الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تعاني من نقص العمالة

13 سبتمبر 2006 00:01
اعداد - أيمن جمعة: غالبا ستعتقد ان الامر ينطوي على مزاح عندما تقرأ ان الشركات العالمية التي تتدفق على الصين، تجد صعوبة بالغة في العثور على موظفين في البلد الذي يربو عدد سكانه على 1,3 مليار نسمة··! لكن هذه هي الحقيقة· وتقول صحيفة ''وول ستريت جورنال'' إنه عندما تضع الشركات العالمية من شتى القطاعات خططها لافتتاح مصانع ووحدات في الصين التي أضحت قبلة الصناعة في العالم، فانها لا يمكن ان تتصور المشكلات التي ستتعرض لها عندما تريد التعاقد مع عمالة محلية· فهناك نقص في العمالة الماهرة مما يعني تسابقا محموما عليها وهو ما يؤدي لرفع الاجور بشكل مطرد وبنسب تزيد في كثير من الاحيان على 15 % سنويا· ولا تقف المشكلة عند هذا الحد، ويقول خبير ''رفض الاجور لا يضمن وحدة بقاء العمالة الماهرة· فكثير منهم يقررون في النهاية الرحيل الى الشركات المحلية او بدء مشاريع خاصة·'' اختلافات الثقافة وهناك أيضا اختلافات كبيرة في ثقافة العمل الشرقية عن الغربية، وصولا الى ان كثيرا من الصينيين يفضلون العمل في الشركات المحلية أكثر من الاجنبية، ويعتبرون ذلك ضروريا لمن يريد ان يصنع لنفسه مستقبلا مشرقا· ويقول الطالب جونوين مو (20 عاما) ''الوجاهة الاجتماعية والاحساس بالاشباع النفسي يدفعنا للعمل في الشركات الصينية· الشركات الاجنبية ربما تدفع أكثر لكنها لا تضمن لك الترقي· اذا كنت طموحا فعليك بالشركات الوطنية·'' وتقول وزارة التجارة الصينية ان 12 الف شركة اجنبية بدأت العمل في الصين خلال الشهور الاربعة الاولى من العام وان الشركات الاجنبية والمحلية توسع انشطتها بشكل مطرد مما أدى لزيادة نسبتها 300 % في عدد المؤسسات التي يعمل بها أكثر من خمسة الاف فرد خلال العامين الماضيين· وتقول وول ستريت جورنال ''تعاقد الشركات الاجنبية مع العمالة الصينية ثم الاحتفاظ بها هو من أخطر التحديات التي تواجههم في ذلك السوق·'' مشكلة اللغة ويكشف لنا هوبير جيرو رئيس ادارة العمليات الخارجية بشركة ''كابجيمني'' الفرنسية لتكنولوجيا المعلومات حجم هذه المشكلة قائلا ''نحن نوظف 500 عامل في مصنعنا بمنطقة جوانجدونج في جنوب الصين· يعيش في هذه المنطقة ثمانية ملايين صيني· اعتقدنا للوهلة الاولى ونحن نستقرئ هذه المعلومات انه لا توجد مشكلة في العنصر البشري· لكن هذا غير صحيح، نضطر لتدريبهم على كل شيء وهو امر صعب للغاية، خاصة في ظل عدم اجادتهم للانجليزية· هناك مشكلة عمالة في أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان·'' وتظهر احصائيات نشرها ''مكتب الاحصائيات'' الصيني في مارس الماضي ان من بين 1,3 مليار شخص في الصين هناك 5,2 % يحملون درجة جامعية وما فوقها، مقارنة مع 25 % من الاميركيين· ورغم ان الصين تنتج 3,1 مليون خريج جامعي سنويا فانهم لا يتمتعون بالكفاءة المطلوبة ولا يحصلون على التدريب الكافي لدخول سوق العمل، حتى في أرقى الجامعات المحلية· وأظهرت دراسة حديثة ان 160 الف خريج من كليات الهندسة يكونون قادرين على الانضمام الى الشركات الدولية، وهو رقم لا يزيد كثيرا عما تقدمه بريطانيا ذات الستين مليون نسمة· وكثير من الشركات الدولية التي تنفق بسخاء على تدريب الشبان الصينيين لتعويض نقص خبراتهم التعليمية، تخسرهم بعد عدة سنوات لصالح الشركات المحلية لان الشباب هناك يعتقد بان افاق التطور والتقدم هي أكبر ما يكون مع الشركات المحلية· ويقول مسؤولون تنفيذيون ان من الشائع ان تخسر كل شركة اجنبية ثلث قوتها العاملة سنويا، في حين هناك دراسات بان المديرين الاكفاء في الصين يغيرون شركاتهم بمعدل مرة كل 15 شهرا· ويقول محلل دولي ''اعتقد ان الشركات ستكون سعيدة للغاية لو انها نجحت في وقف نسبة رحيل العاملين لديها عند مستوى 15 %·'' تغيير الوظائف ويقول فينسنت جوتير المدير العام لشركة ''هيويت اسوسييتس'' للمصادر البشرية في هونج كونج ''اذا كنت صينيا في الثلاثين من العمر وتجيد الانجليزية فبوسعك التنقل من وظيفة الى اخرى بدون أية مشكلات· وهذا هو المعتاد هناك·'' وتتزايد فرص وأفاق العمل في الصين منذ الانضمام الى منظمة التجارة العالمية عام 2001 الذي أدى الى قفزة كبيرة في الاستثمارات حيث استثمرت الشركات الاجنبية هناك 60 مليار دولار العام الماضي مقارنة مع 38 مليارا في ·2000 ورغم كل هذه المصاعب التي تواجه الشركات الاجنبية فانها لا تتوقف عن التدفق على الصين، لانها تؤمن بان هذا السوق هو في حد ذاته مصدر مهم للايرادات، بل ان 66 % ممن شاركوا في استطلاع اكدوا ان رغبتهم في بيع منتجاتهم الى 1,3 مليار نسمة في ذلك السوق هو السبب الرئيسي لوجودهم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©