«الموتى الأحياء» دراما تعيدنا إلى عالم فرانكشتاين

فرانك دارابونت الكاتب والمخرج يعبر من «فرانكشتاين» (1994) إلى مسلسل جديد سيبث في بداية نوفمبر الحالي للمرة الأولى في الوقت نفسه في العالم العربي والغربي على محطة فوكس سيريس - فوكس للمسلسلات. يعيدنا المسلسل بالذاكرة إلى فرانكشتاين الذي كتب له السيناريو، هذا المخرج الذي رشح ثلاث مرات لجائزة الأوسكار؛ لأنه قريب من فرانكشتاين لجهة الشخصية الحية الميتة، فرانكشتاين هو صناعة آلة في ما الموتى الأحياء أو «الزومبيون» فقد أصاب مدينتهم وباء سبب هذا التحوّل في أحوالهم. الفكرة ليست جديدة وفي الحلقة الأولى التي عرضت على الصحفيين بداية لا تبشر بجديد مميّز في هذا الإطار، ولكن تسلسل الأحداث والجوانب الإنسانية وعنصر المفاجأة في بعض الأحيان، تسهم في تشكيل الحلقات وقطع كل منها عند لحظة حاسمة تجعل ربما المتتبعين لهذا النوع من المسلسلات ينتظرون الآتي. The Walking Dead، مسلسل يعد بالرعب المشغول عليه بالمناظر المقززة أحياناً للموتى الأحياء، عمل فن الماكياج السينمائي على مضاعفته بشكل بارع، حيث إن الممثلين المشاركين الذين نعرفهم في أفلام ومسلسلات أخرى يبدون مختلفين في الشكل.. فماذا عن الأدوار؟ أندرو لينكولن يلعب دور ريك جرايمز نائب مأمور الشرطة في إحدى المدن الصغيرة في ولاية جورجيا. وتبدأ الأحداث في الحلقة الأولى من المسلسل الجديد به، وهو الوحيد الذي يشي المسلسل منذ بدايته بأنه سيبقى حياً من دون إصابته بالوباء الذي يضرب المدينة التي يقطنها، وبالتالي فإن فن الماكياج لم يحوّله إلى «زومبي» مفزع إضافي، ولكن الممثلين الآخرين فسيطلون منذ البدايات بشكل مرعب فعلاً، فهم أموات بسحنات رمادية إلى سوداء يفاجأون حين تنزل الدماء منهم إذا تمكن أحد من إطلاق رصاصة عليهم أو ضربهم بأداة حادة. ما يثير الدهشة لأن الدماء التي تسري في العروق تعطي اللون الطبيعي الحيوي للبشرة فكيف يتحوّل لونهم إلى الرمادي فيما لا يزال الدم يسري في أجسادهم؟ سؤال قد يطرح على الكاتب والمخرج والمنتج المنفذ..!! عدمية في المنطق في الحلقة الأولى التي حضرها صحفيون وإعلاميون من مختلف أنحاء العالم، نتعرف بداية إلى شخصية أندرو لينكولن، وهي ريك جرايمز، المتزوج وله ولد، ونائب مأمور الشرطة.. ونعرف بحالته الاجتماعية من دون اللقاء مع أفراد عائلته من خلال تتابع الأحداث، فهو في مهمة ويصاب بطلق ناري يدخله في «الكوما» ومن ثم يبدأ يرى في حالة الغائب عن الوعي والواعي زميله في الشرطة يعيده في المستشفى حاملاً باقة من الورد وتتحرك شفتاه من دون أن يسمعه ريك. وبعدها يستفيق تماماً معتقداً أنه في الفترة التي يحمل فيها زميله الورد ويتحدث معه ليجد بعدها أن لا أحد في الغرفة والورد في مزهرية ولكنه بات ذابلاً ما يدلّ على مرور الوقت. نلاحظ هنا عدمية في المنطق مفاجأة نوعاً ما من كاتب ومخرج مشهور اعتمد مع الخرافة في فرانكشتاين أدق التفاصيل المنطقية في صياغة الفيلم. فالورد الذابل يدلّ على مضي وقت طويل وريك في غيبوبته، ولكن.. لا يزال كيس المصل المعلّق والذي يمدّه بالدواء أو الماء والسكر نصف ممتلئ.. ونندهش أكثر بعد أن يزيل إبرة المصل من ظاهر كفّه ويحاول السير ويقع ويستدعي للممرضات، بأن لا أحد هناك، وبالتالي كيف ذلك وكيس المصل نصف ممتلئ؟ غريزة البقاء تقودنا المتابعة مع ريك للاكتشاف بأن المستشفى بغرفه وأروقته في حال مذرٍ لجهة الإهمال والفوضى التي تعمّ ردهاته.. ولكن يأتي أمر آخر غير منطقي أيضاً في السياق، حين يرى ريك يدان تحاولان فتح باب من داخل غرفة موصدة بإحكام بقفل حديدي وتكون ردّة فعله «العفوية!» الهروب..! على الرغم من أنه لم يكتشف بعد أن ثمة وباء ضرب مدينته وحوّل الكثيرين فيها إلى أموات أحياء!! فلماذا يخاف من اليد ولماذا يهرب وهو لم يكتشف بعد؟ «الموتى الأحياء» مسلسل بحلقات درامية ملحمية ممتلئة بالمغامرات ومحرّكها الأساسي غريزة البقاء، سيبدأ بث حلقاتها الست الأولى في هذا الخريف في الوقت نفسه في العالم العربي والغربي على السواء. قد تشي حلقاته بعملية جذب للمشاهدين الذين يستهويهم مسلسلات من هذا النوع، ابتداء من الأحد المقبل 7 نوفمبر بتوقيت مثالي الساعة الحادية عشرة ليلاً، ويستمر بث الحلقات في الميعاد نفسه كل ليل أحد. التوقيت مثالي لأن «الموتى الأحياء» يصنّف لمن هم فوق الثامنة عشرة، وللذين لا يرغبون بالمسلسلات ذات المشاهد الممتلئة بالدم وأشكال مشوهة وأشباه هياكل عظمية تكتسي بالعضلات وشرايين الدم الظاهرة، يفضّل لهم عدم متابعة هذا المسلسل. مخرج أوسكاري ومنتج وكاتب اشتهر بالزومبي المرح أخرج حلقات «الموتى الأحياء» فرانك دارابونت، وهو كاتب ومخرج ومنتج تنفيذي رشح ثلاث مرات لجائزة الأوسكار. ولد فرانك في معسكر للاجئين في مونتبيليارد في فرنسا عام 1959، من أبويين مجريين هربا من بودابست أثناء ثورة 1956 الفاشلة. جاء إلى أميركا، وهو رضيع واستقر مع عائلته في لوس أنجلوس، حيث تتلمذ في مدرسة هوليوود الثانوية. أول عمل قام به في مجال السينما مساعد إنتاج في فيلم Hell Night من بطولة لندا بلاير أنتج عام 1981 بميزانية متواضعة. أمضى الأعوام الستة التالية في الإدارة الفنية مهندساً مناظراً، بينما كان يكافح لإثبات ذاته في الكتابة وكان أول عمل أنتج له كتبه مع آخرين في فيلمNightmare on Elm Street3: Dream Warriors 1987 من إخراج تشك راسيل. دارابونت هو أحد ستة من صانعي الأفلام في التاريخ ممن ُرشح أول فيلمين لهم لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، ففي عام 1994 كان الترشيح عن فيلم The Shawshank Redemption (حصل على سبعة ترشيحات)، وفي عام 1999 عن فيلم The Green Mile (حصل على أربعة ترشيحات). كما رشّح دارابونت عدة مرات للأوسكار عن أفضل نص مقتبس عن عمل أدبي (كلا الفيلمين مأخوذ عن روايتين لستيفين كينج)، كما رشّح الفيلمان لجائزة نقابة مخرجي أميركا ورشّح آخر من نقابة كتاب أميركا عن فيلمThe Shawshank Redemption. إن ثالث أعماله إخراجاً فيلم The Majestic من بطولة جيم كاري وعرض في ديسمبر 2001. وفي عام 2004 عمل دارابونت منتجاً منفذاً لفيلم الأكشن Collateral من إنتاج شركة دريم ووركس وبطولة توم كروز وإخراج مايكل مان. أما آخر أعمال دارابونت الإخراجية، فكانت فيلم The Mist المأخوذ عن قصة لستيفن كينج ومن بطولة مارسيا جاي هاردين وتوماس جاين، من إنتاج شركة أفلام ديمنشين وعرض في نوفمبر 2007. أما روبرت كيركمان، المنتج المنفذ والكاتب أيضاً، فمعروف أن كتبه هي من أكثر الكتب مبيعاً بتصنيف صحيفة الـ»نيو يورك تايمز». عرف عنه أنه «الروح العصرية» في صناعة الكتب المصورة، وسمته في كل أعماله الجودة، ومبدأه الذي يصرّح بنفسه عنه هو أن الأشخاص الأذكياء ينتجون كتابات جيدة، وأن الأفكار الجيدة هي التي تنتج الكتب المصورة التي يحبها الناس. بعد نجاح كتابه المصور Battle Pope الذي نشره على حسابه عام 2000، جذب كيركمان اهتمام إريك لارسون الشريك المؤسس لـImage Comics وبعد العديد من المشاريع قصيرة الأمد (مثل Super Patriot وTech Jacket) نجح في تحقيق النجومية عام 2003 بعملين مميزين هما The Invincible وThe Walking Dead. في مشروع حصري لشركةMarvel Comics نجح في أن يذهل معجبيه بشخصيتي الزومبي المرح والمطارد. قامت شركة MTV بتحويل The Invincible إلى فيلم كارتوني كان هو الأول من هذه النوعية المتزايدة من الأفلام. أصبح كيركمان مؤخراً شريكاً في شركة Image Comics وما زال مستمراً في إنعاش هذه الصناعة وتجديد دمائها باستمرار بالمزيد من الشخصيات الجديدة. تعتبر كتبه هي الأشهر من بين تطبيقا ت الكتب المصورة على الآي فون والآي باد.