الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذاكرة الوهم...

3 أغسطس 2011 22:15
د. عبدالحليم المدني لم تكن مكسورة الجناح.. كانت تحلق في فضاءات ملونة بأطياف الحرية.. تسحب خلفها دفقا من الألق المستديم.. وتحتدم النيران مثقلة بالشرر المتطاير يحبس أنفاسي وأنا أتطلع إلى إشعاعها الذي لم تكن تحس به... ولم يخبرها احد عنه... لم تكن قد وقفت أمام المرآة.. كان الآخر يريها مرآة قد صنعها هو بمواصفاته ومديات رؤيته التي لم تكن توازي حرارة عواطفها وانفعالاتها... كانت تتهادى بين الكواكب والمجرات القصية بروحها المتوجسة القلقة التي لم يطلق لها العنان بعد. فينوس؟؟ ربما... لكنها عشتار تأكيدا... ببراءتها وتورد وجنتيها الخجلى حين شعرت بنظراته تخترقها وتمعن في التفتيش عن تضاريسها المثقلة بالكنوز... بعينيه المتعبتين، أذهلته براءة الطفولة في محياها ورقة ألـ(بيبي فيس) التي تملأ قسماتها حد الألم. أحس بأنه أمام اضمامة من النيلوفر البري تنشر سحابة من العطر الذي لم تألفه الكائنات. وتأمل وهو تائه في شواطئ روحها المتمردة. أحقا ابتعدت عن تماثيل الطين؟ ولم تعد تجذبها التمائم ولا الهياكل المزخرفة؟ الم تعد ترمق أضواءها من بعيد فتهفو إلى الدنو منها واستكشافها؟ أما زالت تبعث فراشاتها تعبث بمرافئه التي هدها الانتظار وتمزق الأشرعة وبعد المسافات؟ الكلمات والعبارات كانت تفلت منه دون أن يوافق على انطلاقها.. حاول الركض خلفها.. أسرع.. أسرع.. أسرع.. لم يستطع اقتناص ما يريد وذهبت كلماته أدراج الموج المتدفق من عينيها. وفكر: يخيفني دهاء الرمال... والقصور المزدانة بالأحلام والتمائم ذات البريق المزيف... في يوم ما كان يستهويها أن تذبح على الهيكل قربانا.. وان تكون تضحيتها قمة ما تكون التضحيات.. ترى أين هي الان؟ فتش عنها في كل مكان.. مد أصابعه تعبث بخصلات شعرها الغجري... سمع تصاعد أنفاسها... وهمهمات روحها المنسابة... أتراه يكتفي؟ أم تراها تكتفي؟؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©