السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام حريص على طهارة الإنسان

الإسلام حريص على طهارة الإنسان
2 أغسطس 2011 22:37
أودع الله عز وجل في المرأة من الخصائص ما يميزها عن غيرها، ومن ذلك الحيض وهو دم طبيعي يصيب المرأة في أيام معينة إذا بلغت. وكان اليهود في المدينة إذا حاضت المرأة لا يؤاكلونها ولا يجامعونها، فسأل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فأنزل الله قوله تعالى: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين) “البقرة 222 - 223”. ويقول الدكتور أحمد طه ريان الأستاذ بجامعة الأزهر: جاء في تفسير سورة البقرة أن الله تعالى أخبر عن سؤال الصحابة عن المحيض: هل تكون المرأة في حالتها بعد المحيض، كما كانت من قبل أم تجتنب، كما كان يفعل اليهود؟ فأخبر الله تعالى أن المحيض أذى، ومن الحكمة أن يمنع الله تعالى عباده عن الأذى فقط؛ ولهذا قال: (فاعتزلوا النساء في المحيض). حرص الشريعة والمتأمل في هذه الآية، يجد حقيقة حرص الشريعة الإسلامية على طهارة الإنسان ومراعاة شعور الزوج والزوجة وتجنيبها كل ما يضر دينياً وجسدياً ولما كان الحيض والدم من المرأة أذى أمر الله تعالى الرجل باجتناب إتيان المرأة في مكان حيضتها في تلك الفترة وبين سبحانه ما يجتنب منها وليس كما يفعل اليهود الذين جعلوا المرأة نجسة في فترة الحيض، فلا يأكلون معها ولا يجالسونها ولا يقربونها، لكن نجد الشريعة الإسلامية بينت كرامة المرأة ومراعاة شعورها حتى أثناء الحيض فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يباشر زوجته أمرها فأتزرت وهي حائض. بل كان يقول في المرأة الحائض “اصنعوا كل شيء إلا النكاح”، فإذا زال عنها هذا الطارئ في تلك الفترة المعتادة وانقطع الدم وتطهرت المرأة بعدها رجع الأمر إلى ما كان عليه من الحل والإباحة. وهذا يبين لطف الله بعباده وحرصه على صيانتهم عما يؤذيهم. وجاء ذكر الحائض في الأحاديث النبوية في مواضع كثيرة منها: عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: “كنت أرجل رأس رسول الله وأنا حائض”. وقالت: كنت أغتسل أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد كلانا جنب. وكان يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض. وكان يخرج رأسه إلى وهو معتكف فأغتسله وأنا حائض. وقالت: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نذكر إلا الحج فلما جئنا سرف طمثت فدخل علي النبي وأنا أبكي فقال: “ما يبكيك” قلت لوددت والله أني لم أحج العام قال: “لعلك نفست” قلت: نعم قال: “فإن ذلك شيء كتبه الله على بنات آدم فافعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري”. وعن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: سألت امرأة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله أرأيت إحدانا إذا أصاب ثوبها الدم من الحيضة كيف تصنع فقال رسول الله: “إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيضة فلتقرصه ثم لتنضحه بماء ثم لتصلي فيه”. يسر الشريعة والحيض لغة هو السيلان، يقال: حاض الوادي إذا سال وسمي دم الحيض بذلك لسيلانه. وقد عرف العلماء دم الحيض الذي يرخيه رحم المرأة إذا بلغت ثم يعتادها. فالمرأة إذا أدركت البلوغ يخرج منها في كل شهر هذا الدم، ويكون له أوقات معلومة ستة أيام أو سبعة أو أقل أو أكثر على حسب عادة المرأة. وإذا حاضت المسلمة امتنعت عن الصلاة لقوله - صلى الله عليه وسلم: “أليس إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم؟”، وهى سنة عامة على نساء العالمين قدرها الله، وهذا لا يعني أن تقطع المرأة صلتها بذكر الله؛ لأن بعض النساء عند قدوم الحيض ينقطعن عن قراءة القرآن مع أن الشرع يسر لهن أبواباً كثيرة للحصول على الحسنات وترطيب اللسان وإنعاش القلب بذكر الله ومدارسة القرآن. إنعاش القلب بذكر الله يجوز للمرأة أن تقرأ أذكار الصباح والمساء أثناء الدورة الشهرية، وتقرأ ما تحفظ من القرآن دون أن تمس المصحف، فإذا انقطع عنها الدم أمسكت عن القراءة حتى تغتسل؛ لأنه أصبح باستطاعتها رفع الحدث الأكبر عنها فحكمها حكم الجنب، أما قبل ذلك فليس باستطاعتها رفعه، وبإمكانها أن تقرأ الأحاديث النبوية والأدعية المأثورة وكتب العلم. ويحرم عليها الصلاة والصوم والطواف والوطء.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©