في المئة هذا العام. وفي خمس سنوات يتوقع للصين، التي تشكل حالياً عشرة في المئة من الطلب العالمي على البضائع الفاخرة أن تصبح ثالث أكبر سوق لها. وقد عمل هذا الازدهار على اختفاء بعض الأصناف من متاجر البضائع الفاخرة.. ورغم انتشار الإضرابات في فرنسا ليس لدى “لوى فيتون” تاجر الحقائب الغالية مخزون يلبي الطلب المتزايد المفاجئ. وسعياً للحفاظ على بضائع كافية لأعياد الكريسماس يغلق متجر “لوي فيتون” الشهير في شارع الشانزليزيه في باريس أبوابه مبكراً كل يوم ويرفع أسعاره في منطقة اليورو. غير أن العصر الذهبي لشركات البضائع الفاخرة لن يدوم على ما يبدو. إذ تتوقع متاجر بين أن يتباطأ نموها العام المقبل إلى 5%. وينتظر أن تضر قوة اليورو بكبريات الشركات الفاخرة التي غالباً ما تكون فرنسية أو إيطاليا والتي تنشر منتجاتها في منطقة اليورو. كما أن زيادة الضرائب في أوروبا ستقلل احساس الأثرياء بغناهم وتجعلهم أقل رغبة في الإنفاق ببذخ. نقلاً عن “ذي ايكونوميست” ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©