في كتابه الجديد «بعيد عن الأضواء»، يسرد المؤلف «سيروس إم كوبلاند» ذكريات مضنية، وفي بعض الأحيان غريبة، تخص والدته الإيرانية ووالده، أول أميركي يُحاكم في إيران بتهمة التجسس لصالح «الشيطان الأكبر» بعد إطاحة نظام الشاه عام 1979 وتدهور العلاقات الأميركية الإيرانية.
ويعتبر «بعيد عن الأضواء» بمثابة تحقيق يجريه المؤلف في محاولة لاستكشاف حياة والده الراحل «ماكس كوبلاند» والتطورات التي أدت لمحاكمته، لاسيما أن محنته لم تحظ باهتمام كبير في ظل أزمة الرهائن الأميركيين التي استمرت 444 يوماً في طهران، وقضايا جميع الأميركيين الآخرين الذين وجدوا أنفسهم في أقفاص المحاكم الثورية الإيرانية، وآخرهم صحفي «واشنطن بوست»، جيسون رضائيان. ومن خلال كتابات والده الخاصة، وذكريات والدته، وذاكرته وتحقيقاته، نقّب «كوبلاند»، المدير التنفيذي السابق لشركة إعلانات في نيويورك، في مأساة أسرته.
ويتسم استكشاف «كوبلاند» لماضي أسرته بقبوله جزئياً للادعاء الإيراني الأصلي، وهو أن والده كان جاسوساً للولايات المتحدة. ويبدأ برواية ما حدثته به والدته «شاهين ماليكي كوبلاند» قائلة: «تعلم بالطبع أن والدك كان عميلاً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية». ولعلها كانت تعني بذلك ضابطاً في الوكالة تحت غطاء غير رسمي، وأنه لم يكن يساعد الوكالة فحسب بطريقة غير رسمية أثناء وجوده في الخارج. بيد أن الكتاب لا يقدم دليلاً على ذلك، كما أن علاقة «ماكس» بـ«سي آي إيه» ليست واضحة في رواية «كوبلاند».
![]() |
|
![]() |
ويؤكد المؤلف أن والده أحب «شيراز»، وكان يخرج للصيد في الجبال، وكان يجلس مع التجار في الأسواق، وتحول إلى الإسلام، ورغم أنه لم تكن لديه دراية باللغة الفارسية، لكنه تعلمها سريعاً بدافع الفضول والحماس.
![]() |
|
![]() |