الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في مركب واحد

31 أكتوبر 2010 20:08
أظن أن كثيرين منا يرون أن أبناءهم أكثر حظاً منهم وهم يجترون ذكريات ومفردات أيامهم التي سلفت. ومن المنطقي أيضاً أنهم باتوا يدركون أن فهمهم ونظرتهم للحياة قد تغيرت واتسعت وتطورت كثيراً. ومن المؤكد أنه قد حدث تغير جوهري كبير في تفكير الآباء بما ينسجم ومعطيات هذا الجيل، وكثير من الأبناء يجدون أن حظ آبائهم من التعليم لم يكن متاحاً كما هو اليوم بالنسبة لهم، ولم يعد مناسباً اليوم أن تقتصر طموحاتهم التعليمية أو الأكاديمية وتقف عند المرحلة الثانوية وربما المرحلة الجامعية. والأم الآن يتاح لها الحصول على أعلى الشهادات وأرقاها علاوة على تزايد فرص عملها خارج المنزل إضافة إلى دورها الطبيعي كأم ومربية كان كل همها تأمين الأكل والتنظيف والراحة لكل أفراد أسرتها. اليوم الصورة اختلفت كثيراً، فقد أصبح الآباء والأمهات يستطيعون الولوج عن فهم إلى أعماق أبنائهم وبناتهم وتحليل الأمور والمشاعر، وتحليل الأفعال وتفسيرها، وفي مقدرتهم التوقع وإدراك مخاطر التصرفات الخاطئة أو التطرف في التعامل مع الطفل، بل أصبحوا يرغبون رغبة أكيدة وواعية في فهم حاجات أطفالهم اليومية ومشكلاتهم الفردية. كما أن للطفل حياته في البيت، فإن له حياته في المدرسة التي يصبح من مهمة المعلم أن يصورها وينقلها بأمانة ووعي أيضاً لوالديه، والا فكيف يمكنهم أن يعرفوا ما يحدث في المدرسة؟ وغالباً ما يعرفون من المعلم الكثير من القدرات التي يكتشفها في أطفالهم وربما لم يلاحظونها فيهم، وقد يكون في ذلك أمور طيبة لهم أو باعثة لقلقهم. فهم يسمعون عن المستوى التحصيلي لطفلهم كما يراه معلم الفصل، ويحاطون علماً بطرائق طفلهم في العمل وباتجاهاته بالنسبة لجميع الأعمال المدرسية. ويعرفون كيف يراه معلم الفصل في عمله وفي علاقاته أثناء لعبه مع غيره من الأطفال. ويمكن للآباء أن يتعرفوا على وجهة نظر المعلم بالنسبة لما يراه مهماً في الحياة المدرسية، وعلى ما يجتهد في تحقيقه بالنسبة للأطفال، وعلى ما يعمله غيره لمساعدة طفلهم. وهكذا يتمكن الآباء من أن يتعرفوا على جوانب جديدة من حياة طفلهم كعضو في جماعة، وكيف يمكنهم المساعدة في نواح معينة من المواد الدراسية، وان يتعرفوا على الأشياء التي تضايقه أو تشيع البهجة في نفسه، وان يدركوا أيضاً مدى فائدته لهم وللمعلم إذا عملوا معاً. فهناك شريحة كبيرة منهم يحرصون على التواصل والتعاون مع المدرسة، وعلاقتهم وثيقة وإيجابية للغاية معها وبخاصة الفئة المثقفة الواعية من أبناء المجتمع. ومن ثم فإن المسؤولية الآن أصبحت مسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة، ولم يعد مناسباً أن نرمي «الكرة» في أحد جانبي الملعب، ويتبادل كل طرف إلقاء تهم التقصير والإهمال للجانب الآخر. فالجميع في مركب واحد، والمجتمع والوطن ينتظر من أبنائه الكثير. المحرر Khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©