السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دول تستعرض حضارتها في «القرية العالمية»

دول تستعرض حضارتها في «القرية العالمية»
22 يناير 2012
أجنحة القرية العالمية تعكس نمط الحياة الصناعية وربما العادات والتقاليد في جميع الدول التي تأتي للمشاركة وتتنافس كي تحصل على قطعة أرض لتقيم عليها جناحا يكون سفيرا لها. خلال الدورات السابقة لمهرجان دبي للتسوق، تنافست الدول كي تصمم جناحا يحمل شيئا من روح العمارة فيها. وتحظى القرية العالمية بإقبال شديد خلال عطلة نهاية الأسبوع حين تقصدها الأسر للاستمتاع بما تقدمه من أنشطة وتعرضه من بضائع. أجنحة القرية العالمية، التي تقام على هامش مهرجان دبي للتسوق، تتنافس فيما بينها لتقديم أفضل المنتجات والعروض لاجتذاب أكبر عدد من زوار القرية الذين يجوبون العالم بدون وسيلة نقل، إذ يكفيهم التنقل سيرا على الأقدام لمشاهدة أبرز معالم الدول المشاركة وقد انتقلت إلى دبي. الركن التركي في الجناح التركي يقول محمد سعيد، صاحب مطعم للوجبات السريعة الصحية، إن الجناح التركي لا ينقطع عنه الزوار لأنه يقدم الأغذية والحلويات كالبقلاوة التركية الشهيرة، واللبنة الممزوجة بالزيتون والزعتر وربما الزبدة القليلة الدسم، وهناك الفطائر الصحية التي تصنع أمام الزبون بحسب رغبته». ويؤكد آركان، الذي يصنع مشروب اللبن الرائب، أن الأطباق التركية مرغوبة وخاصة لمن زار تركيا للسياحة؛ فهذه الفئة تأتي للسؤال عن أطباق معينة تم تناولها خلال الرحلة السياحية، ولذلك فإنهم حريصون على تقديم المذاق التركي الذي اعتاد عليه زوار تركيا. في ركن آخر من الجناح التركي، كان عمر كرمان، صاحب متجر لبيع قطع الإنارة، منهمكا في تنظيف القطع، وقد تحدث عن المنتجات المعروضة والتي تثير انتباه الزوار قائلا إنها تعكس النمط التركي، وهي تدخل ضمن زخرفة الهندسة المعمارية في بلاده، وهي ذات موضوعات وأساليب تتطور عبر العصور، وتشكل عناصر الطبيعة أبرز الموضوعات التي تدخل في تشكيلها. ويضيف «الفوانيس مثلا تتضمن لوحات من ورق الأشجار والزهور المتنوعة والفاكهة والزخرفة من العمارة الإسلامية. ويتابع «مع التطور الذي واكب عصر النهضة في أوروبا سجل حضور فن الموزاييك في عناصر زخرفة الأثاث والطاولات والجدران، فدخل المنازل مطلع القرن العشرين بصيغة معاصرة ومواكبة لتيارات الفن الحديث». ويقول كرمان إن الفنانين الكبار في العالم استخدموا الموزاييك في العمارة المعاصرة من المكسيك إلى فرنسا وصولا إلى لبنان ثم إلى بقية الدول العربية، ولذلك أصبحت كل قطعة يتم صنعها لتستخدم للإضاءة كأنها لوحة أو حلية تضيف الجمال إلى ديكور المنزل الذي توضع به، مع العلم بان صناعته تتطلب مواد معينة تستخدم في عملية تشكيل القطعة من الزجاج إلى اختيار اللون. وبينما كان كرمان يستقبل زوار الجناح، كانت محال أخرى في الركن التركي تستعد لاستقبال زوارها ومن بينها محال للأزياء التركية التي تناسب ذوق السيدات والفتيات من حيث مواكبة الموضة المحتشمة، إلى جانب محال لبيع قطع الأكسسوار والأحجار الكريمة، كما تتوفر عدة محال لبيع المكسرات والحلوى التركية. الركن الأفريقي الجناح الأفريقي يعكس في الغالب جزءا كبيرا من عادات القارة السمراء، وخاصة في كينيا تلك المنطقة التي تشتهر بتحويل الخشب إلى قطع فنية تدر الكثير من المال، خاصة أن تلك القطع تحظى بإقبال من الجاليات الأوروبية التي تفضل أن تضيف شيئا يجعلهم يتخيلون صوت الزئير، أو تمثال يشعرهم طوال الوقت أن هناك جزءا من كينيا في منزلهم. وهناك كان يتجول أولي بان ورفيقيه أوسو توا وليمايان، الذين تعلموا اللغة الإنجليزية لأنها تساعدهم في تسويق ثقافتهم، وتسهل عليهم التعامل مع الآخرين، كان هؤلاء الشباب يرتدون ملابس تعكس صورة محاربي قبائل الماساي، وكانوا يتقربون من الزوار الذين كانوا يسرعون إلى التقاط الصور معهم للذكرى مقابل مبلغ رمزي من المال. يقول أولي بان إن لقبيلة الماساي تقاليد لا يمكن أن تذوب في المدينة وضمن الحداثة، فربما يدخلون المدارس والجامعات ولكنهم في منطقتهم يمثلون بهيئتهم هذه المحارب الشجاع في قبيلة الماساي، وهم يتواجدون بين كينيا وتنزانيا وحياة الماساي وخاصة واجبات المحارب تكمن في بناء المخيمات وهم في غير وقت الحرب يرعون الأغنام، وأهم ثرواتهم الأبقار وتربيتها خاصة أنها تمثل مهر العروس، ولكن اليوم اتجه الشباب للتعليم والعمل، والبعض تحول لحرفي أو للعمل في مصنع للحرف والصناعات اليدوية والتي تدر مالا طائلا على أصحابها. وبرع الأفارقة في تشكيل الثمار والحبوب وتحويلها لحلي، والبعض الآخر تم تحويله إلى أوعية وأوان وهم ينتهزون المواسم لبيع زخارفهم الملونة من ثمار القرع والمنسوجات والأحذية الجلدية للسياح، وهم هناك يجدون إقبالا أكثر من الجنسيات التي تقطن الإمارات. يقول أوسو توا إن الطقس بارد بالنسبة لهم ولكنهم سعداء بمشاركتهم ويكفي أن يلتقوا في كل يوم مع زوار القرية الذين يختلفون كل يوم عن التالي. أما ليمايان فهو يقول إن ما يشعره بالراحة هو الهدوء والرقي في التعامل، وفي ذات الوقت هو سعيد لأن المهرجان جعله يلتقي بتجار من أنحاء مختلفة في أفريقيا. الركن الباكستاني الجناح الباكستاني تحفة في التصميم ويعكس نمط المعمار الإسلامي، وهو بألوانه التي تمزج الوردي مع المشمشي، يجتذب الزوار من بعيد لأنه الأعلى بسبب القباب وأيضا بسبب الألوان. وتتزاحم فيه المحال التي تعرض المنتجات الجلدية والأقمشة والسجاد والأثاث إلى جانب محال تعرض الحلي الفضية والأحجار الكريمة. ومن بين المشاركين بائع السجاد شاه علي الذي يقول إنه يشارك للمرة الثالثة في مهرجان دبي للتسوق في القرية العالمية. ويكمل أنه ربما لا يبيع كل يوم ولكنه لا يقلق لذلك فربما هناك صفقات جيدة ستعقد بعد أيام، وهو يؤمن بأن التجارة رزق ربما يأتي وربما لا يأتي، ولكنه يؤكد أنه ربح من خلال مشاركاته السابقة التعرف على الثقافات الأخرى. عدنان حيدر وقيصر محمود يتشاركان محلا مليئا بالقطع المطرزة بنقوش، وفي الغالب هي من القطن والحرير. ويذكر حيدر أنه يشارك منذ أربع سنوات، ويصف المنتجات الباكستانية في مجال التطريز بأنها الأولى في الحرفية، مؤكدا أن دولا أوروبية ترسل خبراء لانتقاء كميات خاصة بدور أزياء عالمية، حيث يضاف لها التصميم ولكن الأساس هو تلك الفنون التي تحملها كل قطعة. يقول قيصر إن أهم منطقة في باكستان هي فيصل آباد، وهي مدينة مشهورة بالابتكار في فن التطريز هناك مناطق أخرى تطرز حتى على الأواني أو الأحذية، وهناك متخصصون في جميع أنواع التطريز بما في ذلك الملابس النسائية والشراشف وملابس التريكو والتنجيد، كما توجد مصانع خاصة بأقمشة تخصص للستائر. الأكروبات الصينية ضمن فعاليات القرية العالمية يقدم عرض الشاندوج الأكروباتي مجموعة مكونة من 20 عارضا من الجنسية الصينية، في عروض تقدم للمرة الأولى، ويعرض ثلاث مرات يوميا على منصة العرض، ويتبارى أعضاء الفريق المكون من فتيات صغيرات ورجال ونساء في حمل الكؤوس الزجاجية من خلال عرض أشبه بعروض الباليه الرائعة. ويقدم بقية الأعضاء فقرات منوعة لبعض الأدوات التقليدية. وتستخدم الفرقة في مثل هذه العروض الطبول والموسيقى والكؤوس الزجاجية، ويمكن للجمهور مشاهدة ذلك عبر الشاشة العملاقة، حيث حرصت القرية على نقل العرض ليتسنى للزوار مشاهدتها عن بعد، وستستمر العروض حتى 11 فبراير المقبل.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©