عواصم-وكالات الانباء: أعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس عن امله ''في أن ينجح الحوار'' مع ايران لحل الازمة التي سببها البرنامج النووي، في حين طرح كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني سلسلة شروط، من بينها عدم اتخاذ أي قرار في الامم المتحدة ضد طهران، مقابل عرض تعليق تخصيب اليورانيوم لمدة شهرين حسب ما أعلن دبلوماسي غربي· ومن جانبها، اعترفت الولايات المتحدة أمس بأنها تطبق معايير مزدوجة في تعاملها مع البرنامج النووي للهند ونظيره الإيراني غير أنها قالت إن سياساتها مبررة بسبب سلوك كل من الدولتين·
وقال شيراك اثناء مؤتمر صحافي في ختام قمة آسيا-اوروبا ردا على سؤال حول العرض الذي قدمته ايران، بحسب مصدر دبلوماسي، لتعليق تخصيب اليورانيوم مدة شهرين ''أعتقد أنه ينبغي دائما، في فترة الأزمات، الخروج منها بالحوار''· وأضاف ''ألاحظ أن هذا الحوار بدأ خصوصا بواسطة الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا الذي عقد لقاءين حتى الآن مع محادثه الايراني وسيجري لقاء ثالثا معه قريبا''· وقال شيراك ايضا ''آمل أن ينجح الحوار''·
وقد عرض كبير المفاوضين الايرانيين المكلف الملف النووي علي لاريجاني أثناء محادثاته مع الاتحاد الاوروبي في نهاية هذا الأسبوع في فيينا، تعليق تخصيب اليورانيوم لمدة شهرين، بحسب دبلوماسي في الاتحاد الاوروبي أمس·
قال دبلوماسي اوروبي إن لاريجاني عرض تجميد برنامج التخصيب النووي لمدة شهرين وذلك خلال محادثات مع سولانا· وقال الدبلوماسي وهو من احدى الدول الست التي عرضت حوافز على ايران من اجل تجميد برنامج تخصيب اليورانيوم ''عرض لاريجاني تجميدا مدته شهران·
إلا اننا لا نعرف اي تفاصيل عن موعد البدء وان كان قبل او بعد بدء المفاوضات مع ايران بشان حزمة الحوافز·
ونفت ايران ان تكون طرحت هذا العرض الا ان الدبلوماسي أصر على أن لاريجاني أدلى بهذه التصريحات·
وأعرب لاريجاني عن تفاؤله حيال نتيجة المفاوضات التي أجراها مع سولانا، في تصريحات ادلى بها لوكالة الانباء الايرانية مساء أمس الاول قبل مغادرته فيينا· وقال في ختام المفاوضات دامت يومين ان ''المفاوضات كانت بناءة في نظري ونظر سولانا للتوصل الى تفاهم· ولذا يجب ان تتواصل المفاوضات للوصول الى نتيجة شاملة اكثر''·
ومن جانبه، اعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي صباح أمس ان المفاوضات تبقى الخيار الافضل لتسوية الازمة المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني· وقال البرادعي للصحافيين في فيينا ''لا أزال أعتقد ان المفاوضات هي افضل خيار لإيجاد حل دائم''·لكنه اكد ايضا ان ''المجموعة الدولية قلقة من عدم احترام ايران لمطالب مجلس الحكام ومجلس الامن الدولي'' بتعليق تخصيب اليورانيوم·
ومن جانبها، اعترفت الولايات المتحدة أمس بأنها تطبق معايير مزدوجة في تعاملها مع البرنامج النووي للهند ونظيره الإيراني غير أنها قالت إن سياساتها مبررة بسبب سلوك كل من الدولتين·
وقال ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لدى سؤاله عما اذا كان اتفاق التعاون النووي السلمي بين واشنطن ونيودلهي قد يبعث برسالة خاطئة لإيران قال ''هل هناك ازدواجية في المعايير؟ أجل· يجب أن تكون هناك ازدواجية في المعايير''·
وكان باوتشر المسؤول عن شؤون وسط وجنوب آسيا في وزارة الخارجية في برلين لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بشأن موضوعات تتراوح من افغانستان الى الهند واسيا الوسطى·
وقال باوتشر ''حين تكون لدينا دولة تطرد المفتشين وتخرق التزاماتها وتتراجع عن تعهداتها وترفض القبول بالاتفاقات ويجب أن تعامل بطريقة تختلف عن دولة لها سجل جيد في مجال منع الانتشار وتريد أن تتماشى بدرجة اكبر مع المجتمع الدولي''· وأضاف أنه لا يعتقد أن إيران تحدد سياساتها بناء على كيفية تعامل واشنطن مع الهند·
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس بأنه لا يجوز وصف رد طهران على مقترحات السداسي بأنه مرض جدا ولكنه يبقي على فرصة للحوار· وأفادت وكالة الانباء الروسية ''نوفوستي'' بأن لافروف أكد على ضرورة أن تجري المحادثات - حول المشكلة النووية الايرانية ''في ظروف لا تترك لدى المجتمع الدولي أي مجال للشك في أهداف طهران''· وأشار إلى إمكانية أن تقلل طهران من تحركاتها الحادة·
ورفضت الحكومة الالمانية التعليق على استعداد إيران تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم بشكل مؤقت·
وقال متحدث باسم الخارجية الالمانية أمس إن سولانا أطلع وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير على نتائج مباحثاته مع علي لاريجاني بشأن الملف النووي مطلع الاسبوع الجاري غير أن الخارجية الالمانية لم تؤكد إذا ما كانت طهران قد عرضت بالفعل وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم لمدة شهرين· وأشار المتحدث في الوقت نفسه إلى عقد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل خلال الاسبوع الجاري·
فيما وجه زعماء 38 دولة أوروبية وآسيوية أمس نداء مشتركا من أجل حل دبلوماسي للازمة النووية مع إيران· وحث بيان صدر في نهاية قمة استغرقت يومين حضرها زعماء 25 دولة من الاتحاد الاوروبي و13 دولة آسيوية إيران على الرد بإيجابية على حزمة حوافز دولية تهدف إلى إرضاء طهران لوقف تخصيب اليورانيوم· وأشار الزعماء بقلق إلى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أفاد بأن طهران فشلت في تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم·
ودعوا إيران إلى قبول المقترحات المقدمة من الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي من أجل ''ترتيبات شاملة مع إيران تعتمد على الاحترام المتبادل وتحقيق الثقة الدولية في الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني''·
عدد اليوم
