زيادة المشاريع العمرانية في أرجاء دولتنا الحبيبة يحتاج إلى زيادة الأيدي العاملة الماهرة ذات الاختصاص لتنفيذ هذه المشاريع وإنجازها، وبالفعل زيادة العمالة ملحوظة وبشكل كبير وواسع في دولتنا والشركات الخاصة تجلب الأيدي العاملة بزيادة وباستمرار، وهذه الفئة أتت لكسب الرزق ولتمويل أسرهم بالقوت واحتياجات الحياة اليومية، · ولكن ما نشاهده من بعض التصرفات من الأيدي العاملة يضعهم في مسار الخطر على حياتهم وحياة الناس لأن تصرفاتهم تدل على جهلهم في أمور عديدة وأشياء لا يمكن لأي فرد من المجتمع أن يجهلها لأنها ضرورية للحفاظ على حياة الناس وحياة الفرد نفسه، ويمكن من خلال سردي لهذا الموضوع أن يتبين لكم ما أقصده بشكل كبير وواضح إن شاء الله· ومن هنا أقول: التثقيف قبل التكليف، وفي الموضوع بعض النقاط جئت لأطرحها لعل وعسى أن أصيب في طرحها، في الأيام القليلة الماضية رأيت موقفاً في أحد طرقنا السريعة، والمشهد يدعو للقلق وهو كالتالي: حافلة نقل عمال واقفة في منتصف الطريق لإنزال العمال في المكان غير المخصص! كيف يقف في هذا المكان والطريق هنا رئيسي؟! والعمال يقطعون الطريق بصورة جنونية وكأن العقل خانهم لأنهم انتهوا من العمل، وفي نفس المكان والزمان حدث ما لا يحمد عقباه حيث أن أحد العمال وقعت قبعته في منتصف الطريق، وللعلم هذا الطريق سريع، وجاء العامل مسرعاً لأخذ قبعته وقطع الطريق بصورة تبرز جهله وتدل على اللامبالاة ولكن ولله الحمد ''الله ستر'' سائق السيارة الذي كان قادماً في نفس الطريق كان في أشد أوقات الانتباه والتركيز، ومر الموقف على خير، ولكن لنفترض أن السائق لا سمح الله صدمه من المسؤول؟ ومن سيحاسب في حالة وفاته؟ هنا أقترح لابد من تثقيف العمالة قبل احضارهم وإعطائهم دروسا في فن التعامل مع الطريق والسيارات وإقامة دورات قبل تكليفهم لأنها مهمة وضرورية، ويا حبذا لو فرضت غرامات قاسية على الذين يخالفون مثل هذه التعليمات لأن حياتهم أولى من هذه التصرفات، وأيضاً حياة الناس لأن صاحب السيارة المتسبب في الحادث يتعرض لأضرار مادية وجسدية ونفسية جسيمة، وهنا من المسؤول؟! وفي موضوع آخر وليس بعيداً عن السير يتعلق بالشاحنات الثقيلة، ما نشاهده من بعض الشاحنات السرعة الزائدة وتجاوز ما بين السيارات، هذه الأشياء تؤدي الى فزع السائقين والخوف لأنه في حال انقلاب أي شاحنة أو تصادم أو تغيير المسار من جهة الى أخرى دون النظر، لا أتخيل حجم الأضرار التي سيسببها السائق بسرعته الجنونية وتجاوزه ما بين السيارات وكأنه يلعب إحدى الألعاب ''بلاي استيشن'' وللأمانة روايات كثيرة عجيبة وغريبة سمعتها من السائقين والعمال والموظفين وأفراد المجتمع حول تهور سائقي الشاحنات، مواقف كثيرة تحتاج الى التثقيف، وقس على هذا المنوال الكثير والكثير، ومن هذا المقام أقول التثقيف قبل التكليف، وبعد التثقيف والتكليف يأتي دور محاسبة كل المخالفين للأنظمة واللوائح·
محمد مال الله محمد الهنيامي -الشارقة
عدد اليوم
