الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

15 ألفاً شاركوا في ماراثون «الجري من أجل الشفاء»

15 ألفاً شاركوا في ماراثون «الجري من أجل الشفاء»
31 أكتوبر 2010 20:03
شهدت منطقة أهرامات الجيزة أكبر تجمع من المصريين والأجانب تحت شعار “الجري من أجل الشفاء” و”معا لمحاربة سرطان الثدي” والذي يقام للسنة الثانية على التوالي تحت رعاية السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري، ونظمته المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي مع حركة سوزان مبارك للمرأة من أجل السلام والمجلس القومي المصري للمرأة ومؤسسة سوزان جي كومن الأميركية، واحتشد ما يزيد على خمسة عشر ألفا من الشباب والأطفال وكبار السن، مرضى وأصحاء وناجيات من مرض السرطان للمشاركة في هذا السباق. بدأ الماراثون بتجمع الجمهور في أماكن مختلفة من الميادين وأمام النوادي بالقاهرة من السابعة والنصف صباحا لركوب الحافلات المقدمة من عدد كبير من الجهات المتبرعة بهذه الخدمة للتوجه لمنطقة الأهرامات ليبدأ السباق في التاسعة صباحا. ويقول المهندس محمد الصاوي، مدير ساقية الصاوي الثقافية المشاركة في السباق “ما من سبب يدعو المشاركين للاستيقاظ مبكرا وحضور السباق ومساندة الناجيات إلا وعيهم واهتمامهم بالموضوع واقتناعهم بفكرة المشاركة ولم تفرق الرياضة بين شاب وكهل أو بين ذكر وأنثى وجميع المستويات الاجتماعية والعام الماضي كنا 10 آلاف مشارك فقط أما اليوم فنحن 15 ألفا وأتمنى زيادة الوعي لدى الناس بأهمية الرياضة للحماية من الأمراض”. مشاركة وجدانية العديد من المشاركات ارتدين “التي شيرت” الوردي، دليلا على أنهن من المرضى أو الناجيات اللاتي مررن بهذه التجربة وجئن للمشاركة بعرض تجاربهن ومنهن المهندسة سامية صلاح الدين (63 سنة) مدير عام سابق في وزارة الزراعة التي جاءت تستند إلى عصاها، وصممت ومعها زوجها على الاشتراك في السباق. تقول “منذ 3 سنوات اكتشفت بالصدفة وجود شيء غريب في صدري فنصحني ابن أختي الطبيب بإجراء كشف ثم علمت أنه ورم حميد ووراءه ورم خبيث واضطررت لاستئصال الثدي و22 غدة ليمفاوية وكنت في بداية الأمر مصدومة ولكن مساندة زوجي وولدي لي كانت نعمة من الله وأشعرتني بأنني يجب أن أشفى لأعيش وسط أسرتي المحبة فقد كان ولدي يمشط لي شعري ولم يبخل عليّ زوجي بأي شيء وشجعني إلى أن شفيت من المرض ولكني أخذت هرمونا تعويضيا وأصبت بجلطة ولكني الآن افضل كثيرا وقد لا أستطيع الجري لكنني جئت للمشاركة وجدانيا”. نشر الوعي وتقول صفية الشوربجي (53 سنة) “لم أشتك من أي شيء ونصحتني أختي بإجراء كشف لأنني تعديت الخمسين واكتشفت أن عندي ورما خبيثا مع عدم ظهور أي أعراض، واضطررت لاستئصاله وشفيت وهي تجربة صعبة ولكنها تغير نظرتك للحياة ولمن حولك وتقربك من الله وتشعرك بأهمية الزوج والأسرة وكلنا عضوات في المؤسسة لتصميمنا على نشر الوعي”. ميرفت السنباطي فوجئت بارتفاع درجة حرارتها فذهبت للمستشفى ثم اكتشفت مرضها بالسرطان في الغدد الليمفاوية، إلى ذلك، تقول “مررت بكل مراحل العلاج الكيماوي والإشعاعي وتركت عملي وتعبت في اول الأمر ثم استجمعت قوتي التي استمدها من إيماني بالله فقبل مرضي لم أكن أصلي وبعد المرض اقتربت من الله وشعرت بقوة وتصميم وحب للحياة وأصبحت لا أحب مجرد الكلام عن المرض وأتعمد فتح أحاديث مع أصدقائي وزملائي عن الجو والاقتصاد والحياة بشكل عام ومساندة أسرتي وزوجي كان لها أكبر الأثر في اجتياز هذه الأزمة وانضمامي للجمعية المصرية لمكافحة سرطان الثدي أعطاني مساندة معنوية من العضوات فالمشاركة الوجدانية والتجمعات الترفيهية والسباق من أجل الشفاء كلها عوامل إيجابية”. أملك الدنيا وتقول غادة حمدي (46 سنة) إن شعرها قبل المرض كان طويلا ومسترسلا وكانت تشع بالطاقة وعندما علمت بمرضها مرت بمراحل العلاج التي أفقدتها شعرها وفوجئت بزوجها يحلق شعر رأسه تماما ليشعرها بمساندته لها ورفض أن تضع جهازا تعويضيا للثدي بعد إزالته وقال لها “أنا أعرفك من دون أي إضافات وليس هذا الثدي الصناعي هو ما يجعلني أحبك”. وتضيف “شعرت بأنني أملك الدنيا كلها وأرغب في الشفاء لأعيش بجانب زوجي كما أنني فوجئت عندما ذهبت لمدرسة ابني بأنه يصلي بزملائه في الفسحة ويجعلهم يدعون لي بالشفاء هم والمدرسون بالمدرسة وهو مازال في سن التاسعة مع أنه لم يشعرني يوما بأنه يفكر في مرضي أو حزين من أجلي”. تقول ميرفت محمد (48 سنة) “أهملت رغم إحساسي بوجود شيء غريب في صدري وألم لفترة طويلة ولم أذهب للطبيب فقد كنت أعمل محاسبة ومشغولة بالبيت والأولاد ومذاكرتهم وظللت أؤجل ذهابي للطبيب لسنوات إلى أن ذهبت وعلمت بإصابتي بسرطان الثدي وقد أزيل الورم في مرحلة متأخرة مما أوصله للمخ”. حب الحياة أما ميرفت عبدالمولى (52 سنة) وكيلة مدرسة الأمل للصم والبكم فتقول “علمت بمرضي أثناء الكشف عليَّ لوجود ورم في صدري ولا أريد أن أتكلم عن المرض وإنما عن الشفاء وحب الحياة والفوز في السباق”. طلبة من جميع الكليات جاءوا للمشاركة في السباق من أجل الشفاء ومنهم سلمى سلام وسارة الشربيني من كلية الطب، تقولان “عندما علمنا بهذا السباق سارعنا بالاشتراك واتفقنا على ركوب الباص الجماعي الذي ينقلنا من منطقة نادي الصيد بالدقي إلى منطقة الأهرامات ونحن كطلبة في كلية الطب نهتم بنشر الوعي بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي وكل فرد في السباق له عائلة ينشر بينها الوعي بالكشف المبكر وأهمية الرياضة والغذاء الصحي”. ومن بين المشاركين بعض المسؤولين عن الجهات الراعية للسباق ومنهم نجوى شعيب، مدير حركة سوزان مبارك للمرأة من أجل السلام، التي تقول “ارتباط السلام بالصحة قوي فالصحة هي أساس بناء المجتمع الآمن والرعاية الصحية والتعليمية من حقوق الإنسان والكشف المبكر لسرطان الثدي هو ما نهدف إليه عن طريق هذه التجمعات التي تلفت نظر الناس بدليل زيادتها من عام لآخر وهو أكبر دليل على وصول الرسالة”. مساندة مجتمعية تقول الدكتورة شهيرة لوزة، عضو مجلس إدارة حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من اجل السلام وعضو المجلس القومي المصري للمرأة وعضو مجلس إدارة المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي “مررت بالتجربة فلست فقط الطبيبة أو التي تهتم بقضايا المرأة لأي عضو في المجلس القومي للمرأة واعلم أهمية المساندة المجتمعية للمرأة فأنا أشبه من تمر بهذه المحنة بمن انهار على رأسها مبنى كامل من المفاجأة ، واكتشفت المرض بالصدفة عندما ذهبت للكشف كإجراء روتيني ولم اكن أتوقع شيئا والحمد لله كان الورم صغيرا في اول الأمر إلا أنني مررت بكل مراحل العلاج وشفيت تماما لأني اكتشفته مبكرا لذا انصح كل امرأة بأن تعدل أسلوب تفكيرها ولا تترك طريقا إلا وتسلكه ولا تفقد الأمل”. أما السفير مدحت المليجي نائب مساعد وزير الخارجية المصري فقد شارك في الماراثون وتحدث بالنيابة عن وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط، مؤكدا مساندة وزارة الخارجية لهذه الحملة القومية. ويقول “ارتفاع أعداد المشاركين في السباق عن العام الماضي يدل على زيادة الوعي وهؤلاء الخمسة عشرة ألفا لهم اسر وأصدقاء مما يسهم في رفع الوعي بأهمية الكشف المبكر عن هذا المرض”. ويضيف “لم تعد وزارة الخارجية كالسابق مجرد دبلوماسيين تقليديين بل أصبحنا أكثر التحاما مع الناس ومشاكلهم وقضاياهم ولنا باع في الداخل كما في الخارج ومرض السرطان بشكل عام يحتاج لأموال طائلة للأبحاث ويأتي دور الوزارة بإحضار افضل العناصر الموجودة في الخارج للاستفادة منها في مصر”. حفل الوصول أعقب الوصول لنقطة النهاية حفل فني كبير بمشاركة كل الجمهور وقدمت فقرات فنية من فرق تبرعت بأجرها لصالح الحدث الكبير المعني بنشر الوعي والتكاتف مع مرضى سرطان الثدي، ومن هؤلاء الفنانين عازفة البارمبا نسمة عبدالعزيز وفرقة هاني شنودة وفرقة سيتي باند.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©