الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صدام أمام المحكمة وشاهدة تطالب بتعويضات

12 سبتمبر 2006 01:25
بغداد- وكالات الانباء: رفعت المحكمة الجنائية العراقية العليا جلستها امس في محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين وستة من اعوانه بتهمة ارتكاب ''ابادة جماعية'' في قضية الانفال الى اليوم الثلاثاء · وادلت مقاتلة سابقة في صفوف البشمركة (القوات الكردية) بافادتها وطالبت بتعويضات من الجهات والشركات التي امدت صدام بالاسلحة الكيماوية خلال استئناف المحاكمة التي شهدت مشادات كلامية اصر خلالها صدام على انه لا زال رئيسا للبلاد، كما نفى ان يكون العلم الحالي للبلاد قد رفع خلال عملية ''الانفال''· وقال صدام ، بعد مشادة كلامية بين أحد أعضاء فريق الدفاع ورئيس المحكمة بشأن إطلاق الاول مصطلح ''الرئيس صدام حسين'' عليه فيما طالب رئيس المحكمة بعدم استخدام هذا المصطلح داخل القاعة، إن ''المتهم بريء حتى يدان وأنا لم تنتزع مني صفة صدام حسين رئيس دولة العراق من الشعب'' وإنما من الاميركان أعداء الشعب المحتلين''· وكانت المحكمة برئاسة القاضي علي عبد الله علوش العامري قد بدأت الجلسة الرابعة لمحاكمة صدام وستة من مساعديه في قضية مقتل 182 ألف كردي في عملية الانفال التي جرت على مدار عامي 1987-1988 وحضر جميع المتهمين إلى قاعة المحكمة كما حضر فريق الدفاع عنهم· وقدم عدد من محاميي الدفاع مطالبات لرئيس المحكمة للسماح بإعادة المحامين العرب الذين أبعدوا من قاعة المحكمة في الجلسات الماضية لممارسة أعمالهم ضمن فريق الدفاع استنادا للقوانين الدولية ذات الصلة·واستمعت المحكمة خلال الجلسة إلى إفادة طبيبة وكاتبة كردية مسيحية وتعمل كاتبة وتسكن حاليا في ولاية فرجينيا في الولايات المتحدة· وقالت الشاهدة إنها قيادية في الحزب الشيوعي وكانت مقاتلة في قوات البشمركة الكردية· وذكرت في شهادتها أن مقاتلات حربية عراقية قصفت منطقة كلي سيروا عام 1987 بقنابل كيماوية تسببت في حدوث حالات قيء واحمرار في العيون وإصابة عدد من النساء والرجال بحالات عمى جزئي وكلي فضلا عن آلام في البطن· كما روت الشاهدة تفاصيل حادثة أخرى وقعت في خريف عام 1988 في قرية كاني بلاف حيث قالت إنها شهدت قصف مقاتلات حربية عراقية للقرية بقنابل عادية· وعرضت خلال شهادتها صورا فوتوغرافية لاشخاص قتلوا أو أصيبوا بحالات مرضية خطيرة بينهم طفل رضيع وأطفال آخرون ونساء· وقالت الشاهدة: ''تم قصفنا بطائرات حربية عراقية تحمل أعلاما عراقية'' مضيفة بالقول ''نزح آلاف من الاهالي مع حيواناتهم إلى الاراضي التركية بعد القصف''· وقطعت المحكمة الصوت بعد أن طلبت الشاهدة الادلاء بمعلومات خاصة لا تود أن يسمعها الرأي العام حول القضية· ووجهت الشاهدة اتهامات لصدام حسين وعلي حسن المجيد ''وكل المنظمات والشركات الدولية التي زودت النظام العراقي السابق بهذه الاسلحة'' التي استخدمها وعندما تحداها المجيد الذي اشتهر باسم الكيماوي لعلاقته بهجمات استخدم فيها الغاز السام ردت كاترين بلهجة تنم عن مستواها الثقافي بسرد تفصيلي لاحداث وقعت عامي 1987 و1988 في شمال العراق· وبدت كاترين ميخائيل وهي في منتصف العقد الخامس من العمر بملابسها وشعرها المصفف شخصية مختلفة تماما عن شهود الادعاء الاخرين الذين ادلوا باقوالهم في المحاكمة التي بدأت قبل شهر وكان معظمهم مزارعين اكرادا يرتدون ملابس تقليدية· ودافع الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين خلال المحاكمة عن العلم العراقي، وقال صدام موجها حديثه للقاضي ''العلم المرفوع فوقك ورثناه ولم اخترعه'' مضيفا ان مساهمته الوحيدة فيه كانت اضافة كلمتي ''الله اكبر''· واضاف قبل انقطاع الصوت ''اتكلم معك كتلميذ في التاريخ لقد ورثنا هذا العلم ولم نرفعه خلال عملية'' الانفال· ورفض تحميل الشعب العراقي مسؤولية ماتعرض له الاكراد من اضطهاد · واستمر صدام في الكلام مدة خمس دقائق رغم انقطاع الصوت· وحضر صدام الجلسة مرتديا البدلة الغامقة على جري عادته وبرفقته جميع المتهمين الاخرين وضمنهم علي حسن المجيد احد ابناء عمومة صدام الملقب بـ''علي الكيماوي''· وخلال الجلسة اعلن احد محامي الدفاع عن صدام، وهو تونسي الجنسية، انسحابه من فريق الدفاع مبررا خطوته برفض رئيس المحكمة السماح له بالكلام· الا ان رئيس المحكمة القاضي عبد الله العامري رد قائلا ''ان القانون العراقي ينص على السماح للمستشارين الاجانب بتقديم النصائح لمحامي الدفاع الرئيسي فقط''· وقد غاب محامي الدفاع الرئيسي خليل الدليمي عن الجلسة ·وطلب عدد من محامي الدفاع مهلة جديدة مؤكدين ان الوقت ليس كافيا لاعداد ملفاتهم· وفي مستهل الجلسة، اعترض المحامي بديع عارف عزت، وكيل الدفاع عن المتهم فرحان مطلك الجبوري، على تصرف المدعي العام· ومنذ بدء المحاكمة في هذه القضية في 21 اغسطس الماضي، انعقدت جلساتها ثلاث مرات فقط· وقال مصدر اميركي مقرب من المحكمة انها ستعقد ثلاث جلسات خلال الاسبوع الحالي للاستماع الى ستة من الشهود الاكراد· ويحاكم في القضية علي حسن المجيد قائد المنطقة العسكرية الشمالية سابقا الذي اوكلت اليه مهمة تنفيذ الاوامر وصابر عبد العزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية السابق وهو متهم بانه احد ابرز المحرضين على حملة الانفال واحد منفذيها الرئيسيين· كما يحاكم ايضا طاهر توفيق العاني محافظ الموصل خلال حملة الانفال، وسلطان هاشم احمد الطائي وزير الدفاع السابق وقائد الحملة ميدانيا وكان يتلقى الاوامر مباشرة من علي الكيماوي· اما حسين رشيد التكريتي عضو القيادة العامة للقوات المسلحة والمقرب من صدام وفرحان مطلك الجبوري مدير الاستخبارات العسكرية في المناطق الشرقية، فهما متهمان بالمشاركة في الحملة· ويواجه المتهمون كلهم احتمال الحكم عليهم بالاعدام اذا ادينوا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©