السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

استراتيجية لتأهيل متاحف بأبوظبي وتطوير مواقعها التاريخية

استراتيجية لتأهيل متاحف بأبوظبي وتطوير مواقعها التاريخية
4 يناير 2010 01:57
تبدأ هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الفترة المقبلة إعادة تأهيل متاحف في إمارة أبوظبي وتطوير مواقعها التاريخية في إطار استراتيجية خمسية تهدف لجعل أبوظبي مركزاً ثقافياً على مستوى العالم. وأكد محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن الهيئة تُكرّس جانباً مُهماً من جهودها لإعادة تأهيل وإحياء المواقع التاريخية في إمارة أبوظبي تنفيذاً لخطتها الاستراتيجية الخمسية التي تهدف إلى جعل أبوظبي المركز الثقافي في المنطقة وعلى مستوى العالم، وفي الوقت نفسه تعمل على الترويج للثقافة والهوية الوطنية كمصدر فخر وإلهام للجميع. ووفقاً للمزروعي، فإن “الهيئة” تعمل حالياً على عدد من المبادرات التي تركز على إعادة تأهيل المتاحف القائمة مثل متحف قصر الشيخ زايد، إلى جانب تطوير المتاحف في المواقع التاريخية مثل متحف قصر المويجعي ومتحف الشيخ زايد الأول في قلعة الجاهلي بمدينة العين. وأشار إلى أن قلعة الجاهلي إضافة لكونها معلماً تاريخياً مهماً، فقد أصبحت منبراً ثقافياً مرموقاً في مدينة العين بعد ترميمها وإعادة افتتاحها في ديسمبر 2008، حيث تستقطب الآلاف من الزوار لحضور فعالياتها التراثية والفنية والثقافية. وقال المزروعي: “حيث إن الهيئة تتولى الحفاظ على التراث الثقافي لإمارة أبوظبي وحمايته والترويج له، فإن لديها التزاماً بالتراث المحلي. وعلى مرّ السنوات، تحولت إمارة أبوظبي إلى حاضرة عصرية ناجحة، وأصبح من الضروري الإشارة بصورة مسبقة وبأسلوب فعال إلى هذا التحول بغية التأثير إيجاباً على تصورات الناس حول حياتهم اليومية والعصر الذي يعيشون فيه”. حملات توعية من جهته، أوضح دكتور سامي المصري نائب المدير العام لشؤون الفنون والثقافة والتراث ومدير التخطيط الاستراتيجي أن الهيئة تعمل على إطلاق حملات توعية مكثفة ومدروسة مُسبقاً تواكب مبادراتها التي لها صلة مباشرة ومؤثرة على وعي الناس. وفي التفاصيل أوضح المصري أن أهم المناطق التي سيتم تأهيلها تتمثل في متحف العين الوطني والذي سينتهي عام 2013 علماً بأن إعادة تأهيله تأتي في إطار تطوير واحة العين، حيث سيتضمن المتحف صالات عرض حديثة ومتطورة أكثر. وفي الفترة نفسها ستتم إعادة تأهيل قصر الشيخ زايد في العين ومتحف قصر المويجعي، حيث إن الهيئة تجري دراسة على متاحف عالمية تناولت شخصيات سياسية بارزة، بحيث يتم تطوير القصر على غرارها وبما يرقى بشخص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وقال: “إن حملات التوعية المكثفة تشمل المطبوعات والبرامج المتنوعة مثل ورش العمل والحلقات العلمية والمعارض المؤقتة والمحاضرات، إلى جانب النشاطات الثقافية التي تستهدف المؤسسات التعليمية والناس على وجه العموم. ونعتقد أن ذلك سيكون مثيراً للاهتمام في الحقل الثقافي، وبالتالي سيؤدي إلى المزيد من الزيارات للمتاحف وتغيير التصور القائم على أن التراث ليس مدعاة للاستمتاع”. ومع تزايد عدد السياح القادمين إلى الإمارة، يؤكد المصري ضرورة تكثيف زيارات السياح إلى المواقع الثقافية والتعليمية في الإمارة والتي تعكس أصالة التراث الإماراتي ورسوخ قيمه في الحياة اليومية. وأكد المصري أنه مع الانتهاء من مشاريع إعادة تأهيل المتاحف وتطويرها، إلى جانب مشاريع إعادة إحياء المواقع التاريخية، فإن ذلك سيساهم في دعم القطاع السياحي بشكل لافت. وقال: “جزء من أهدافنا هو التنوّع في تقديم النشاطات والتجارب الثقافية وتسليط الضوء على المواقع الثقافية الكثيرة الموجودة أصلاً في أبوظبي. ولا يشمل ذلك مجرد زيارة المواقع التراثية فحسب، بل يتعداه أيضاً إلى تجربة مُفعمة بالحيوية ستشجع السائح على البقاء مدة أطول في الإمارة”. متحف قصر الشيخ زايد يعود تاريخ بناء قصر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، إلى عام 1937، وقد تم تحويله إلى متحف وفتحه للجمهور في عام 2001، غير أن المتحف لا يضم مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية أو المعروضات بسبب أمر من المغفور له الشيخ زايد بأن يكون القصر الأميري وأماكن الإقامة الخاصة تمثل انعكاساً خالصاً لثقافة البلاد قبل التحول الهائل الذي شهدته في سنوات ما بعد اكتشاف النفط. وكان المبنى الأصلي يشتمل على إقامة خاصة للحاكم وعائلته داخل مجمع من الفناءات. وكان القصر محل إقامة الشيخ زايد في العين بين سنة 1937 و1966. ويتميز المبنى بالأناقة والبساطة والحدائق المنعشة والمنعزلة وأشجار النخيل الخلابة في الناحية الغربية لواحة العين، الأمر الذي يوفر استقبالاً راسخاً في ذاكرة أولئك الذين سافروا عبر الصحراء القاسية المحيطة بالمكان. أما الفناءات الخارجية للمبنى، فتحتوي على مجالس كثيرة كان يستقبل فيها الشيخ وجهاء المنطقة والزوار الأجانب. وفيما تم تأثيث المناطق الجانبية المخصصة للزوار المحليين بالشكل التقليدي باستخدام الوسائد الأرضية، تتميز مناطق استضافة الأجانب بالطابع الغربي. كما تم تخصيص مساحات منفصلة للسيدات لاستقبال ضيفات حرم الشيخ. وبمقربة من أماكن الاستقبال، توجد غرفة لإعداد القهوة التي تضمن السرعة في خدمة الضيوف من خلال تقديم كل أنواع المشروبات والتمور والطعام وفق العادات العربية. أما المطبخ الرئيس وغرفة التخزين، فيوجدان في الفناء الداخلي بمحاذاة البئر. أما نموذج الخيمة الكبيرة لساحة القصر المعروضة في المتحف، فهي تمثل الارتباط الكبير والدائم مع الحياة البدوية الأصيلة. وقد كان الشيخ زايد «رحمه الله» يفتخر باستقبال ضيوفه في هذه الخيمة وفق تقاليد حسن الضيافة والكرم العربية. ومن الرموز الأخرى لالتزام الشيخ زايد تجاه شعبه، يضم المتحف نموذج سيارة “اللاندروفر” التي طالما جال فيها الشيخ زايد رحمه الله في الصحراء لزيارة القبائل والاطلاع على أحوالهم وظروفهم. شجرة العائلة من جهة أخرى، يضم المتحف العديد من صور العائلة الحاكمة وشجرة العائلة التي توضح الأصول العريقة لسلالة الشيخ، بالإضافة إلى غرفة الدراسة التي تحتوي على مجموعة من الطاولات وسبورة قديمة والتي كان يتم فيها تدريس أبناء العائلة الحاكمة وتعليمهم على يد مدرسين خصوصيين، فيما تم تخصيص غرفة أخرى لتعلم القرآن الكريم. ومن الناحية الهندسية، يتميز قصر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» بالعديد من الخصائص المعمارية التي توجد في أهم المباني التاريخية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وخلال عملية ترميم القصر، تم إضافة برجين في كلا جانبي المدخل الرئيس واللذين تم بناؤهما على غرار برج قلعة الجاهلي المتعدد الطوابق. أما البوابة الخارجية الكبيرة، فهي الممر الذي من خلاله يترك الزوار وراءهم صخب حياة المدينة العصرية. وفي زمن لم يكن فيه تكييف الهواء معروفاً، كان يتم تبريد المباني من خلال شرفات عريضة ومربعة لتظليل الغرف الرئيسة ونوافذ مصنوعة من الحجر أو من الخشب المثقب التي تسمح بمرور الهواء البارد. إن الطابع البسيط والعملي لمباني القصر إلى جانب ألوانها والمواد الأولية المستخدمة يبعثان تأثيراً مريحاً وجميلاً بالغاً على نفوس الزوار. تراث أبوظبي تتمتع أبوظبي بتراث غني يضم مواقع تاريخية وقطع أثرية يمتد تاريخها من العصر الحجري إلى غاية أواخر العصر الإسلامي، وقلاع ومبان تاريخية من الطوب الطيني من فترات تاريخية وأساليب هندسية مختلفة، بالإضافة إلى مواقع ثقافية ذات مشاهد طبيعية مميزة وأبعاد اجتماعية عميقة. كما يتضمن تراث أبوظبي فولكلوراً متنوعاً وإرثاً شفهياً غنياً تناقلته الأجيال عبر الأزمان. وتوظف هيئة أبوظبي للثقافة والتراث جزءاً مهماً من مواردها في حماية هذا التراث الثقافي الغني والترويج له، مع السعي إلى إتاحته لكافة أفراد المجتمع. وتحتل عملية إنشاء المتاحف وإدارتها أهمية مركزية في خطط هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الرامية إلى تعزيز المعرفة لدى الزوار ودعم المتاحف باعتبارها مصدر إلهام لروادها. ومن خلال مجموعاتها التاريخية الغنية، تساهم المتاحف في فتح نافذة أمام العالم الحديث للاطلاع على تراث أبوظبي وتنوعه الثقافي. متحف العين الوطني وعلى مدى 30 عاماً، دأب متحف العين الوطني - وهو أقدم متحف في إمارة أبوظبي- على أداء هذه المهمة من خلال مجموعاته الأثرية والاثنوغرافية الغنية التي تستعرض أنماط الحياة التقليدية وتاريخ الاستيطان البشري في الإمارات العربية المتحدة. وقد انضم إلى هذا المتحف في الأعوام الأخيرة الماضية متحف قصر العين ومتحف جزيرة دلما بمجموعاتهما المتميزة التي تضم قطعاً أثرية خاصة وفريدة. افتتاح سلسلة من المتاحف تخطط هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لافتتاح سلسلة من المتاحف الجديدة على امتداد السنوات الخمس المقبلة، ويشمل ذلك متحفاً اثنوغرافياً ومتحفاً للثقافة البدوية، بالإضافة إلى التطوير الموسّع الذي يشهده موقع قصر الحصن التاريخي الكائن وسط مدينة أبوظبي. ومن خلال عرض وإتاحة هذه المجموعات الفريدة للعالم، تهدف هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إلى تعزيز فهم تاريخ أبوظبي واحترامه وتقدير التنوع الثقافي الذي تزخر به الإمارة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©