بيروت - ''الاتحاد'': واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي العمل على تغيير معالم الخط الازرق الحدودي، ووسعت احتلالها للاراضي اللبنانية دون وازع او رادع· واستدعى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة على عجل قائد ''يونيفل'' الجنرال الفرنسي آلان بيلجريني الى السرايا الحكومي، وأثار معه الخروقات الاسرائيلية للخط الازرق، وضرورة العمل على وقفها·
وفيما لزم بيلجريني الصمت بعد اللقاء، ذكرت مصادر السنيورة بأن لبنان يعد ملفاً متكاملاً حول الخروقات البرية والجوية والبحرية الاسرائيلية، تمهيداً لرفعه الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، والطلب من مجلس الأمن الدولي العمل على ردع اسرائيل واجبارها على الانسحاب من الاراضي التي احتلتها حديثاً في جنوب لبنان·
واعلنت الامم المتحدة لاحقا عن بدء التحقيق في احتمال قيام اسرائيل بإجراء تغييرات في الخط الازرق · وأكد ميلوس شتروجر الناطق باسم القوة الدولية في جنوب لبنان أن عناصر القبعات الزرق التابعين للامم المتحدة شاهدوا عناصر من الجيش الاسرائيلي يضعون فواصل داخل الاراضي اللبنانية قرب بلدة كفركلا في القطاع الاوسط من المنطقة الحدودية·ولفت الى ان مصدر هذه المعلومات أشخاص غير مؤهلين تقنيا لتقدير ما يحدث بدقة·وقال ''أرسلنا فريقا من الخبراء للتحقق من صحة هذه المعلومات''·وأشار شتروجر الى ان هذه الفواصل ''وضعت أحيانا على مسافة 300 متر من الخط الأزرق داخل الأراضي الإسرائيلية بسبب طبيعة المكان''·
واكدت مصادر رسمية لبنانية بأن هناك خروقات فاضحة لحرمة السيادة اللبنانية في الجنوب، وان قوات الاحتلال قضمت مساحات واسعة تقدر بعشرات الكيلو مترات من الارض المحررة وتعمل على ضمها وتحصينها بالقوة دون حسيب او رقيب·وحملت ''المقاومة الاسلامية'' الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة وقوات ''اليونيفل'' مسؤولية العدوان الاسرائيلي الجديد على السيادة اللبنانية، وطالبت بالتحرك فوراً لردع العدو عن اقامة منطقة عازلة على الحدود، ولوحت بالتحرك في اطار مهامها وهي العمل على تحرير آخر شبر من الاراضي اللبنانية المحتلة، واكدت بأنها مصممة على استكمال التحرير مهما كانت المعوقات الدولية والحصار لعملياتها·
واعلن بيان لقيادة الجيش اللبناني ان قوة اسرائيلية قوامها ملالة وحفارة خنادق وخمسة عناصر، تقدمت من بوابة المطلة الحدودية الى داخل الاراضي اللبنانية بعمق 15 متراً وبدأت العمل على اقامة شريط شائك في المكان المذكور·
واشار البيان الى ان عدة ورش اسرائيلية تعمل على نقل السياج الحدودي وتوسيعه لمسافات متفاوتة داخل الاراضي اللبنانية المحررة·
وافادت التقارير الأمنية اللبنانية بأن ورشة اسرائيلية كبيرة تضم العديد من الحفارات والجرافات والرافعات بحماية عدة آليات مدرعة اجتازت الخط الازرق الحدودي وتقدمت من مستوطنة المطلة باتجاه سهل الدردارة·
وباشرت بأعمال حفر وتركيز اعمدة حديدية ووضع اسلاك شائكة شمالي السياج الحدودي الحالي بعمق يتراوح ما بين 30 و 50 متراً، وشملت الاعمال مسافة طولها حوالي كلم ونصف، بدأت من الطرف الغربي المواجه لمستوطنة المطلة وحتى طرفها الشرقي·
واشارت التقارير الى ان الجرافات تعمل على حفر الخنادق في محيط المستوطنة وعلى نقل الاتربة من سهل الخيام الى داخل المطلة بحماية عدد من الدبابات من نوع ''ميركافا'' وناقلات جند تمركزت على التلال المشرفة على الورشة الاسرائيلية وعلى الطريق المحاذي للسياج الالكتروني·
واللافت ان قوات الاحتلال الاسرائيلي تسعى جاهدة لتغيير معالم كل الحدود قبل اكتمال عدد ''يونيفل'' المعززة، حيث تعمل جاهدة لقضم اكبر مساحات ممكنة من الاراضي اللبنانية تحت الحماية والوصاية الدولية لتفرض الحدود التي تتناسب مع مطامعها التاريخية في ارض ومياه لبنان، اذ انها بدأت خطتها العدوانية قبل ايام بالاستيلاء على بلدة الغجر بكاملها وهيمنت على نبع الوزاني وسرقت مياهه·واعادت احتلالها لمساحات شاسعة من الارض القريبة من مزارع شبعا، وغيرت معالم الخط الازرق الحدودي·
وفي آخر التقارير الأمنية ان القوات الاسرائيلية تتمدد على طول الحدود ووصلت في عدوانها الى سهل مرجعيون وبدأت بنقل الشريط الشائك الى داخل الاراضي اللبنانية ولمسافة تتراوح بين 50 و 300 متر، وتقوم قوة أخرى بتغيير معالم الحدود على محور كفركلا - الطيبة وصولاً الى بوابة فاطمة والعديسة·
عدد اليوم
