الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطائرات الشخصية الحل الناجح لأزمات المرور

14 سبتمبر 2006 00:14
إعداد - عدنان عضيمة: في هذا العالم دائم التغير، العامر بالمفاجآت الاكتشافية، كان لا بد للطائرات المدنية التقليدية أن تنال حظها من التطور لتدخل في خضم الطقوس المعقدة للخبراء ومراكز البحوث· ويتحدث تقرير نشرته مجلة (بوبيولار ميكانيكس) عن أجيال جديدة من الطائرات الذكية ما زالت خطوطاً على أوراق المصممين المبدعين الذين عقدوا العزم على التحليق بهذه الصناعة إلى آفاق جديدة· ومنذ البدايات الأولى لابتكار الطائرات، شهدت صناعتها من التطور بمثل ما شهدت صناعة السيارات التي أطلقها هنري فورد في أميركا وأمثاله في أوروبا· ويكمن الاختلاف الوحيد بين الحالتين في أن السيارات سرعان ما أصبح امتلاكها شيئاً متيسراً بالنسبة للأغنياء أو ذوي الدخول المتوسط حتى أصبحت اليوم من المقتنيات العادية حتى لجزء من شريحة الطبقات دون المتوسطة أو الفقيرة؛ إلا أن امتلاك الطائرات الخاصة ما زال مقصوراً على الأثرياء بسبب الارتفاع الكبير في أسعارها· وربما كان الأهم من ذلك أن طائرات اليوم، وبالرغم مما شهدته من تطور، ما زالت تعاني من مشاكل معقدة لا بد من البحث عن حلول عاجلة لها حتى يصبح السفر الجوي أكثر انطواء على عناصر الراحة والأمن والسلامة· ويقول إن السبب في هذا القصور الذي شهدته صناعة الطائرات يعود لسبب وحيد: غياب التكنولوجيات المناسبة التي يمكن تغيير هذا الواقع· ويمكن لأي خبير يطلب منه أن يلخّص الواقع التكنولوجي لطائرات اليوم ببضع كلمات: طيرانها صعب وعالي التكلفة وبناؤها معقد· إلا أن الجهود التي يبذلها الخبراء الآن في مراكز البحوث تتركز على بلوغ الهدف الذي يكاد يكون مستحيلاً ويتلخص في عبارة (طائرة خاصة لكل إنسان)· وبدأ (مركز لانجلي للبحوث) التابع لوكالة الطيران والفضاء الأميركية باستشراف وتقدير المستوى المتوقع للإقبال على ما أطلق عليه الخبراء (العربات الجوية الشخصية) Personal Air Vehicles; ويمكن لهذه العربات وحدها أن تمثّل الحل العملي لمشكلة الاختناق الكامل لطرق العالم بالسيارات في المستقبل· ومع التزايد المتواصل للمسافات التي يقطعها الناس كل عام، وزيادة أعداد البشر ذاتهم، أصبح معدل سرعة السيارات يتناقص باستمرار بسبب الازدحام المروري· وتتنبأ التقارير أن السنوات العشرين المقبلة ستشهد الطرق السريعة في ضواحي لوس أنجلوس انخفاضاً في معدل السرعة الإجمالية لكل السيارات بمقدار الثلث، أي من 53 كيلومتراً في الساعة إلى 35,2 كيلومتر في الساعة· وفي ذلك الوقت لن يكون هناك مناص لركوب الجو حتى يتسنى للموظفين الوصول إلى أماكن عملهم· ويكمن الحل إذن في التعجيل بتنفيذ مشروع طائرات المستقبل الشخصية المحملة بكم وافر من الذكاء يسهل قيادتها على الناس العاديين ويجعل احتمال تعرضها للأخطاء المسببة للحوادث معدوماً· ويقول التقرير إن الطائرات التي يجري البحث في تطويرها الآن يمكن أن تقلع أو تحط في مساحات ضيقة، ويمكنها قطع مسافات تصل إلى 750 كيلومتراً وبسرعة تصل إلى 320 كيلومترا في الساعة· ولا عجب في ذلك طالما أن بإمكان سيارة عادية أن تحقق هذه الأرقام على الأرض· وربما يتمكن الخبراء أيضاً من تجهيز هذه الطائرات بالأنظمة الذكية الكافية لأن تجعلها قادرة على الطيران من تدخل قائدها؛ ويكفي في هذه الحالة تحديد مكان الوصول حتى تتكفل الطائرة بتشغيل أجهزتها الملاحية كلها من دون أخطاء· وتنبأ مركز لانجلي أن ينخفض سعر الطائرة الشخصية الواحدة إلى ما بين 75 و100 ألف دولار· ويقول مارك كابوتشيو نائب المدير التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن: ''يمكننا أن نتذكر الآن ما كان يتحدث عنه الناس حول السيارات التي يمكن قيادتها بأجهزة التحكم عن بعد؛ ألا يمكن تنفيذ هذه الفكرة على الطائرات؟''· ويكمن مصدر تفاؤل الخبراء في تنفيذ هذه الأفكار في أن أنظمة التوجيه الآلي للطائرات مستخدمة بالفعل منذ أعوام عقد السبعينات· ويمكن لهذه الأنظمة أن تقدم للطيار بيانات لا تنقطع حول ارتفاع الطائرة ووجهتها وسرعتها في كل لحظة، كما تقدم هذه الأجهزة معلومات عن المكان الذي توجد فيه أقرب طائرة من أجل تجنب الاصطدام بها· ويتم الآن تطوير نظام جديد يدعى (الطريق الفضائي ثلاثي الأبعاد) 3-Highway in the sky الذي يمكن لأي إنسان استخدامه في الطائرة بالقليل جداً من التدريب حتى يقود طائرته بنفسه من دون أي احتمال لحدوث الخطأ· ولا يشك خبراء مركز لانجلي في أن الطائرات الشخصية أشرفت على التحول من مجرد موضوع للتسلية والترفيه، إلى حقيقة واقعة لأن العالم لن يتمكن من تحمل إضافة ثلاثة مليارات سيارة جديدة إلى الملياري سيارة التي تجوب العالم اليوم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©