المدرسة مؤسسة تربوية واجتماعية وتعليمية تعمل على وضع الحلول والبدائل لكثير من مشكلات يعاني منها الطلبة في حياتهم ولا يستطيعون التكيف معها في البيئة التي يعيشون فيها بشكل طبيعي كما هو مطلوب كوجود اضطراب في البيئة الأسرية وهشاشة الروابط المعنوية وضعف الموارد المالية أو ان البعض يعاني من امراض نفسية كالتوتر والخوف الدائم والاحباط والقلق من الايام القادمة او اهمال الوالدين لابنائهما وعدم تحمل مسؤولياتهما على الوجه الصحيح واكثر الصور انتشارا ظاهرة الطلاق وادمان الأب على المسكرات والمخدرات فهذه العلاقة تكشف بسهولة ويسر ما يعانيه الطالب من مشاكل واضطرابات وازمات منزلية أو شخصية وحال اكتشاف المعلم هذه المشاكل يحولها بدوره الى الاخصائي الاجتماعي أو مكتب الاستشارات التربوية وهو يكون قريبا من الطالب باعتباره رائد الفصل مثلا أو فتح قناة الاتصال مع المنزل هاتفيا او حضور ولي الأمر للمدرسة واذا دعت الحاجة يذهب المعلم والاخصائي الى منزل الطالب، وبعض الطلبة يكون قد عاش في طفولته اياما مؤلمة وقاسية وصعبة - هؤلاء هم بحاجة الى تكوين علاقات قوية معهم - وبالطبع لا ندعو الى علاقة مثالية مطلقة مع الطالب وان كان هذا ليس بمستحيل ولكن الدعوة الى علاقات طيبة يسودها الاحترام المتبادل والثقة والعطف والمساواة بين جميع الطلبة بعيدا عن التهديد والتخويف والحرمان من الدرجات وتفضيل طالب على آخر فكل هذه الأمور تكره الطالب علاقته بكل ما يوجد في المدرسة التي ينتمي اليها وقد يكون موهوبا أو مبدعا فيما بعد، والسؤال هل تكوين هذه العلاقة الآن أمر صعب؟ وأضعف الايمان ان نوجه ونصحح ونرشد ونهدي الى الطريق المستقيم وننير الشموع في طريق من ضل الطريق وان نقف بجانب من يحتاجنا ونمد له يدنا ونفتح له قلوبنا واذرعنا فهؤلاء الطلبة بحاجة الى حناننا ومودتنا ورعايتنا وحمايتنا لهم حتى نصل بهم الى الاحسن ولا عيب ان نجعل من طلابنا كأصدقائنا واخواننا وابنائنا حينها حققنا اهدافنا وغايتنا من العملية التعليمية·
ويقول أحد كبار المعلمين الذي ظل قرابة عشرين عاما في سلك التدريس ان معرفة اربع حقائق مهمة للمعلم اولها تكوين علاقة طيبة مع الطلاب وثانيها التواضع وتبسيط الدرس وإعادة الشرح وثالثها اعطاء الطالب الثقة بالنفس ورابعها: ان يعرف ان الثلاثين أو العشرين طالبا في الصف ليس كلهم في مستوى واحد من الذكاء والفهم والحياة الاجتماعية السوية ويجب ادراك هذه الحقيقة، ومتى عرف المعلم هذه الحقائق أوصل رسالته بأمانة·· ومعلم آخر يقول العملية التعليمية رحلة طويلة·· تبدأ بعلاقة وتنتهي بتحقيق هدف·
محمد صالح بداه
عدد اليوم
