الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجزائر توفر المواد الاستهلاكية وتوزع 1,5 مليون «سلة غذائية» على الفقراء

الجزائر توفر المواد الاستهلاكية وتوزع 1,5 مليون «سلة غذائية» على الفقراء
3 أغسطس 2011 22:53
شرعت الجزائر هذا العام بالتحضير مبكراً لرمضان من خلال اتخاذ جملة من التدابير الرامية إلى توفير المواد الغذائية واسعة الاستهلاك في الشهر الفضيل، تجنباً للمضاربة بها والتهاب أسعارها في الأسواق، وفي مقدمتها اللحوم الحمراء والبيضاء والخضر والزيت والسكر.. كما برمجت توزيع نحو 1.5 مليون “قفة” رمضانية على العائلات الفقيرة، وهي عادة دأبت عليها منذ سنوات، وترمي إلى توفير مساعدات غذائية توفر الحدِّ الأدنى من احتياجات هذه العائلات في رمضان. أعلنت وزارة الفلاحة الجزائرية أن كل المواد الغذائية التي يكثر عليها الطلب في رمضان ستكون متوفرة بشكل كبير خلال رمضان، وأوضح يوسف رجّام، مسؤول تطوير الإنتاج الفلاحي بالوزارة، أنه تم تزويد الأسواق بـ 130 ألف طن من الطماطم و48 ألف طن من الكوسة و11 ألف طن من الفاصولياء و26 ألف طن من السلاطة. وبخصوص اللحوم بمختلف أنواعها، قال رجّام إنه تم تزويد السوق بشكل منتظم بها لتوفّر اللحوم المخزنة، المحلية والمستورَدة، في غرف التجميد وستوزع على 300 نقطة بيع عبر 40 ولاية جزائرية، أما بشأن لحم البقر الطازج فقد أعلن رجام استيراد 14 ألف عجل موجه للذبح، ما سيوفر 3 آلاف طن من اللحوم الطازجة، كما يوجد مخزونٌ يصل إلى 10 آلاف طن من اللحوم البيضاء، وهو ضِعف الكمية المسجلة في رمضان الماضي، ما يجعل أسعارَها لا تتجاوز 240 ديناراً للكيلوجرام. وأعلن ياحي مبارك، مسؤول بديوان تربية الأنعام الشروع بتوزيع هذا المخزون لكسر المضاربة والاحتكار وإبقاء الأسعار في حدود 250 ديناراً للكيلوجرام. التهاب الأسعار ومن خلال جولةٍ في بعض الأسواق الشعبية بالجزائر العاصمة، لاحظنا تفاوتاً في أسعار اللحوم، حيث تجاوزت أسعار الدجاج 290 ديناراً في بعض الأسواق، لتبعث بذلك مخاوف المستهلكين من إمكانية التهاب أسعارها مع بداية الشهر الفضيل، حيث يتزايد الطلب عليها بشكل كبير، وبخاصة في الأيام الأولى منه. ويتوقع رئيس الاتحادية الوطنية للمواد الغذائية قاضي أعراب أن “تتراوح أسعار لحوم الغنم والبقر بين 100 إلى 150 ديناراً عن رمضان الماضي، مقابل استقرار أسعار مجمل المواد الغذائية الأخرى”. وشرعت شركة تحويل وتغليف وتعليب اللحوم منذ 20 يوليو الجاري بتوزيع 10 آلاف طن من اللحوم الحمراء المجمدة على الجزارين بمختلف مناطق البلد، وتراهن الجزائر على توفير هذه اللحوم بأسعار لا تتجاوز 450 ديناراً لتلبية حاجات المستهلكين، إلا أن الجزارين يؤكدون أن الإقبال أكثر على اللحوم الطازجة. يقول الدراجي لَحْول، جزار بسوق “الرويبة”، 25 كلم شرق الجزائر “الإقبال على اللحوم المجمدة في رمضان ضعيف مقارنة بباقي أيام السنة، فالمستهلكون يفضلون اقتناء اللحوم الطازجة ولو بكميات قليلة”. محاربة المضاربة وتحاول اتحادية حماية المستهلك تنبيه السلطات باستمرار إلى بداية غلاء سلعة ما نتيجة المضاربة بها، خاصة السلع المسقفة الأسعار كالسكر والزيت، حيث يقول رئيس الاتحادية زكي أحريز “لاحظنا منذ أيام غلاء غير مبرر وغير معقول للسكر والزيت فاتصلنا بوزارة التجارة وبالمنتجين والمستوردين لنسألهم عن خلفيات هذه الزيادة ونطالبهم بالسعي إلى استعادة التحكم في السوق من خلال تزويدها بكميات محدودة لتجنب احتكار المضاربين لها والتلاعب بأسعارها”. ويُعدّ السكر والزيت مادتين حيويتين للمستهلك الجزائري، وقد تسبب رفعُ أسعارهما في اضطرابات اجتماعية، ففي يناير الماضي أجبرت الحكومة على التدخل وتخفيض أسعارهما وتسقيفها، وهما تدخلان في صناعة الحلويات وفي مقدمتها “الزلابية” واسعة الاستهلاك في رمضان بالجزائر، فضلاً عن المشروبات الغازية وغيرها. على غرار رمضان من كل سنة، تنوي السلطات تقديم “قفة” لكل عائلة فقيرة، محدودة الدخل أو بلا دخل، وأعلنت وزارة التضامن أن 1.435.304 عائلة فقيرة استفادت من “قفة” رمضان هذه السنة، وقال عيسى خلاَّف، مسؤول بالوزارة، إن “التسليم كان ببيوتها صوناً لكرامتها”، ونبّه خلاَّف إلى أن” 384 ألف عائلة استفادت من قفتين اثنتين بدل واحدة، لفقرها المدقع وكثرة عدد أفرادها، كما استفادت من القفة أيضاً 156 ألفاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، والقفة شهدت هذه السنة تحسنا كما ونوعا”. وتشمل قفة رمضان عادة جملة من المواد الغذائية الجافة ومنها “الفريك” الذي تحضّر منه “الشوربة” الجزائرية الشهيرة، وبعض البقوليات والدقيق والزيت والسكر ومواد غذائية أخرى. حرب التمور من جهته، أعلن عدّة فلاحي، مستشار وزير الشؤون الدينية، تقديم إعانات مالية للعائلات الفقيرة من صندوق الزكاة لإعانتها على مواجهة غلاء الأسعار في رمضان. يعتقد عددٌ من المتتبعين أن توفير المواد الغذائية واسعة الاستهلاك في رمضان ليس كافيا للتحكم في المضاربة بالأسعار والتهابها بسبب تضاعف الاستهلاك لدى الجزائريين بشكل مفرط في هذا الشهر، ما يجعل التجار ينتهزون الفرصة لرفع الأسعار وتحقيق أرباح كبيرة، وقد بدأ مؤشر ارتفاع الأسعار مع بعض السلع، ومنها التمور التي أكد محمد بولنوار، وهو مسؤول باتحاد التجار الجزائريين، بلوغَها 400 دينار للكيلوجرام الواحد مقابل 280 إلى 300 دينار في رمضان المقبل، وهذا بسبب محدودية الكميات التي تمّ جنيُها في بعض المناطق الصحراوية بالجزائر ومنها غرداية وأدرار، بينما لم يحن بعد موسمُ جني “دقلة نور” الشهيرة بالبلد، وقالت مديرية التجارة لولاية غرداية إن “كمية التمور التي تم تزويد السوق الجزائرية بها في رمضان لم تتجاوز 500 طن”، وهي كمية ضئيلة لن تلبي الطلب، ويُحتمل اللجوء إلى تسويق تمور السنة الماضية المحفوظة في غرف تبريد لتلبية الطلب مع أن نوعيتها غير جذابة. الكف عن الاحتكار بعثت وزارة الشؤون الدينية تعليمات إلى الأئمة تطالبهم فيها بحثِّ التجار على الرفق بالصائمين والكف عن الاحتكار والجشع ورفع الأسعار، وكذا مطالبة الصائمين بأن يجعلوا رمضان فرصة لتجديد الإيمان وتعويد النفس على القناعة والتخلي عن العادات السيئة وفي مقدمتها الإفراط في الاستهلاك.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©