بغداد - وكالات الأنباء: أعلن قادة في الشرطة العراقية والجيشين العراقي والاميركي أن عملية أمنية مشتركة أطلقتها وحداتهم في أحياء بغداد المختلطة بين السنة والشيعة ضمن الخطة ''إلى الامام معا'' الأمنية المستمرة منذ شهرين أدت إلى تحسن الوضع الأمني بشكل ملحوظ في إحدى أكثر المناطق خطورة وسخونة·
وأوضح متحدثون عسكريون أن عمليات تطويق وتمشيط مكثف وبحث على مدار 4 أيام في حي الرسالة وحي المواصلات المتجاورين جنوب غربي بغداد أسفرت عن تحول كبير في الوضع الأمني في تلك المنطقة التي كانت تعاني من وطأة عنف طائفي منتظم واغتيالات وهجمات مسلحين· وقال قائد العملية اللفتنانت كولونيل جيمس دانا ''لدينا فرصة أفضل للنجاح عبر شن عمليات استباقية في منطقة معينة قبل أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة كما حدث في الدورة المجاورة''· وقد تمكنت القوات العراقية والاميركية من تهدئة الأوضاع في الدورة، المختلطة بغالبية سنية، منتصف اغسطس الماضي بعد أن كانت من المناطق ''الساخنة'' لعدة أشهر· وبعد انتهاء عمليات الدهم ومصادرة الأسلحة غير الشرعية، ستغادر القوة الاميركية الحي تاركة اياه بعهدة القوات العراقية· لكن وجه الخطر يكمن في هذه النقطة، إذ يعتقد كثيرون من السكان أن قوات الشرطة العراقية متواطئة مع الميليشيات الشيعية· وأوضح ''السنة لا يثقون كثيرا برجال الشرطة في هذا الحي بسبب القتل على الهوية''· وأكد أن الجنود يلقون الترحيب الحار من السكان اثناء عمليات التفتيش في حي الرسالة، حيث ''يرفض المواطن العادي طرد السكان الآخرين''·
وقال متحدث باسم وحدة مشاة أميركية إن الجنود فتشوا كل المركبات الداخلة والخارجة ونحو ألف منزل واعتقلوا عددا من الاشخاص وضبطوا كميات وانواعا مختلفة من الأسلحة والمتفجرات· وأضاف أن القوات الأميركية فككت متاريس أقيمت في كل شارع بالمنطقة تقريبا مما سمح بحرية تنقل السكان مرة أخرى بشكل طبيعي· وأوضح السارجنت سكوت جلاسير ''هناك عائلات معدودة طردها مسلحون والآن المنطقة جعلناها أكثر أمانا بعد ان قمنا بتطهيرها وتمكنت من العودة واسترداد منازلها وأصبح الحال أكثر أمنا لها· إنهم يشعرون بالامان وتحدثنا إليهم ويحسون بأن المنطقة تحسنت على نحو كبير للغاية''·
وأكد السكان أنهم يشعرون بالفعل بتحسن الأوضاع الأمنية منذ تنفيذ العملية المشتركة· وقال أحدهم ''الأوضاع في حي المواصلات كانت ''مو زينه''، طلقات وعيارات نارية وكنا ما مرتاحين بصراحة والآن نظفوا المنطقة وقفلوها مما يعني الأمور أحسن إن شاءالله''· ورحب آخر بدورية مرت قربه قائلا ''انني مسرور بهذه العملية اريدهم ان ينزعوا اسلحة الميليشيات''· قال المقدم في الجيش العراقي صلاح نصر حسين أيضا ''انهم يدعموننا بمجرد رؤيتهم جنودا من التحالف وآخرين عراقيين يعملون سوية''· وقال زميله المقدم رفعت سعدي ''هذه المنطقة كانت ساخنة جدا وشهدت أعمال عنف قتل وخطف وحتى عنف طائفي يعني الاعمال السيئة كافة· فتوكلنا على الله وقمنا بتطهيرها من العناصر الارهابية وجمع الاسلحة غير المرخصة·
وتستخدم السهول المحيطة بجنوب الرسالة كممر لعبور المتمردين الى بغداد في حين تتمركز ميليشيات شيعية في السهول الواقعة شرقه وتبدو المنطقة كخط تماس في حرب السيطرة على الأحياء· فشمال الحي يقع حي الجهاد، حيث شنت ميليشيات شيعية عملية انتقامية في شهر يوليو الماضي وقتلت نحو 40 سنيا· ويعتبر مسجد ''تركي'' السني وسط الحي مركزا حساسا وتكبدت وحدتان من الشرطة خسائر جسيمة خلال مداهمات ليلية له· لكن المصلين يؤكدون انهم يدافعون عن انفسهم ولم تواجه عملية دهم اميركية للمسجد أي مقاومة وانتهت بضبط قذيفة هاون مربوطة بصاعق ومعدة للتفجير· وزعم عدد من السكان ان رجال الشرطة يسرقون الحلي والمجوهرات لكن الاميركيين لم يعثروا على شيء لدى تفتيشهم· ويؤكد ذلك انعدام الثقة بين الجانبين· وقال شرطي متمركز في الشارع التجاري في الحي ''جميعهم إرهابيون، فقد اطلقوا علينا النار من كل مكان الأسبوع الماضي''·
عدد اليوم
