سنغافورة - وكالات: حث رودريجو راتو رئيس صندوق النقد الدولي امس قادة دول العالم الى الاستعداد لمواجهة ظروف اقتصادية صعبة في المستقبل رغم ازدهار الاقتصاد العالمي حاليا·
وقال رودريجو أثناء الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين التي تستضيفها حاليا سنغافورة إنه في الوقت الذي مازالت فيه احتمالات النمو الاقتصادي العالمي قوية فإن هناك مخاطر قائمة في المستقبل·
وعدد رئيس الصندوق الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي قبل انعقاد اجتماعات وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى امس المخاطر وهي تزايد الضغوط التضخمية في الدول الكبرى وارتفاع أسعار النفط العالمية بالاضافة إلى فشل جولة الدوحة من محادثات تحرير التجارة العالمية·كما أشار راتو إلى الخطر الذي يمثله الاختلالات في الميزان التجاري وميزان المدفوعات للعديد من دول العالم الامر الذي يهدد بفوضى مالية عالمية·
وقال راتو إن العالم يتغير بسرعة حولنا جميعا ولكي يحتفظ صندوق النقد بمصداقيته وفاعليته عليه أي يتكيف مع هذه التغييرات· وأضاف ان مخاطر تصحيح عشوائي للاختلالات الاقتصادية العالمية لم تختف وقد تتفاقم بفعل مخاطر أخرى·'' وأضاف ''صناع السياسات والكثير منهم هنا· عليهم أن يستعدوا لمناخ أكثر تحديا·
ويقع في لب الاختلالات عجز ميزان المعاملات الجارية الأمريكي والذي بلغ 6,5 في المئة من إنتاجها والفوائض المقابلة في الدول المنتجة للنفط وفي آسيا· وقال راتو إن الاختلالات ظاهرة معقدة تراكمت على مدار سنوات·
وقال ''ليس واقعيا توقع حل المشكلة باستخدام عصا سحرية·
''واشترك راتو في مناقشات امس مكررا وجهة نظر الصندوق بأن السماح لقوى السوق بلعب دور أكبر بمعنى رفع سعر صرف العملة يصب في مصلحة الصين· وقال راتو ''القرار الذي اتخذته الصين العام الماضي بتغيير آلية سعر صرف عملتها كان صائبا· لكن ينبغي تنفيذه
لكن لم تصدر اشارة من بكين بعزمها السماح بارتفاع أسرع لليوان الذي زاد أقل من اثنين بالمئة منذ رفع سعر صرفه·
وتأمل الولايات المتحدة أن تشجع خطة لمنح الصين والمكسيك وكوريا الجنوبية وتركيا حقوق تصويت أعلى في صندوق النقد الدولي بكين على لعب دور أكثر نشاطا في إدارة الاقتصاد العالمي·
وتعتبر معالجة ضعف تمثيل تلك القوى الناشئة الأربع الكبرى هي الخطوة الأولى في اطار اصلاح أوسع نطاقا لهيكل الحصص في الصندوق قال راتو إنه سينطوي على أكبر تغيير منذ فترة طويلة في طريقة عمل الصندوق·
ويواجه التعديل المقترح معارضة في أوروبا التي تخشى من تراجع نفوذها فضلا عن بعض البلدان النامية التي تقول إنها ستظل تفتقر إلى صوت مؤثر·
ورغم الخلاف قال راتو إنه يأمل أن يتبنى أعضاء الصندوق عملية اعادة الهيكلة خلال اجتماعات سنغافورة·
من جانب آخر دافع بول ولفويتز رئيس البنك الدولي امس عن حملته المثيرة للجدل لمحاربة الفساد قائلا إن البنك لا يمكنه التهاون مع اساءة استغلال قروضه إلى الدول الفقيرة ومهونا من شأن خلاف تمويلي مع بريطاينا·
وجعل ولفويتز الأولوية لمحاربة الفساد في عامه الأول على رأس أكبر وكالة للتنمية في العالم وجادل بأن الفساد هو أحد أكبر التهديدات في مواجهة خفض الفقر·
وتقع في قلب الجدل الدائر سبل استجابة صندوق النقد الدولي لأدلة الفساد وهو ما وتر العلاقات بين ولفويتز ودول أوروبية في المقام الأول تقودها بريطانيا التي أبدت قلقها من ابطاء حملة تقديم المساعدات إلى الفقراء·
وفي حين تساند دول مثل بريطانيا تضييق الخناق على الفساد إلا أنها ترى بأنه بدلا من حجب الاقراض لصالح المشروعات بهدف حث البلدان على التحرك في مواجهة الفساد يتعين على ولفويتز العمل مع الدول النامية لعلاج المشكلة مع السماح باستمرار تدفق الأموال إلى الفقراء·
ولة للمشاركة في فاعليات اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين·
عدد اليوم
