الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجولة الأولى من «أفضل مرتل» تعكس منافسة ساخنة

الجولة الأولى من «أفضل مرتل» تعكس منافسة ساخنة
3 أغسطس 2011 22:44
حفظهم من آيات الكتاب الكريم جعل الإصغاء إليهم بينما هم يتلونها متعة نقية لا تضاهيها متعة، ولا تشوبها شائبة.. ليلة الثلاثاء الفائت كانت قاعة مسرح أبوظبي في كاسر الأمواج على موعد مع أصواتهم الرخيمة ترصع الأسماع بدرر القول الرحماني، لتدور الأعناق نحو تلك الهمسات المتأرجحة بين صعود وهبوط، وتتسع الحدقات في العيون مترصدة وجوها نيرة أسبغ عليها الباري نعمة الطمأنينة. أجاد الفتية في مسابقة اختيار أفضل منشد للقرآن الكريم، التي يرعاها نادي تراث الإمارات، خاصة أن شروطها لا يحسن الاستجابة إليها إلا الراسخون في أمور التلاوة: المد والغنة والميم الساكنة والنون الساكنة والتنوين والتفخيم والترقيق وحلاوة الصوت، إضافة إلى متطلبات إجرائية من أهمها: أن لا يزيد عمر المتسابق عن 30 عاماً، وان يكون متقنا لأحكام تلاوة القرآن الكريم، وأن يكون مقيماً في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأن لا تكون له تسجيلات صوتية منشورة. المسابقة التي تضم فئتي الشباب من أعمار ما بين 16 إلى 30 عاماً، والأشبال من أعمار 7 إلى 15 عاماً، تديرها لجنة تحكيم متخصصة. إنها الجولة التنافسية الأولى من مسابقة أفضل مرتل للقرآن الكريم، وضمت مشاركين من فئتي شباب القرآن وأشبال القرآن، وذلك في إطار فعاليات المهرجان الرمضاني السادس الذي ينظمه نادي تراث الإمارات بتوجيهات ورعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، بمشاركة 18 متسابقاً، وحضر افتتاح المسابقة حبيب يوسف الصايغ، عضو مجلس إدارة نادي تراث الإمارات، رئيس الهيئة الإدارية لمسرح أبوظبي، وسعيد علي المناعي مدير إدارة الأنشطة والسباقات البحرية بالإنابة، وجمهور كبير. متسابقون شتى من دول مختلفة، كان الأشد تمايزاً بينهم المشارك الإماراتي راشد محمد إسحاق الفارسي، حيث تمكن، وهو في الحادية عشرة من عمره، من إثارة إعجاب لجنة التحكيم التي أشادت بقدراته الواعدة، وأوضح الفارسي أنه يقرأ القرآن منذ أن كان في الثامنة من عمره، وهو يتتلمذ على يدي الشيخ محمد محمود، وقد تلا في المسابقة آيات من سورة «الحشر». وشارك في المسابقة أيضاً محمد سعيد مولانا من بنجلاديش، حميد حمدالله نور زمان من باكستان، هيثم محد مغازي حنطور من مصر، جلال يوسف السيد ابراهيم من مصر، مغازي السيد قطب من مصر، خليل الرحمن مولانا من بنجلاديش، أحمد محمد سعيد مصر، المتسابق التاسع إبراهيم مولانا فيروز من بنجلاديش، قصي محمود الخضر، محمد محمود الخضر، ومحمد الأمين أحمد جابو من موريتانيا. تلاوات تعكس عظمة كتاب الله من جهته وجه الدكتور إبراهيم الجنابي، رئيس لجنة تحكيم المسابقة باسم زملائه أعضاء اللجنة الشكر والتقدير لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، لدعمه اللامحدود للمسابقة التي تتخطى عامها السادس بنجاح كبير، ومشاركة مميزة من جانب الناشئة والشباب من حفظة القرآن الكريم، مثمناً جهود سموه وحرصه الشديد الذي عرف عنه بالاهتمام بإنارة شعلة الإسلام من خلال مثل هذه النشاطات الجادة الهادفة. وأضاف الجنابي: شهدت هذه الدورة إقبالا أكثر من دورة العام الماضي، مما يدلل على نجاحها وارتقاء مستواها وتأثيرها الطيب وسط الشباب الذين أكدوا من خلال قراءاتهم حرصهم على تقديم تلاوات تعكس عظمة كتاب الله وجلال مفرداته، مشيداً بجهود المشاركين في الجولة الأولى واهتماماتهم بجماليات القرآن الكريم والتفاعل مع معانيه الجليلة، وحرصهم على ضبط متميز لمخارج الحروف والتمتع بحسن الصوت والأداء، مع مراعاة الوقف والابتداء وجمال التلاوة والتنوع في اختيار السور المرتبطة بفضائل أركان الإسلام، مؤكداً أن التنافس بدأ ساخناً وسيستمر على هذا النحو حتى تحديد المثلث الذهبي في خارطة المنافسة على جوائز المسابقة، حيث خصص للفائز بالمركز الأول في فئة شباب القرآن جائزة مالية بقيمة 20 ألف درهم، والثاني 15 ألف درهم، والثالث 10 آلاف درهم، في حين خصص للفائز بالمركز الأول في فئة أشبال القرآن جائزة مالية بقيمة 15 ألف درهم، والثاني 10 آلاف درهم، والثالث 8 آلاف درهم. المهرجان ينير سماء العاصمة بدوره أشار حبيب يوسف الصايغ إلى أن المسابقة تصور أعظم إرث ثقافي ممثلاً بالقرآن الكريم، خاصة وأنها واحدة من أهم المسابقات المحلية الناجحة على خارطة المسابقات في الدولة، وأثنى الصايغ على جهود المشاركين وأعضاء لجنة التحكيم، والجمهور الغفير الذي يحرص كل مساء على التواجد في مسرح أبوظبي لمتابعة المسابقات وتشجيع المتنافسين في أجواء خاصة من تقديس كلمات الله وحسن الإنصات والاستفادة من المعاني الجليلة التي تتضمنها الآيات العظيمة. مؤكداً أنه، وفي ضوء التوجيهات الكريمة لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ستكون هناك متابعة حثيثة لكافة المتسابقين بعد انتهاء المنافسات، حيث ستتم رعايتهم وتقديمهم لوسائل الإعلام المختلفة، مما يسهم في تكوين كوادر شبابية عريضة وثابتة من حفظة كتاب الله. في ختام تصريحه أشاد الصايغ بجهود سمو رئيس النادي ودعمه الشخصي لمسابقتي المهرجان: شباب القرآن وأشبال القرآن وإسهامهما في تأسيس قاعدة شبابية من حفظة القرآن وتلاوته وتجويده وفق الأسس والأحكام المرعية، التي تحرص لجنة التحكيم على ترسيخها بين المتسابقين. وقال إن المهرجان بمجمله وثراء الجانب الثقافي والفكري في برنامجه يشكل ظاهرة ثقافية جديدة تنير سماء العاصمة أبوظبي، كما أنه يعكس جماليات وأصالة الشهر الفضيل في إطار معاصر. عالم للدفاع عن الإسلام صفق الجمهور طويلاً لأحد أصغر المتسابقين في هذه المسابقة وهو التلميذ قصي محمود الخضر من سوريا ( 12 عاما) من مدرسة الأوائل بمدينة العين، ويحفظ 15 جزءا من القرآن الكريم، بعد أن قدم قراءة متميزة لآيات مختارة من»سورة القيامة» متقنا كامل أحكام التلاوة والتجويد. وقال الخضر الذي يحلم بأن يصبح عالما كبيرا لخدمة الإسلام والدفاع عن قضاياه: «لم أخش المنافسة مع من هم أكبر مني سنا، وفي حال فوزي بالجائزة الأولى فإنني سأخصصها للفقراء والمحتاجين، وأعرب باسم زملائي عن شكرنا الموصول لسمو رئيس النادي لرعايته لمسابقتنا ودعمنا وإتاحة الفرصة لنا للمشاركة والتأكيد على عظمة كتاب الله من خلال هذه المسابقة المتميزة». عائلة كاملة في المسابقة كان لافتاً في المسابقة مشاركة أربعة أشقاء من بنجلاديش في المنافسات أكبرهم عبد الرحمن مولانا فيروز أحمد ( 17 عاماً) الذي قرأ آيات متقنة من سورة الإسراء، وتلاه شقيقه خليل الرحمن (16 عاماً) بتلاوة من سورة الزمر، وقرأ الشقيق الثالث إبراهيم آيات مختارة من سورة القاف، وأنهى المنافسة شقيقهم الأصغر طه بتلاوة مميزة من سورة النبأ. وأعرب الأشقاء الأربعة عن سعادتهم بالمشاركة في المسابقة، مؤكدين حرصهم على الاهتمام بحفظ وتلاوة وتجويد القرآن الكريم من باب اعتزازهم وعشقهم الشديد لكتاب الله. وقالوا إن والدهم الذي حضر معهم المنافسة هو من يقف وراء مشاركتهم وحرصه الدائم على أن يكونوا في الصف الأول من الشباب من حملة كتاب الله، ووصفوا المسابقة بالقوية، وأن المنافسات في جولتها الأولى كانت ساخنة، نظرا لوجود عدد من المحترفين من القراء الشباب ممن حققوا مراكز متقدمة في المسابقة في أعوامها السابقة. واختتمت فعاليات المسابقة بتكريم الجمهور من خلال السحوبات على أرقام الدخول وقدمت الجوائز النقدية الفورية للفائزين، وقد اعتاد جمهور المهرجان على المشاركة اليومية في المسابقات الدينية التي يسعى النادي من خلالها الى تعزيز الثقافة الروحية والدينية والتراثية لدى الجمهور. كما اعتاد على إشاعة حالة إنسانية روحانية من خلال التواجد في مرافق القرية التراثية بعد نهاية كل نشاط. حيث ينطلق مهرجان القرية التراثية مساء السابع من الجاري ما بين الساعة العاشرة وحتى الساعة الثانية عشرة، ويتضمن مهرجانا للألعاب الشعبية وعروض اليولة والحربية والصقارة ومعارض للكتب والصور وجلسات تراثية وفعاليات متنوعة يقدمها طلبة وطالبات المراكز التابعة للنادي. برنامج اليوم ضمن برنامج المحاضرات والندوات التي يتضمنها برنامج المهرجان يلتقي الجمهور في الساعة العاشرة من مساء اليوم الخميس مع محاضرة بعنوان «التنافس في فعل الخيرات» يلقيها فضيلة الشيخ منصور الرفاعي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©