الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

قمة الحُب

قمة الحُب
2 نوفمبر 2018 00:03

* الأجواء احتفالية، العيون كعادتها تطفح بالبشر والترحاب، والمحبة تملأ أرجاء المكان.
* أعرف هذه الأرض الطيِّبة وتعرفني، أحبها وأحس أنها تُبادلني ذات الإحساس الغامر بالإلفة.. جئتها شاباً يمور صدره بالطموح، وقضيت فيها أحلى أيام العمر، وآخيت فيها أشقاء لم تلدهم أمي، فتوثقت عُرى المحبة بيننا، واستطالت حتى بعد أن فارقتها عائداً إلى بلدي وأهلي، مخلياً لها حيزاً من القلب، لم يضق يوماً، بقدر ما توسع وازداد.
* وصلت أبوظبي، عروس الخليج وقيثارته الشجية فجراً، فأرخيت زجاج السيارة كي أتنسَّم أريجها العليل، وأتفحص ملامحها الوسيمة، وأمتع عيني بقسماتها الحلوة، وأستعيد بعض ذكرياتي الرقيقة معها.
* دخلتها أول مرة دامع العينين.. بكيت يومها حزناً على فراق الوطن والأهل والولد، وعندما أقلعت بي الطائرة في طريق العودة النهائية إلى الخرطوم ترقرقت المآقي حزناً عليها.
* انساب دمعي برغمي، غير آبهٍ بالمفارقة الغريبة.
* هنا يستوطن الحب المكان.. وهنا يستعيض المرء عن حنينه للوطن بدفء الزمان، وروعة الإنسان.
* هنا تبدو للأشياء قيمة ومعنى، وتتلاشى فوارق الجنسيات والسحنات، وتتأقزم المساحات، وتستبدل الجغرافيا بالحنين، ويستوطن الحب القلوب.
* هنا عايشت نقاء أبناء الإمارات، وتفحصت بهاء صدورهم، وطيب أصلهم، وحسن خلقهم، وخبرت عندهم معاني الاحتفاء بالضيوف، والشيء من معدنه لا يستغرب.
* اكتست دار زايد لون الحب للسودان، واحتضنت عملاقيه إلى صدرها الحنون، وفتحت أبواب الترحاب لهم، لتسير على درب القائد الراحل، الذي نتجمع اليوم لنحتفل بذكراه العطرة، ونستعيد فيوض حكمته التي استوطنت الأرض الطيبة، واتخذتها مسكناً ومستقراً ومقاماً.
* كان الشيخ زايد، رحمة الله عليه، محباً للسودان، حفياً بأهله، وعلى دربه سار أبناؤه البررة، ليعززوا معاني التلاقي بين شعبين شقيقين، تجمعهما المودة، وتشهق بينهما أعمدة الصداقة والوئام.
* لقاء المريخ والهلال في أبوظبي ليس مجرد مباراة في كرة القدم، وليس «ديربي» معتاداً، تكرر من قبل قرابة الأربعمائة مرة منذ بواكير عام 1934.
* سيحمل ديربي عملاقي الكرة السودانية طعماً خاصاً هذه المرة، وسيأتي مضمخاً بأريج المحبة، ومعجوناً بعطر المودة، لأنه سيحيي ذكرى عطرة، تأبى أن تموت.
* اليوم ستختلط العُمامة بالغُترة، وستجتمع الجلابية مع الثوب، وتخفق القلوب مع القلوب، وتتحدث المدرجات بكل لهجات العرب، وستشهد التغطية التلفزيونية طفرةً هائلةً، نرجو أن تقترن بإظهار الوجه الحسن للسودان، في الملعب والمدرجات.
* لم يخرج (كلاسيكو أم درمان) عن حدود عاصمة السودان إلا مرتين فقط، وتقاسم العملاقان الفوز في اللقاءين، فلمن ترجح الكفة في النزال الثالث؟
* نريد من فرسان المريخ والهلال أن ينصرفوا لإمتاع الجماهير، وإبراز مفاتن الكرة السودانية، وتأكيد عراقتها، ووصل ماضيها بحاضرها، لأن (قمة الحُب) لا تحتمل التعامل معها بلغة التوتر، التي سيطرت على ديربي مُعتق، يبلغ عمره زهاء (85) عاماً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©