السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«ياهو» تواجه عقبات في طريقها إلى التعافي

«ياهو» تواجه عقبات في طريقها إلى التعافي
24 يناير 2014 21:30
لقي وصول ماريسا ماير إلى ياهو كرئيس تنفيذي منذ عام ونصف العام استحساناً كبيراً كفرصة لإمداد ياهو المتأزمة، والتي كانت رائدة الإنترنت في السابق، بالمهارات والإمكانات، التي ساعدتها على النجاح كأحد كبار التنفيذيين السابقين في جوجل. إذ تعد ماريسا ماير من أوائل الموظفين، الذين التحقوا بجوجل، وتشتهر بقدرتها على الابتكار وتحري دقة التفاصيل. وإن كان في مقدور شخص ما إصلاح ياهو، فإن الكثيرين اعتقدوا أن ماير هي ذلك الشخص. غير أن الكشف مؤخراً عن أن ماير استبعدت أهم مساعديها هنريك دي كاسترو يعد أول إقرار علني بأن إصلاح ياهو أصعب مما كان متصوراً. وقال روبرت بك المحلل في سنترست روبسنون همفري: «كان ذلك أول تعيين مهم تجريه ماريسا، وكم هو صعب أن تعترف بالخطأ». كان إحضار دي كاسترو الذي كان أيضاً أحد تنفيذيي جوجل المخضرمين، مجرد إجراء واحد ضمن العديد من الإجراءات البارزة التي اتخذتها ماير، بما فيها شراء موقع المدونات تمبلر مقابل 1.1 مليار دولار، وتعيين المذيعة التليفزيونية كاتي كوريك لتكون المسؤولة عن برنامج إخباري جديد على شبكة الإنترنت وبدء مجلة مختصة بالأطعمة على الشبكة. وفي الوقت الذي كانت فيه ماير تتولى بنفسها الترويج لأهم فعاليات ياهو - فهي التي قدمت موقع تكنولوجيا المستهلك الجديد لياهو في المعرض الذي أقيم في لاس فيجاس مؤخراً - كان دي كاسترو مكلفاً بعمل أقل استعراضاً، ولكن لا يقل أهمية وهو إنعاش أعمال إعلانات ياهو. ورغم أنها كانت مهمة بالغة الصعوبة على شخص في شركة ساء أداؤها لعشر سنوات، فإن كاسترو على نحو الخصوص كان غير ملائم لتلك المهمة، حسب تنفيذيين ومحللين وأشخاص عملوا معه في جوجل وياهو. وحين عينته ماير، صُدم من هم داخل وخارج الشركة. وسرعان ما تطور التوتر بين ماير ودي كاسترو. كان دي كاسترو - الاستشاري السابق في ماكنزي، مولعاً باستخدام الجداول سبريد شيتس ولكنه كان غير ملم بمنتجات جوجل، حسب شخص كان يعمل معه في جوجل. كما أنه لم يكن بائعاً ذا كاريزما مستعداً للدردشة مع كبار المسوقين لإقناعهم بإنفاق مخصصات إعلاناتهم على ياهو بدلاً من منافسيها مثل فيسبوك وجوجل. وقالت سارة ميرون المتحدثة باسم ياهو: «طالما أوضحنا أن الأمر سيستغرق عدة سنوات، ولكننا تكتسب زخماً ونقوم بتطوير منتجات وخدمات إعلانات بشكل منتظم». ورغم أن زملاء وصفوا دي كاسترو بالذكاء الشديد فإنهم قالوا إنه لا يجيد التواصل بأسلوبه المتعالي الخشن. وكون لغته الأم هي البرتغالية فإن لغته الإنجليزية اللاحنة يصعب فهمها أحياناً. وفي جوجل تلقى دي كاسترو العديد من الملاحظات السلبية ما دعا الموارد البشرية إلى التدخل لمراجعة الوضع. وقال محللون إن إعلانات الصفحة الرئيسية الصارخة التي كسبت ياهو منها الكثير في بدايات عهد شبكة الإنترنت آخذة في الأفول لصالح إعلانات بحث جوجل وإعلانات فيس بوك الموجهة إلى نشاط التواصل الاجتماعي والنظم التلقائية، التي تصل إلى المستهلكين على مواقع أصغر لا تفرض سوى رسوم قليلة، أما في إعلانات المحمول التي تعد مجال النمو الأنشط، يكاد ألا يكون هناك حضور لياهو. وفي الأشهر القليلة الماضية بدأت ياهو سلسلة من المبادرات لزيادة الحركة على مواقعها بما يشمل تطبيقات محمول جديدة وتعديلاً على خدمة الصور الخاصة بها فليكر وعروض أخبار فيديو موسعة وموقع تكنولوجيا المستهلك الذي يقدمه ديفيد بوج كاتب العمود السابق في صحيفة نيويورك تايمز. وقال بك: «يجذب المحتوى انتباه الناس على نحو يتيح توجيه الإعلان التوجيه المطلوب». فضلاً على أن ياهو قامت بتعديل منصة شراء إعلانات، وأضافت نماذج جديدة مثل ما يسمى بالإعلانات المحلية، التي يقدم فيها المعلنون محتوى يشبه مواضيع وفيديوهات أخرى على الموقع. وأكدت ياهو مؤخراً أن هناك تنفيذياً آخر هو رئيس تحريرها جاي سينج سيغادر أيضاً الشركة. حتى الآن يتجاهل المستثمرون كل ذلك. وقال وايزر: «الأمر العجيب أن ذلك يكاد لا يؤثر على سهم الشركة». فلقد قومت وول ستريت سهم ياهو في إغلاق الخميس 16 يناير بمبلغ 40.34 دولار، وهو ما يرجع في المقام الأول لحصص ملكية ياهو الجزئية في علي بابا شركة التجارة الإلكترونية الصينية الناجحة التي تعتزم بيع أسهم في اكتتاب عام هذا العام ولياهو اليابان. أما أداء ياهو الرئيسي فإنه آخذ في التراجع. ففي الفترة الربعية الثالثة سجلت ياهو عائداً بلغ 1.14 مليار دولار بتراجع نسبته 5% عن العام الماضي. وبلغ صافي دخلها 297 مليون دولار مقارنة بما بلغ 3.16 مليار دولار في العام الأسبق الذي كسبت فيه ياهو 2.8 مليار دولار من بيع أسهم علي بابا. وليس من الواضح ما أن كانت ماير تنوي اختيار مدير عمليات ليخلف دي كاسترو. وقامت بتوزيع مسؤولياته على عدد من التنفيذيين الآخرين منهم نيد برودي التنفيذي السابق في إيه أو إل، ليشرف على نشاط إعلانات أميركا الشمالية. وقال بك إن ترقب اكتتاب علي بابا الأولي العام المتوقع يمهل ماير مزيداً من الوقت لإصلاح نشاط ياهو الرئيسي. كما أنه أثنى على شجاعة ماير كونها قررت أن تخسر دي كاسترو درءاً لخسائر أكبر وإن كانت مغادرته ستكلف الشركة عشرات ملايين الدولارات في هيئة تعويضات ومكافأة إنهاء الخدمة. عن «إنترناشيونال نيويورك تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©