الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منع التدهور البيولوجي

22 يناير 2012
سنوات كثيرة تمر علينا ونحن نبحث عن حلول للحفاظ على الطبيعة، كي نحمي الحياة البشرية والأحياء الأخرى على حد سواء، ونضع أهدفا لأجل تفعيلها وحث الناس على حماية الحياة الفطرية، والحفاظ على كوكب الأرض، وقد كان أدق تحليل للوضع القاتم الذي يكتنف الكوكب عموما والحياة عليه للجميع بشكل خاص، ما قاله العالم دايستيزو تيتارو سوزوكي في كلمته بمؤتمر عقد في اليابان عام 2010، حين قال إن مشكلة الطبيعة هي مشكلة البشرية، فالحياة البشرية تشكل مشكلة للطبيعة في الوقت الراهن للأسف. أكد ذلك من خلال الإشارة الى فشل البشرية حتى في تحقيق أهدافها التنموية، والتي من بينها الأهداف التي وضعها المؤتمر الذي عقد في جنوب أفريقيا عام 2002، حيث قال «لتكن لدينا الشجاعة، لأن ننظر في عيون أطفالنا ونقول لهم، إننا فشلنا كأفراد وكجماعات في تحقيق الأهداف التي وضعها في جوهانسبيرج 110 من رؤساء دول العالم، لتقليل معدل فقدان التنوع البيولوجي بشكل كبير». والحقيقة التي أشار لها العالم سوزوكي تعني الكثير، وأهما أن البشرية هي المعنية وهي المسؤولة عن الدمار والكوارث التي تصيب البيئة وكل مرافقها الحيوية، وأن الدلائل والشواهد يعيشها العالم يوميا في أنحاء مختلفة من الكوكب وبأشكال عديدة، والدليل على ذلك كوارث التغير المناخي والاحتباس الحراري. ونتيجة جشع البشر فهناك نقص في الموارد الطبيعية من مياه وأسماك، ونحن من ترك آثارا سيئة على المحاصيل والأراضي الزراعية، بسبب الطمع في تحقيق ثروات كبيرة وفي وقت قصير، إلى جانب تأثير النشاط البشري الاقتصادي والحضري المتنوع على نوعية الهواء وجودته وتدهور التربة والتصحر، كما تم اقتلاع الأشجار وتقلص الغابات ودخول أنواع جديدة من الملوثات، منها النفايات الإلكترونية والخطرة والسامة وزيادة استهلاك المياه والطاقة. هناك أيضا مؤشر لتصاعد البصمة البيئية على المستوى العالمي من 1.2 هكتار عالمي للفرد الواحد الى 2.7 هكتار عالمي للفرد، أي ما يعادل كوكبا ونصف على أساس عدد البشرية الراهن والبالغ 6.5 مليار نسمة، فكيف سيكون الحال عندما يبلغ العدد 9 مليارات نسمة بحلول العام 2050؟، خاصة أن تكلفة فقدان التنوع البيولوجي السنوية بـ 2 – 5 مليارات دولار، وتتحمل معظم هذا المبلغ الدول الأكثر فقرا في العالم. فالشواهد على تدمير الإنسان للتنوع البيولوجي سواء النباتي منه أو الحيواني كثيرة جدا، وتعود لسنين عديدة وفي كل أرجاء العالم، ويكفي أن نشير إلى أن هناك أنواعا من الأسماك قد هاجرت مياه الخليج العربي، بسبب النشاط الاقتصادي والعمراني على شواطئه وفي مياهه، كما أن هناك نباتات محلية دمرت بسبب النشاط البشري، وتم قتل العديد من الحيوانات البرية بسبب الصيد الجائر، وندرة النمر العربي خير دليل على ذلك، كما أن الشواهد على المستوى العالمي كثيرة، ومنها على سبيل المثال ماحدث لغابات الأمازون من تدمير للتنوع الحيواني والنباتي، بسبب القطع الجائر لأشجار الغابات. في المقابل هناك جهود تبذل لترميم الوضع لكن المسألة أحيانا تحتاج الى قرارات سياسية من صناع القرار، وتحتاج لفهم أعمق لخطورة تدهور التنوع البيولوجي، وقد أكد ذلك أخيم ستاينر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة التابع للأمم المتحدة، حيث يرى أنه لو استوعبت الحكومات مدى الكلفة الاقتصادية لفقدان التنوع البيولوجي، فإن بإمكانها أن تتبع نماذج اقتصادية مختلفة تكافئ المحافظ على الطبيعة وتعاقب المتسبب في الأضرار بها. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©