دمشق، واشنطن-وكالات الانباء: اعلنتت سوريا امس وفاة ''الارهابي الرابع'' الذي شارك في الهجوم الفاشل الذي احبطته قوات الامن على السفارة الاميركية في دمشق، وقالت وكالة الانباء السورية في بيان رسمي ان منفذي الهجوم الاربعة سوريون وان ''الارهابي الرابع'' فارق الحياة متأثرا بجروحه البالغة التي أصيب بها أثناء الاشتباك مع عناصر مكافحة الإرهاب ولم يتسن استجوابه من قبل السلطات المختصة التي تتابع التحقيقات لكشف خيوط العملية الارهابية·
وتناقض ما ذكرته الوكالة مع ما اعلنه المتحدث باسم الخارجية الاميركية توم كيسي من ان المهاجم الذي اعتقل خلال الهجوم يتعاون مع السلطات السورية· فيما اكد وزير الداخلية السوري بسام عبد المجيد للقائم بالاعمال الاميركي مايكل كوربين ان هذا المهاجم كان يقدم معلومات لسلطات الامن السورية فقط· في وقت لم تعلن اي جهة بعد مسؤوليتها عن العملية التي اسفرت ايضا عن مقتل حارس سوري واصابة 13 آخرين بجروح·
وذكر الجريح مروان قيسية موظف في شركة الهاتف التي كانت تقوم بعمل في مكان الحادث ''أنه في حوالي الساعة العاشرة صباحا توقفت سيارة رمادية ترجل منها ثلاثة مسلحين بلباس مدني وبدأوا بإطلاق النار فاحتمى وزملاؤه السبعة بسيارة واقفة أمام مبنى السفارة لكنهم تعرضوا لإطلاق النار من جانب الارهابيين فأصيب بساقيه وكذلك زملاؤه ثم بدأ بالزحف إلى خارج منطقة إطلاق النار''، وأضاف ''شاهدت قتل واحد من الارهابيين الذي لو لم يقتل لقتلنا جميعا لانه كان قريبا منا''·
الى ذلك، رد السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى على الاشادة الاميركية ببلاده في استجابتها السريعة باحباط الهجوم الارهابي بان حكومته مستعدة للحوار مع واشنطن لكنه حثها على تغيير السياسات التي أذكت مشاعر الاستياء في الشرق الأوسط· وقال لصحيفة ''الثورة'' ''إن سياسات الادارة الاميركية خلقت موجة من العداء في المنطقة وإنها لحظة مناسبة لإعادة تقييم هذه السياسات··الكرة في ملعبها''·
وقال مصطفى ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عبرت عن امتنانها لقيام الحكومة السورية باحباط الهجوم الارهابي، واشار الى ان السفارة السورية في واشنطن تلقت اتصالا ايضا من وزارة الخارجية الاميركية لشكر سوريا وامتنانها لما قامت به''·
في وقت دعت صحيفة ''تشرين'' الحكومية الاسرة الدولية الى تضافر الجهود من اجل مكافحة حقيقية للارهاب، معتبرة ان تجربة سوريا الطويلة والناجحة في التصدي ومكافحة الارهاب تؤكد ان العالم قادر على النجاح وتحقيق النصر ضد كل ما هو ارهابي·
ورأى محللون ودبلوماسيون ان الهجوم الذي تم احباطه ضد السفارة الاميركية قد يؤدي الى بداية انفراج بين واشنطن ودمشق·
وقال دبلوماسي غربي في دمشق ''اعتقد ان هناك مدخلا لانفراج في العلاقات بين البلدين··ان تصريح رايس يبدو ميالا الى التهدئة وهو كذلك ان كانت تفتح من خلاله سبيلا لاستئناف الحوار مع دمشق''، واضاف ''ان هاجس الاميركيين هو الامن وقد يدركون ان مثل هذا التهديد يمكن ان يشكل حجة للتكلم الى سوريا وان هذا الامر يصب في مصلحتهم كما ان سوريا بحاجة الى الخروج من عزلتها لانها لا تتكلم سوى مع ايران وفنزويلا وكوبا''·
وقال الاستاذ الجامعي الاميركي جوشوا لانديس المتخصص في شؤون سوريا ''جرت في الماضي هجمات فاشلة بدت من فعل مبتدئين غير محنكين الى حد ان البعض تكهنوا بان سوريا قد تكون في الواقع نظمتها عن قصد لتذكر الغرب بما يمكن ان يحدث لو لم تكن هنا''، لكنه اضاف معلقا على احتمال وقوف سوريا خلف الهجوم انه يميل الى عدم القبول بهذه الفرضية لان الامر مختلف تماما عن تشجيع حزب الله او اي جهة اخرى على مهاجمة اسرائيل''·
من جهة ثانية، دعت الدنمارك رعاياها المقيمين في دمشق الى التزام الحذر بعد الهجوم الذي استهدف السفارة الاميركية· وكتبت وزارة الخارجية على موقعها على الانترنت ''ان الدنماركيين في دمشق مدعوون الى التزام قدر كبير من الحذر ومتابعة الوضع باستمرار في وسائل الاعلام والابتعاد عن الحي المحيط بالسفارة الاميركية''· كما دعت الدنماركيين المقيمين في سوريا الى التزام الحذر لان قضية الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للاسلام يمكن ان تثير ردود فعل سلبية حتى الآن·
عدد اليوم
