الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هولندا وبلجيكا يعودان بـ «الفكرة المجنونة» بعد 10 سنوات

هولندا وبلجيكا يعودان بـ «الفكرة المجنونة» بعد 10 سنوات
4 نوفمبر 2018 00:08

عمرو عبيد (القاهرة)

الاتحاد قوة.. حقيقة عاصرها العالم بأكمله منذ فجر التاريخ، وكثيراً ما أثبتت صحتها خلال مئات المواقف الإنسانية المختلفة، في كل المجالات الاقتصادية والسياسية ولا سيما العسكرية، ولأن الرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص، تعد انعكاساً واقعياً وحقيقياً داخل الملاعب الخضراء لما يدور في العالم الإنساني، فلا عجب أن تخرج الصحافة العالمية، مؤكدة على عزم هولندا وبلجيكا إنشاء ما أطلقت عليه، الدوري السوبر، بتعاون مشترك بينهما، رغبة في رفع مستوى المنافسة الكروية بين أندية البلدين المتجاورين، ومن ثم مزاحمة كبار القارة الأوروبية، الذين أحكموا سيطرتهم على بطولات الأندية القارية خلال السنوات الماضية.
والمتتبع لتاريخ الدولتين، يجد أن العلاقات السياسية والاقتصادية والرياضية بينهما، تمتد لمئات السنين وتتجاوز كل الحدود، لدرجة أنها تصنف سياسياً كأقوى وأقرب العلاقات الدولية بين كيانين مختلفين، مع العلم أن بلجيكا كانت تخضع لسيطرة المملكة المتحدة الهولندية حتى انفصالها عام 1839، ولم تكن فكرة إنشاء هذا الدوري المتحد بين الدولتين وليدة اللحظة، بل سبق أن دعا إليها الفرنسي ميشيل بلاتيني إبان رئاسته للاتحاد الأوروبي عام 2009، ورأى بلاتيني إمكانية دمج بطولتي الدوري في البلدين لرفع مستوى التنافس وزيادة قوة الفرق هناك، مثلما كان يحلم بإعادة أمجاد يوغوسلافيا الكروية عن طريق محاولة الجمع بين بطولات الدوري التي تفككت مع الدولة اليوغوسلافية، ورغم معارضة كل من هولندا وبلجيكا لفكرة بلاتيني، التي بدت مجنونة آنذاك، فإن الاتحادين الكرويين في البلدين، يفكران جدياً في طرحها على الأندية، من أجل المناقشة والتصويت، وبعدها يتقدمان للحصول على موافقة اليويفا !
وتبدو الفكرة جديرة بالاحترام والتقدير، نظراً للفوارق الشاسعة التي اتسعت هوتها بين فرق الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، وبين الآخرين في دول أوروبا الأقل تصنيفاً ومالاً وشهرة، ويشير تاريخ شامبيونزليج على سبيل المثال، أن آخر فريق هولندي نجح في اقتناص الكأس الأوروبية، كان أياكس في موسم 1994/‏‏1995، عندما فاز على ميلان الإيطالي في النهائي بهدف، أي قبل ما يقارب ربع القرن، برغم أن التاريخ القديم يحمل 5 ألقاب أوروبية أخرى للأندية الهولندية في بطولة الكأس الأقوى، بواقع 3 كؤوس لأياكس، ولقب واحد لكل من فينورد وآيندهوفن، أغلبها كان في سبعينيات القرن الماضي، وكان اللانسييري هو أيضاً آخر الفرق الهولندية وصولاً إلى المباراة النهائية في الموسم التالي 1995/‏‏1996، عندما خسر اللقب بركلات الترجيح أمام اليوفي، أما الفرق البلجيكية فلم تمثل في نهائي أوروبا سوى مرة واحدة، بفريق كلوب بروج الذي خسر نهائي 1977/‏‏1978 أمام ليفربول الإنجليزي.
صحيح أن الوضع اختلف قليلاً في بطولة يوروبا ليج، خاصة بنظامها القديم، إذ بلغت الأندية البلجيكية المباراة النهائية فيها 6 مرات، وكان اللقب من نصيبها في مرتين، لصالح أندرلخت، إلا أن هذا كان في بداية ثمانينيات القرن العشرين، قبل 36 عاماً، وحصلت الأندية الهولندية على فرصة اللعب في نهائي تلك البطولة 12 مرة، وفازت بسبعة ألقاب، حيث كان فينورد هو آخر من فاز بها عام 2002، وبالتأكيد يمتلك الاتحادان، الهولندي والبلجيكي، كل الحق في محاولة كسر احتكار فرق الدول الكبرى للبطولات القارية في آخر 25 عاماً، حيث لم يتمكن سوى بورتو البرتغالي عام 2004 من تحطيم هذه القيود، عندما فاز بلقب دوري الأبطال، مقابل سيطرة الإسبان على 11 نسخة منها، و5 لإيطاليا، و4 ألقاب إنجليزية، و3 ألمانية، ولم يختلف الوضع كثيراً في الدوري الأوروبي خلال ذات الفترة !
وتغزو الأفكار العربية الجريئة عالم كرة القدم، من أجل رفع المستوى والمنافسة القوية على الألقاب القارية، وتعددت الأفكار العربية فيما يخص هذا الفكر التعاوني، الموجود بالفعل بين الاتحادات العربية منذ سنوات عديدة في أطر مختلفة، لكن الاتحاد السعودي أعلن مؤخراً مشاركة فريق كويتي وآخر بحريني في الدوري السعودي للمحترفين خلال الموسم القادم، بجانب مطالبة البعض مشاركة فرق أخرى من دول الخليج، وهو ما يراه كثيرون فكراً محترفاً جريئاً، من أجل رفع مستوى المنافسة بين الفرق الخليجية، ومن ثم الحصول على أبطال أقوياء يعيدون لقب دوري أبطال آسيا إلى الديار العربية، ولعل ما قامت به العديد من أنديتنا، من دمج واتحاد وآخرها دمج الأهلي والشباب ودبي في نادٍ هو شباب الأهلي، وكذلك دمج الشعب والشارقة بهدف الغاية ذاتها، بتكوين فرق أكثر قوة، وتوجيه الإنفاق إلى مكانه الصحيح، وهو ما جعل دورينا يحصد نتيجة هذا القرار الرائع، مع زيادة رقعة المنافسة المحلية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©