عدد اليوم
حاتم فاروق (أبوظبي)
أكد المهندس جمال سالم الظاهري، الرئيس التنفيذي لـ«صناعات»، أن الاستثمارات الصناعية في أبوظبي والإمارات تشهد تقدماً مستمراً، ويتمثل ذلك بأهداف رِؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 الطموحة لنمو اقتصاد الإمارة وتنويع مصادر الدخل من خلال تعزيز القطاع الصناعي ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، لافتاً إلى أن الرؤية قامت على تطوير البنى التحتية لتمكين الاستثمارات الصناعية على خدمة الاقتصاد المحلي والعالمي. وقال الظاهري لـ«الاتحاد»: «نرى اليوم، ثمرة دعم حكومة أبوظبي وجهودها المكثفة في تمكين القطاع الصناعي التي تتجسد في عدد من المشاريع التي تضم ميناء الشيخ خليفة، إضافة إلى منطقة خليفة الصناعية التي تقدم بنى تحتية صناعية متميزة، مكنت العديد من الاستثمارات الصناعية العملاقة كشركة الإمارات للألمنيوم، من إنشاء مصانع عالمية قريبة من الأسواق وقادرة على تقديم منتجاتها إلى الصناعات المحلية والعالمية. وأوضح أن هذه العوامل مجتمعة ساعدت أبوظبي، ودولة الإمارات على استقطاب المشاريع والاستثمارات الصناعية والتجارية في شتى القطاعات مثل المعادن، ومواد البناء، والتصنيع، وقطاع الأغذية والمشروبات، منوهاً إلى أن هذه المشاريع والاستثمارات ساهمت بشكل كبير في تعزيز مكانة أبوظبي ودولة الإمارات على المستوى الاقتصادي العالمي. وكشف الظاهري، أن قيمة استثمارات مجموعة «صناعات» في القطاعات الصناعية غير النفطية تجاوزت 23.3 مليار درهم، خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية، فيما ركزت المجموعة جهودها خلال تلك الفترة على تنمية وتطوير أربعة قطاعات رئيسة، وهي قطاع المعادن، وقطاع خدمات النفط والغاز، وقطاع المواد الغذائية والمشروبات، وقطاع الإنشاء ومواد البناء. استراتيجية طموحة وأضاف «تفخر صناعات بمساهمتها في تقدم الإمارات في الاستثمارات والقطاعات غير النفطية»، منوهاً بأن «صناعات» اعتمدت استراتيجية طموحة مبنية على أسس الإمارة التنافسية كوفرة رأس المال، والقرب من الأسواق العالمية لتطوير العديد من المشاريع العملاقة التي تهدف إلى سد احتياجات السوق المحلي والعالمي. فعلى سبيل المثال، طورت «صناعات» شركة حديد الإمارات لتصبح أكبر شركة متكاملة لإنتاج الحديد في الدولة، كما طورت «صناعات» شركات اعتمدت على وفرة المواد الخام داخل الدولة وتلبي احتياجات الأسواق المحلية والعالمية. وتقوم صناعات بتطوير شركة الغربية لصناعة الأنابيب بالتعاون مع تحالف شركات يابانية لتلبية متطلبات صناعة النفط والغاز من الأنابيب العالية الجودة. فيما تستمد شركة دوكاب للألمنيوم موادها الخام من شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، إذ يتم نقل الألمنيوم المصهور إلى الشركة لتصنيع المواد بما يتلاءم مع متطلبات الأسواق. مؤشرات الأداء وقال الظاهري، إن المجموعة اعتمدت مؤشرات أداء تتوافق مع أفضل المعايير العالمية، وهو ما ساهم في تحقيق نتائج مميزة في العام 2017 بالرغم من التحديات التي يعاني منها القطاع الصناعي محلياً وعالمياً، مؤكداً أن قيمة الأصول الصناعية التي تديرها «صناعات» بلغت حالياً 27.2 مليار درهم، فيما تتميز «صناعات» بمعدل نمو سنوي مركب بلغت نسبته 18.3% بنهاية العام الماضي. وأضاف أن «صناعات» ركزت في عام 2017 وبداية 2018، على استكمال ومتابعة المشاريع التي تم الإعلان عنها في السابق، مؤكداً في هذا الصدد أن المجموعة نجحت بالفعل في تدشين مصنع دوكاب للألمنيوم «داك» في منطقة خليفة الصناعية بأبوظبي مطلع عام 2018، وذلك بالشراكة بين الشركة القابضة العامة «صناعات» وشركة دبي للكابلات الخاصة «دوكاب»، بكلفة قدرها 220 مليون درهم. وأوضح المهندس جمال الظاهري أن «صناعات» وشركاتها التابعة نجحت في استقطاب 1350 من الموظفين الإماراتيين ممن يتولون وظائف قيادية وإشرافية. حزمة سياسات وأفاد بأن دولة الإمارات نجحت مؤخراً في تطوير حزمة من السياسات والتشريعات لدعم الاستثمار الصناعي وأوجدت العديد من المناطق الحرة على مستوى الدولة لجذب هذه الاستثمارات. وأوضح أن التحديات الراهنة التي يواجهها القطاع، كالإغراق لأسواق الدولة، تحتم مواكبة هذا التحدي باعتماد المزيد من السياسات والتشريعات تمكن المستثمر الصناعي المحلي من المنافسة والاستمرار في تلبية احتياجات السوق. وقال: «سيشهد كل من اقتصاد الدولة بشكل عام وقطاع الاستثمار الصناعي بشكل خاص، نقلة نوعية وإيجابية في الفترة القادمة، حيث يعد الاقتصاد الإماراتي واحداً من أفضل الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
