الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«بيئة أبوظبي» تدعو لحماية أشجار القرم بعد تنفيذها برنامجاً ناجحاً لزراعتها في فبراير الماضي

«بيئة أبوظبي» تدعو لحماية أشجار القرم بعد تنفيذها برنامجاً ناجحاً لزراعتها في فبراير الماضي
3 أغسطس 2011 02:01
دعت هيئة البيئة في أبوظبي المطورين إلى تذكر مسؤوليتهم تجاه حماية أشجار القرم “المنغروف”، حيث سعت بالتزامن مع احتفال المجتمع الدولي بيوم أشجار القرم خلال شهر يوليو الماضي، إلى تعزيز الوعي بأهمية هذه الأشجار المميزة، والتي تسهم في الحد من ظاهرة التغير المناخي بفضل دورها كمنطقة عازلة في مواجهة الظواهر المناخية الشديدة، فضلاً عن إسهامها في تعزيز الثروة السمكية الموجودة في الإمارة. وتعد أشجار القرم موطناً طبيعياً لـ75% من جميع أنواع الأسماك الاستوائية التجارية الصغيرة، إذ تجتذب هذه الأشجار الأسماك وتوفر لها الملجأ والغذاء. كما تعتمد أنواع أخرى كسرطان الطين والجمبري وبعض الطيور المائية وطيور المخوض على أشجار القرم أيضاً. وأشارت الهيئة إلى أن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، صنفت أشجار القرم ضمن الأنواع المهددة بزوال مواطنها الطبيعية في جميع مواقع وجودها، وذلك بسبب عمليات اقتلاعها لتنمية المناطق الساحلية، حيث شهدت غابات القرم انخفاضاً بنسبة تقدر بـ 21 % من حيث المساحة منذ عام 1980. وكان مشروع حماية أشجار القرم، وهو منظمة غير حكومية تديرها شبكة عالمية تسعى إلى حماية هذا النوع من الأشجار، قد أطلق يوم أشجار القرم في عام 2003 بهدف رفع مستوى الوعي بها وبفوائدها، ومعرفة العوامل التي تجعلها عرضة للمخاطر. ويأتي احتفال هيئة البيئة بهذا اليوم بالتزامن مع حث المقيمين والمطورين والمجتمع على الإسهام في حماية هذا النوع المهدد بالخطر. ودعت الهيئة أفراد المجتمع إلى عدم إلقاء القمامة حول أشجار القرم، وخاصة الأكياس البلاستيكية، التي يمكن أن تعيق نموها، وتتسبب في خنقها، وإطلاق ملوثات تؤثر سلباً على صحتها، كما دعت المطورين إلى حماية هذه الأنواع المعرضة للخطر من خلال أخذ البيئة بعين الاعتبار في مراحل التخطيط المبكرة من عمليات التطوير. وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قد أطلق برامج تشجير واسعة النطاق في دولة الإمارات في أواخر السبعينيات، ما أسهم إلى حد كبير في اتساع رقعة غابات القرم على مدى العقود الماضية. وتضم دولة الإمارات حالياً 110 كيلومترات مربعة من غابات القرم، يقع 64% منها في إمارة أبوظبي. وتتولى هيئة البيئة في أبوظبي حالياً مهمة إعادة تأهيل وصون وحماية غابات القرم في سبعة مواقع رئيسية منها، جزيرة السعديات، وجزيرة الجبيل، ومحمية المروح البحرية والتي تقع جزيرة بوطينة فيها، ورأس غراب والكورنيش الشرقي ورأس الغناضة. وتبذل الهيئة جهوداً حثيثة لدعم برامج زراعة أشجار القرم في إطار الإجراءات التي تتخذها لدعم مواطن هذه الأشجار. ويسهم هذا النوع من مشاريع التشجير في تخفيف الآثار الناجمة عن التجريف وتآكل التربة وخسارة المواطن الطبيعية. وكانت الهيئة قد نفذت آخر البرامج الناجحة لزراعة أشجار القرم في فبراير الماضي، حيث تمت زراعة 800 ألف شجرة في جزيرتي السعديات وجبيل. وتنمو غابات أشجار القرم في المناطق الواقعة بين المد والجزر، حيث تسهم بشكلٍ كبير في الحفاظ على البيئة، كما تحول هذه الغابات دون تآكل السواحل نتيجة الأمواج والتيارات البحرية، علماً بأن هذا النوع من الأشجار يعد من المصادر الهامة للغذاء والوقود، حيث جرت العادة على استخدام خشب شجر القرم في بناء البيوت والسفن بفضل ما يتمتع به من صلابة وقدرة عالية على مقاومة التعفن والنمل الأبيض. وتعد أشجار القرم موطناً مميزاً للحياة البرية ووسيلةً طبيعيةً للحد من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال امتصاصها لثاني أكسيد الكربون وتخزينه في رواسبها، علماً بأن هذا النوع من الأشجار ما يزال عرضةً للخطر. وتفرض عملية التنمية حالياً مجموعةً من التحديات التي قد تهدد وجوده. وقال ثابت زهران آل عبدالسلام، مدير قطاع إدارة التنوع البيولوجي في هيئة البيئة، إن أشجار القرم تلعب دوراً أساسياً في النظام البيئي البحري، حيث توفر المأوى للحيوانات المائية والبرية والنباتات، فضلاً عن دورها في الحد من إصدار الانبعاثات الكربونية، والمساهمة بالتالي في خفض آثار تغير المناخ. وأضاف: “من المهم أن يتحمل كل منا مسؤولية الحفاظ على هذا النوع الذي يمثل جزءاً مهماً من تراثنا الطبيعي. فنحن نعيش على هذه أرض هذه الدولة، وجميعنا مسؤول عن الحفاظ عليها لأبنائنا وأحفادنا”. وأردف: “تبرز أهمية الحفاظ على المواطن الطبيعية البحرية والبرية بالتوازي مع النمو السريع الذي تشهده إمارة أبوظبي. وسيكون في مقدورنا المحافظة على المواطن الطبيعية والتنوع البيولوجي الغني الذي تتمتع به الإمارة لسنواتٍ طويلة، في حال عملنا معاً لتحقيق الهدف الذي نتطلع إليه”. مواقع يوجد فيها القرم بكثافة حدد أحد التقارير الصادرة عن هيئة البيئة في أبوظبي، جزيرة بوطينة والكورنيش الشرقي وجزيرة رأس غنادة كمواقع توجد فيها أشجار القرم بكثافة. وتقع جزيرة بوطينة ضمن المحيط الحيوي لمحمية مروح البحرية، أول وأكبر محمية بحرية تابعة لليونسكو في المنطقة، والمرشح الوحيد من منطقة الخليج لمسابقة عجائب الطبيعة الـ7 الجديدة. وتتمتع غابات القرم في جزيرة بوطينة، والتي تقع في مياه نقية، بقيمة عالية من حيث التنوع البيولوجي، حيث تجذب السلاحف والثعابين البحرية، وسرطان البحر والروبيان. وتتوافد جموع من طيور الفلامنغو “الفنتير” إلى بوطينة خلال أشهر الشتاء والصيف لتتغذى على المخزون الوفير من الروبيان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©