رغم محاولة شركة أبل التكتيم على هذا الخبر، ومحاولة إبقائه سراً لأطول مدة ممكنة، إلا أنه سرعان ما انتشر في "الأوساط المالية" و "الشبكة العنكبوتية"، وأصبح أحد أهم وأبرز الأخبار "للمهتمين" والذي له ارتباط قوي ووثيق بمنتجات الشركة وبالأخص الـ "آي فون، آي باد، آي بود".
"
ستيف جوبز".. المدير التنفيذي لشركة أبل يأخذ وللمرة الثانية إجازة مرضية، ولكن! هذه المرة الإجازة غير "
محددة الأيام". لكي يرتاح قليلاً من أعباء جدوله " المزدحم جداً" ويتفرغ قليلاً لصحته ومراعاة مرض السرطان الذي لازمه طوال سنتي النجاح والطفرة التي حققتها شركة أبل بقيادة السيد "ستيف جوبز".
قد لا يعلم العديد وربما الأغلب من مستخدمي أجهزة شركة أبل وبالأخص أجهزتها "صغيرة الحجم، كبيرة الآداء" (آي فون، آي باد، آي بود...) أن العقل المدبر والشخص المسؤول عن إصدار هذه الأجهزة وخروجها من "قفص" أبل إلى أيدي المستهلكين، هو السيد "ستيف جوبز".
وقد لا يعلم محبو هذه الأجهزة و"المدمنون" على برامجها وتطبيقاتها، أنه بغياب هذا الشخص، قد يتأثر "خط الإنتاج الساخن" لآي فون و الآي باد، وربما قد يصبح عدم تحديث "نظام التشغيل IOS" أمراً عادياً..
وربما قد تستيقظ من النوم ولا تجد "مخزن أبل للبرامج"..
وربما قد تجد أن جهاز الآي فون به " فايروس"..
وربما قد لا تسمع عن نسخة جديدة من الآي فون أو الآي باد..
وربما قد تلاحظ أن هنالك منافسين رئيسيين كثر لشركة أبل..
وربما قد تنجذب لأجهزة أخرى أجمل و "أتقن" من منتجات أبل..
وربما قد تجد نفسك تشتري "س" من الهواتف أو "ص" من الكمبيوترات اللوحية.. ولا تكترث لمنتجات أبل كما السابق.
وربما.. وربما.. وربما..
نعم، هذا كله قد يحصل وربما أكثر، بغياب هذا الشخص الذي كان بمثابة "دينامو" شركة أبل، وصانع القرارات المصيرية فيها. وهذا ما يفسر تكتم الشركة عن هذا الخبر لما له من أثر كبير وبالغ على آداء الشركة في الأسواق المالية والذي سينعكس حتماً على سعر أسهما بالسوق، مما يؤثر على منتجاتها في المستقبل.
هل انتهى عصر "النهضة" لشركة أبل؟
المتتبع لأجهزة "آي فون، آي باد، آي بود" قد لا يعلم أن الشركة المصنعة لهذه الأجهزة، هي من أقدم شركات العالم في إنتاج الحواسيب الشخصية، وإن مؤسس هذه الشركة هو نفس الشخص الذي سيأخذ إجازة مرضية "مفتوحة" ليتفرغ لمرضه. هذا المرض الذي أجبر ستيف جوبز على التنحي عن إدارة الشركة رغم "التوقيت الصعب" والذي يشهد تنافس شرس بين شركة أبل والعديد العديد من الشركات الأخرى والتي ترغب بأن يكون لها حصة من هذا النجاح الملفت الذي حققته شركة أبل تحت قيادة ستيف جوبز.
لقد تعاملت وسائل الإعلام المختلفة مع منتجات شركة أبل على عكس تعاملها مع منتجات العديد من الشركات الأخرى، وأبدت اهتماماً منقطع النظير مع كل ما هو جديد تأتي به أبل من خلال ستيف جوبز، والذي تمكن ومن خلال شخصيته المميزة أن يحول أنظار "
أعداء أبل إلى أنصار" وذلك من خلال إقناعهم بأنه ومنتجات شركته، ببساطة "الأفضل".
في النهاية، قد لا يكون لغياب ستيف جوبز عن أبل وعن السوق، ذا أثر سلبي كبير على منتجات الشركة، وخاصةً إذا علما أنه قد وضع خطة عمل طويلة الأمد "تصل إلى 5 سنوات"، لتسير عليها الشركة، وليضمن سير خطوط الإنتاج بسلاسة ويسر ومن دون عقبات أو مشاكل، مما يفسر لنا أن منتجات أبل المستقبلية مثل "آي فون 5، آي باد 2" وغيرها قد تمت جدولتها ضمن خطة ستيف جوبز "الخمسية"، رغم غياب الأخير عنها.
النص الحرفي لرسالة ستيف جوبز إلى موظفي شركة أبل:
إلى الفريق،
بناء على طلبي، قام مجلس الإدارة بمنحي إجازة مرضية، حتى أتمكن من التركيز على صحتي. سأستمر في منصب الرئيس التنفيذي والمشاركة في اتخاذ القرارات الإستراتيجية الرئيسية للشركة.
وقد طلبت من "تيم كوك" أن يكون مسؤولاً عن العمليات اليومية للشركة. لدي ثقة كبيرة أن تيم وبقية فريق الإدارة التنفيذية سيقومون بعمل رائع وينفذون الخطط الحالية لعام 2011.
أنا أحب أبل كثيرا، وآمل أن أعود في أقرب وقت ممكن. في هذه الأثناء، عائلتي وأنا نقدر بعمق احترام الخصوصية..
ستيفالمصادر:
-
www.news.cnet.com-
www.romain-moisescot.com-
www.bloomberg.com-
www.forbes.com
عدد اليوم
