الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم المؤمنين ميمونة.. لا تموت في مكة

31 يوليو 2013 22:09
القاهرة (الاتحاد) - لا يعلم الأعمار ولا أماكن الوفاة ولا كيفيتها إلا الله سبحانه وتعالى، ولكن من دلائل نبوة وصدق النبي صلى الله عليه وسلم، أن أطلعه الله سبحانه وتعالى عن أماكن وأزمنة موت بعض أصحابه وأهل بيته، وهذا من الإعجاز النبوي وصدق الرسالة المحمدية، فقد أخبر أن زوجه أم المؤمنين ميمونة لن تموت في مكة. وهي ميمونة بنت الحارث الهلالية، إحدى الأخوات الأربع اللائي سماهن النبي الأخوات المؤمنات، وهن أم الفضل زوج العباس عم النبي وأسماء بنت عميس زوج جعفر بن أبي طالب، وسلمى بنت عميس زوج حمزة بن عبد المطلب عم النبي، أمهن هند بنت عوف أكرم عجوز في الأرض أصهارا، فقد تزوج النبي ابنتيها زينب بنت خزيمة، وبعد وفاتها تزوج ميمونة بنت الحارث. زواج ميمونة تزوجت ميمونة رضي الله عنها مرتين قبل زواجها بالنبي، تزوجها مسعود بن عمرو الثقفي، فلما توفي تزوجها أبو رهم بن عبد العزي بن أبي قيس. السيدة ميمونة آخر أمهات المؤمنين رضي الله عنها، كانت من السابقين إلى الإيمان، حظيت بشرف الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم، في السنة السابعة للهجرة النبوية. وجاء في السيرة النبوية عن ابن هشام أنها جعلت أمرها إلى أختها أم الفضل، فجعلت أم الفضل أمرها إلى زوجها العباس، فزوجها رسول الله، وأصدقها أربعمائة درهم. بعث رسول الله ابن عمه جعفر بن أبي طالب ليخطبها له، وما إن خرج جعفر من عندها، حتى ركبت بعيرها وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما إن وقعت عيناها عليه حتى قالت البعير وما عليه لله ورسوله، وهكذا وهبت ميمونة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وفيها نزل قوله تعالى: (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين)، وقد ذكر الزهري وقتادة أنها هي التي وهبت نفسها للنبي ونزلت فيها الآية. العبادة أقام الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة ثلاثة أيام، وخرج بعد أن أتم عمرة القضاء والتي كانت عن عمرة الحديبية، وكلف مولاه أن يحمل ميمونة إليه حين يمسي، فلحقت به إلى منطقة «سرف»، وفي ذلك الموضع بنى الرسول بها، ويومئذ سماها ميمونة بعد أن كان اسمها برة. دخلت ميمونة رضي الله عنها البيت النبوي وهي لم تتجاوز السادسة والعشرين، كانت آخر من تزوجهن الرسول، عرفت بالعبادة واشتهرت بالزهد، كانت تقيه تصل الرحم وشهدت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لها قالت إنها والله كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم. جاهدت في سبيل اللَّه واشتركت في معركة تبوك تنقل الماء والزاد، وتسعف الجرحى، وتداوي المرضى، وقد أصابها يومئذ سهم من سهام الكفار، لكن عناية اللَّه حفظتها. بقيت أم المؤمنين ميمونة تحظى بالقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتفقه بكتاب الله وتستمع للأحاديث النبوية، وتهتدي بما يقوله، فكانت تكثر من الصلاة في المسجد النبوي، وظلت السيدة ميمونة في البيت النبوي وظلت مكانتها رفيعة عند رسول الله حتى إذا اشتد المرض به عليه الصلاة والسلام نزل في بيتها، ثم استأذنتها عائشة بإذن النبي صلى الله عليه وسلم لينتقل إلى بيتها ليمرض حيث أحب في بيت عائشة. وبعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، عاشت ميمونة رضي الله عنها حياتها في نشر السنة بين الصحابة والتابعين، لأنها كانت ممن وعين الحديث الشريف وتلقينه عن رسول الله، وروت ستة وسبعين حديثاً. موضع قبتها عاشت أم المؤمنين ميمونة، الخلافة الراشدة، وامتدت بها الحياة إلى خلافة معاوية، وقيل إنها توفيت سنة إحدى وخمسين بسرف ولها ثمانون سنة، ودفنت في موضع قبتها الذي كان فيه عرسها رضي الله عنها، وهكذا جعل الله عز وجل المكان الذي تزوجت به هو مثواها الأخير، وجاء في دلائل النبوة عن يزيد بن الأصم قال ثقلت ميمونة بمكة وليس عندها من بني أخيها أحد فقالت أخرجوني من مكة فإني لا أموت بها إن رسول الله أخبرني أن لا أموت بمكة فحملوها حتى أتوا بها سرف إلى الشجرة التي بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقبرها معروف اليوم في ضاحية النوارية بمكة، فكانت وفاتها خارج مكة، كما أخبر الذي لا ينطق عن الهوى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©