الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخبراء يتوقعون: الإنترنت تربط بين الأدوات وليس الحواسيب عام 2020

الخبراء يتوقعون: الإنترنت تربط بين الأدوات وليس الحواسيب عام 2020
31 أكتوبر 2010 20:11
بعد هذا التطور السريع الذي تشهده تقنيات شبكة الإنترنت، يجدر بنا أن نتساءل: كيف سيكون حالها بعد عشر سنوات، أو في عام 2020 تحديداً؟ من أجل الإجابة عن هذا السؤال، تطوعت الكثير من مراكز البحوث في جمع البيانات والمعلومات التي يمكنها أن تقدم رؤية استشرافية للواقع الذي ستكون عليه الشبكة الدولية بعد عقد من الزمان. لا شك أن الأرقام الدقيقة التي قدمتها تلك المراكز حول التطور الذي شهده استخدام الإنترنت خلال السنوات العشر الماضية، يمكنها أن تمهّد لاستيعاب مثل هذه الرؤى وأن تدحض طروحات أولئك الذين حاولوا ذات مرة أن يعارضوا انتشار هذه الشبكة السحرية؛ وكان من أشهر هؤلاء المعارضين عالم الكمبيوتر الأميركي كليفورد ستول الذي ألف كتاباً حول هذا الموضوع سنة 1996 أعطاه العنوان الغريب “زيت الأفعى السيليكونية” Silicon Snake Oil حاول من خلاله أن يفنّد ادعاءات بعض المستشرفين العلميين في ذلك الوقت والتي تفيد بأن الإنترنت سوف تقضي ذات يوم على كل أشكال التفاعل الإنساني. وهو يقول في ردّه عليهم: “إن حالات قليلة فحسب من أوجه النشاطات البشرية تحتاج إلى كمبيوتر وشبكات رقمية وقدرة فائقة على الاتصال والتواصل. ولا شك أن مثل هذه الأدوات لا علاقة لها بالحبّ والرقص والثرثرة وتبادل الأحاديث الحميمية. وأنت لا تحتاج إلى لوحة مفاتيح حتى تنضج خبزاً أو تبدع شعراً”. الطفرة المقبلة للإنترنت ربما تثبت التطورات المتلاحقة التي شهدتها تقنيات الإنترنت عقب نشر ستول لكتابه المذكور، بأن معظم طروحاته لا تتطابق مع الواقع. ويمكن إثبات ذلك بمجرّد إلقاء نظرة على التزايد السريع في عدد مرتادي الإنترنت في العالم. وتذكر أحدث الإحصائيات التي أنجزتها معاهد بحوث موثوقة أن عدد المواظبين على استخدام الإنترنت في العالم ارتفع في عام 2010 إلى 1.8 مليار من أصل العدد الكلي لسكان الكرة الأرضية الذي يبلغ الآن 6.7 مليار نسمة. ووفقاً لوتيرة التزايد المتسارعة هذه، توقعت الإحصائيات أن يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت عام 2020 أكثر من 5 مليارات نسمة. وفي شهر ديسمبر من عام 2000، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت عبر العالم 361 مليوناً، وهذا يعني أن معدل الزيادة في أعداد مستخدمي الشبكة خلال السنوات العشر الماضية بلغ 400 بالمئة. ويؤكد الخبراء على أن هذا التطور لن يكون عددياً فقط، بل نوعياً أيضاً؛ فالإنترنت سوف تسجّل في عام 2020 انتشاراً جغرافياً واسع النطاق. ويمكننا أن نتوقع وصولها إلى أكثر قرى ومناطق الأرض عزلة؛ ولن تقتصر وظيفتها على الربط بين أجهزة الكمبيوتر مثلما كانت من قبل، بل إنها ستربط بين كافة الأدوات والأجهزة التي يستخدمها البشر كالثلاجة والغسالة والهاتف المتحرك والثابت وجهاز التلفزيون وغيرها من الأجهزة والأدوات. وتشهد أعداد المشتركين في خدمات تكنولوجيا الحزمة العريضة “البرودباند” المتنقلة انفجاراً حقيقياً. وتوقعت الإحصائيات أن يزداد عدد المشتركين في خدمات تكنولوجيا البثّ بالجيل الثالث وبقية تكنولوجيات الشبكات ذات البث السريع للبيانات، بنحو 85 بالمئة سنوياً. وفي عام 2009، بلغ عدد المشتركين في هذه التقنيات 257 مليوناً عبر العالم، ولكن هذا العدد سوف يرتفع إلى 2.5 مليار مشترك في عام 2014. إيجابيات وسلبيات يتوقع المستشرفون أن تفتتح تكنولوجيا “الحوسبة السحابية” Cloud computing الجيل الثالث للحاسوبية من خلال زيادة سرعة البثّ وتخفيض تكاليف تخزين المعلومات والبيانات. وتشير الإحصائيات إلى أن العوائد التي ينتظر أن تجنيها الشركات المتخصصة من خدمات الحوسبة السحابية ستفوق 45.4 مليار دولار بحلول عام 2015. وأما من ناحية التأثير على البيئة، فإن من المنتظر أن تصبح الإنترنت أكثر نظافة. وتشير الإحصائيات إلى أن معدل استهلاك الطاقة الكهربائية لتشغيل الإنترنت في الولايات المتحدة خلال عام 2009 بلغ 9.4 بالمئة من مجمل الاستهلاك العام. وسوف ينخفض هذا المعدل بشكل كبير في السنوات المقبلة بالرغم من التوسع الهائل في استخدام الشبكة. ولا شك أن لهذا التطور جوانبه السلبية أيضاً. ومن ذلك مثلاً أن الإنترنت السريعة ذات الحزمة العريضة سوف تجتذب أعداداً أكبر من قراصنة المعلومات. وستتوفر لهؤلاء منافذ أكثر اتساعاً لاختراق الشبكة بعد أن ترتبط بها تقنيات توزيع الطاقة الكهربائية. وفي عام 2009، احتكرت أميركا الشمالية 57 بالمئة من عمليات قرصنة المعلومات واختراق الشبكة العالمية مقابل 23 بالمئة في أوروبا و6 بالمئة في اسيا و4 بالمئة في منطقة الشرق الأوسط و2 بالمئة في أميركا الجنوبية و2 بالمئة في أستراليا و6 بالمئة في نيوزلندا. هل نتحول إلى أغبياء؟ يرى معظم الخبراء الذين استطلعت آراؤهم حول التأثير الاجتماعي والتربوي لتطور الإنترنت في المستقبل، أن محرك البحث “جوجل” لن يجعل منّا أناساً أغبياء. واتفقت آراء فريق من العلماء اجتمعوا في إحدى قاعات الهيئة المتخصصة بإدارة مشاريع الإنترنت في إحدى جامعات الولايات المتحدة، على أن الإنترنت ومحركات البحث سوف ترفع مستوى الذكاء البشري. وعمد “مركز بيو للبحوث” Pew Research Center في الولايات المتحدة إلى عقد ندوة خاصة ضمّت أكثر من 800 عالم وخبير للتباحث حول الحال الذي ستكون عليه الإنترنت في عام 2020. واستشهد أحدهم في هذا الصدد بمثال بسيط يتعلق بالإنجازات الكبيرة التي سجّلتها شركة سامسونج الكورية عندما عمدت إلى تحرير التلفزيون وتحويله من جهاز تقليدي يشغّل تطبيقات محدودة إلى أداة تفاعلية لتشغيل أقراص “بلو- راي” التي تسمح بتنزيل وعرض الأفلام بالإضافة لمجموعة تطبيقات متنوعة نتجت عن توصيل الجهاز بطريقة لاسلكية بشبكة الإنترنت. وقال 76 بالمئة من العلماء إن الإنترنت سترفع معدلات الذكاء في عام 2020 لأن الناس سوف يجدون طريقة بالغة السهولة للدخول إلى المعلومات التي يبحثون عنها. وسوف تسمح لهم هذه الميزة باتخاذ القرارات السريعة والصائبة والتي تستند إلى البيانات الغزيرة والموثقة. وفي ذلك الوقت، لن يكون الإنسان ملزماً بحشو ذاكرته بالبيانات والمعلومات المخزونة سلفاً في محركات البحث. ولو تعلق الأمر بمقدار ما سنحتكم إليه من معلومات مخزونة في أدمغتنا، فلا شك بأن “جوجل” سوف يزيدنا غباءً في المستقبل، إلا أن الطريقة التي سنستخدم بها أدمغتنا هي التي ستتغيّر عندما سنحصر استخدامنا لعقولنا في البحث عن نتائج التفكير بدلاً من التركيز على مقدار ما نختزنه فيها من معلومات. عن موقع pewinternet.org وموقع readwriteweb.com ترجمة: عدنان عضيمة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©