الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تخليص الصحراء من النفايات .. هواية بثوب الاحتراف

تخليص الصحراء من النفايات .. هواية بثوب الاحتراف
31 أكتوبر 2010 19:56
خفة الرمال وطيران حبيباتها في الهواء مع هبوب الرياح لا يعني بالضرورة أن ثمة من يخفي آثارنا ويستر على ما نرتكبه من جرائم بحق الصحراء. ذلك المكان الشاسع الذي يعانق السماء كما البحر تماماً ليس مكاناً لنترك فيه القمامة بعد أن نستريح فيه ونبتعد عن الضوضاء في نقاهة لا مثيل لها محاطين بطبيعة الصحراء الجميلة بالرمال الدافئة والشجيرات المتناثرة ملقية بظلها على بقع يلتجئ إليها المتنزهون الباحثون عن تجربة جديدة خارج الجدران الإسمنية. بدأت الرحلة الاستكشافية لنادي «أوف رودرز» في جانب من صحراء الختم المقصودة في العادة من العوائل والأصحاب للجلوس وإعداد الطعام واللعب مع الأطفال، كما للمغامرين في القيادة على الرمال وتحدّيها بتشكيلاتها في تلال لكلّ منها انحناءاتها الخاصة التي تشكلت في لعبة زمنية بين الرمال والهواء. قائد الرحلة كان لي خلفان الرميثي ترافقه زوجته وأولاده الذين يشاركونه الهواية التي تحولت إلى احتراف، كان ثمة عشر سيارات تجمعت في المكان، وانقسم أعضاء النادي بين مستكشفين وبين مغامرين لتحدي الرمال في القيادة على المتعرجات والانحناءات الرملية. انطلاق المهمة في مكان اللقاء، نزل قائدو السيارات للبدء بالمهمة، والخطوة الأولى قبل الولوج إلى عمق الصحراء تكمن في إخراج كمية محددة من الهواء في عجلات السيارات، لأن القيادة على الرمال تختلف تماماً عن القيادة على الزفتة أو الأرض الصلبة. «تخفيف كمية الهواء تتيح للسيارة ثباتاً أكبر على الرمال» يقول علي الجنيبي وهو أحد أعضاء نادي الـ»أوف رودرز» الإماراتي الذي انضم إلى الرحلة الاستكشافية للبحث عن النفايات. ويوضح الرميثي «في العادة نجد النفايات الملقاة في الأماكن التي تعتبر بقعا مثالية للجلوس والاستراحة وتمضية يوم كامل مع العوائل والأصحاب». ويضيف «للأسف، لا يلتزم البعض بإبقاء المكان نظيفاً إنما يرمون القمامة بكل بساطة في المكان الذي استظلوا فيه وأمضوا وقتاً طيباً، هذا ما لا نقوم به في نادينا لأن مبدأنا هو عدم ترك إلا آثار العجلات على الرمال والذكريات الطيبة في هذه الصحراء الجميلة». ويشرح «الجمال تأكل أكياس البلاستيك معتقدة أنها طعاماً ولا تستطيع معدتها هضمها فتعتقد أنها قد شبعت ولا تتناول طعاماً آخر لفترة طويلة، وما يحصل أنها تموت ببطء. لو يعرف هؤلاء الذين يتركون قمامتهم خلفهم الام يؤدي فعلهم هذا لما كانوا لوثوا الصحراء ومضوا». ويتابع «المواد التي ترمى هي من المواد غير الطبيعية والتي لا تتحلّل في الرمال، فالبلاستيك لا يتحلّل ولكن بقايا التفاحة مثلاً تتحلّل ولا ضرر فيها. ناهيك عن التنك، حيث تنتشر عبواته في الأماكن التي يجلس فيها الناس كما زجاجات الماء البلاستيكية، وكاوتشوك عجلات السيارات، وصولاً إلى براميل حديدية قد تحتوي على مواد كيميائية خطرة». تعليمات الأمان رحلة الاستكشاف بدأت مع أربع سيارات، والسبب هو التزام نادي«أوف رودرز» الإماراتي بتعليمات الأمان في التنقل في الصحراء، وأولها أن يسيروا في موكب لا يقل عدد سياراته عن ثلاث. فإذا علقت سيارة في الرمال تحاول الثانية سحبها عبر ربطها بحبال هي من مستلزمات عدّة الرحلة، وإذا علقت الثانية أيضاً، تعود الثالثة مصطحبة ركاب السيارتين إلى البرّ الصلب ومن ثم توفير شاحنة لسحب السيارتين العالقتين. يقول عمر التميمي الذي فضّل المغامرة مع الباقين في فنون القيادة على الرمال (نحو ست سيارات) «البعض يعتقد أن السيارة الثالثة يجب أن يحاول سائقها سحب إحدى السيارتين العالقتين، وهذا خطأ فادح يرتكبه غير المحترفين فلو علقت السيارة الثالثة فماذا يفعلون وهم في وسط الصحراء؟» ويشرح الرميثي، وهو يحدّد على نظام الملاحة في سيارته مكانا واحدا من هذه البراميل على الخريطة «رحلتنا الاستكشافية هذه تهدف إلى تعيين أماكن النفايات الملقاه على الأرض لنأتي في وقت آخر لجمعها ولمّها ورميها في مستوعبات النفايات في المدينة». وعن براميل الحديد التي قد تحتوي على مواد ربما تكون كيميائية وتشكل خطراً على طبيعة الصحراء وتخلّ بنظامها، تشكّل خطراً على الفريق الذي يجمع النفايات، لذا يعمد الفريق لتحديد مكانها بواسطة نظام الملاحة ويتم تبليغ البلدية المعنية بالمكان. ففي صحراء الختم، يتصلون وينسقون مع بلدية أبوظبي التي تعمد إلى إرسال فريق متخصص لأخذ هذه البراميل الى(مستوعبات حديدية). مساحات شاسعة في رحلة الاستكشاف، ثمة متعة في مشاهدة كثبان الرمال والشجيرات المختلفة حيث الفرصة متاحة للتوقف للاستراحة وتناول الطعام. وحتى الأولاد يعرفون أن عليهم ألا يرموا أي شيء على الرمال. لا بل باتوا ينظرون بدقة إلى المساحات الشاسعة الممتدة ويلاحظون النفايات المرمية فيدلون إليها لتسجيلها ضمن الأماكن التي سيتم تنظيفها. ويضاف إليها متعة القيادة على الرمال والتي تحتاج إلى تأن ومعرفة بطبيعة الرمال فثمة أنواع للرمال كما يشرح الرميثي الذي رافقت عائلته في هذه الرحلة. وقد تعلّم أعضاء الفريق من تقدير أنواع الرمال من بعيد، فثمة الرمل الخفيف جداً ذو الحبيبات الشديدة الصغر غير المرصوص والذي قد تعلق عجلات السيارة فيه وثمة الرمل المتوسط في خفته وثمة الرمل ذو الحبيبات الأكبر حجماً والمرصوص وهو الأكثر ملاءمة للمبتدئين في القيادة على الرمال. علي الجنيبي حاول الصعود بسيارته على كثبان رملي بعد أن كان الموكب قد نزل منه، فوصل إلى منتصفه ليتراجع بعد أن قدّر خفّة الرمل وإمكانية غرق العجلات فيه. الصعود في طريق الكثبان يختلف عن النزول وهو أصعب، وغالبية السائقين يسيرون في الكثبان التي تشكّلت تلالاً بشكل أفقي إلى الوسط أو إلى المستوى الأكثر ملاءمة برماله ومن ثم يقطع عرضياً للوصول إلى المكان المناسب للرجوع أفقيا وقطع المسافة المتبقية للانتقال من كثبان رملي إلى آخر. أمام جمال الصحراء، ثمة مشاهد مزعجة للعين ومؤذية للطبيعة وللحيوانات التي تعيش فيها، زجاجات بلاستيك وعلب تنك مرمية وعجلات سيارات وأكياس بلاستيكية، وثمة من تركوا وراءهم بعد نزهتهم إلى الصحراء أباريق نحاسية وأكوابا من الزجاج غطت الرمال بعضها. حملة تنظيف في السادس والعشرين من نوفمبر وبعد عدة رحلات استكشافية سيقوم بها الفريق على المنوال نفسه، ستتوجه نحو 40 سيارة مناسبة للقيادة على الرمال لإجراء حملة تنظيف، تنتهي بحفل شواء في الهواء الطلق وتعيين الرابح الذي تمكّن من جمع أكبر كمية من النفايات ليتحقق حلم الفريق بعدم ترك إلا آثار العجلات على الرمال والذكريات الجميلة الموثقة في صور يتم التقاطها طيلة الرحلة. بعد انتهاء الرحلة الاستكشافية التي شاركت فيها «الاتحاد» لتغطية عمل الفريق، وصل الفريق إلى الطريق المعبدة وتوقف جانباً، والتقى الجميع من المغامرين والمستكشفين وكانت الحصيلة اختلال في تدفق البنزين في إحدى السيارات، فما كان من الفريق إلا أن ترجّل وتوجه الخبراء في المجال لإصلاح السيارة فيما تسامر الباقون والتقطوا الصور للموجودين وتناولوا الطعام. وللمشاركة مع الفريق في تنظيف الصحراء من الممارسات الخاطئة في التعامل مع الطبيعة، يشير الرميثي بضرورة التوجه إلى موقع النادي على الإنترنت وتسجيل اسمهم للمشاركة، وعنوان الموقع www.uaeoffroaders.com. ويذكر أن نادي الإمارات لمحترفي وهاوي القيادة في الصحراء «UAE Offroaders» المبتعدين عن الطرق المخططة والمعدة من أجل التنقل بشكل عام، جميع مؤسسي النادي من الإماراتيين الذين حولوا هواية القيادة في الصحراء إلى احتراف وإلى مشروع يعرّف المقيمين في أبوظبي على صحرائها. فيتوجهون بسياراتهم مع عائلات أجنبية وعربية إلى الصحراء التي حفظوها ظهراً عن قلب ويعرفونهم بطبيعتها وواحاتها والحيوانات المتنقلة في ربوعها ويقيمون جلسات لتناول الطعام فيها والسهر والسمر ومن ثم العودة من دون أن يتركوا وراءهم أي أثر إلا آثار عجلات السيارات على الرمال ولا يأخذون إلا الصور التي تم التقاطها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©