الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إرهاب «الكيمتريل» وحروب الطقس

31 أكتوبر 2010 20:06
دأب الإنسان منذ أن عرف التكنولوجيا والتقدم العلمي على استغلال تلك التقنيات لأغراض أراد بها شراً، عوضاً عن أن تصبح هذه الاختراعات البحثية والتطور التكنولوجي في خدمة البشرية، والحديث يدور حالياً حول حروب قادمة تهدد الأرض بدمار واسع، ولذلك وجهت العديد من نقاط الاتهام والتحذير حول تطبيق تكنولوجيا «الكيمتريل»، لإحداث كوارث طبيعية ضربت الكثير من البلاد خلال الفترة القليلة الماضية. تكنولوجيا «الكيمتريل» هي عبارة عن مزيج من أكسيد الألمنيوم وأملاح الباريوم، وترش على شكل مسحوق بواسطة الطائرات في الجو، وممكن تطبيقها عند الحاجة للاستمطار وهذا ما لجأت إليه الصين عام 2003 لمكافحة التصحر واستزراع الأراضي عقب رش الكيمتريل فوق ثلث مساحة الصين، وبذلك حققت أرباحاً فاقت 1.4 مليار دولار أميركي. إشارات كثيرة حدثت خلال الآونة الأخيرة تبين آثار استخدام الكيمتريل، فقد شهدت روسيا هذا الصيف أسوأ موجة حر لها في التاريخ، خلفت حرائق للغابات ومقتل العشرات وتضاعفت نسبة الوفيات في موسكو، التي نفت وجود علاقة بين التغيرات المناخية وما شهدته روسيا، بل ربطت تلك الكارثة مع إطلاق الولايات المتحدة الأميركية للمركبة الفضائية X - 37B التي سبقت موجة الحرائق، نتيجة تجربة سلاح الكيمتريل فوق سماء روسيا. وبرز عقب حرب الخليج الأولى عام 1991 مرض الخليج الذي أشاعت عنه القيادة الأميركية بأنه غير معروف، ورغم أن الجيش الأميركي قد اتخذ تحصينات وقائية بتطعيم جنوده فقط قبل دخولهم أرض المعركة، إلا أن الاعترافات الرسمية للإدارة الأميركية نفسها، أكدت إصابة نحو 47 % من جنوده بأمراض نزيف الدم والإعياء المزمن وأزمة التنفس وأوبئة الأنفلونزا، وهي أعراض الإصابة بالكيمتريل نتيجة اشتراكهم في تلك المعركة، وهنا تبرز الدهشة إذا كان الجنود الأميركان الذين حقنوا بجرعات وقائية، قد أصيبوا بأمراض سرطانية مختلفة فما حال المدنيين الأبرياء؟ الجانب الإيجابي للكيمتريل باعتباره الحل الأكثر إقناعاً لظاهرة الاحتباس الحراري، عن طريق انعكاس جزيئات لأكسيد أشعة الشمس إلى الفضاء الخارجي، مما يسرع بخفض حرارة الأرض، لكن فيما يبدو أن ظاهرة الاحتباس الحراري استغلت من قبل أميركا لتصبح حجة لأفعال مدمرة عندما حصلت على موافقة الأمم المتحدة سنة 2000 لتمويل مشروع الكيمتريل، من أجل مكافحة الاحتباس الحراري، في حين استثمرت الكيمتريل لأغراض عسكرية وسياسية. في ضوء الإمكانية الهائلة التي يمتلكها الكيمتريل لإحداث الزلازل والأعاصير والجفاف، فإن حرب الطقس ستكون من طرف واحد فقط وهو الذي يمتلك الكيمتريل، ومن المرجح أن تشهد المنطقة العربية مزيداً من التهديدات للتعرض للكيمتريل نتيجة الصراعات العسكرية والسياسية التي تشهدها المنطقة. عمر المنصوري خبير شؤون البيئة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©