الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خلفان الشيبة حفظ القرآن الكريم في صغره وتعلم من تجارب الوالدة

خلفان الشيبة حفظ القرآن الكريم في صغره وتعلم من تجارب الوالدة
2 أغسطس 2011 22:33
عجمان درة ضمن عقد الإمارات اللؤلؤي، وكان رجالها يعملون في مهن مختلفة، مثل صيد السمك واللؤلؤ والتجارة على ظهور السفن الخشبية ذات الأشرعة والمجاديف الضخمة، ومنهم من عمل في الجلافة أو القلافة وهي صناعة تلك السفن، والبعض طواش وهو تاجر اللؤلؤ الذي يبيع ويشتري تلك الدرر الثمينة، وأجمل ما في تلك الحياة أن كل أهالي الإمارة شأنهم شأن بقية الإمارات، لابد أن يلتقوا ببعضهم يومياً، ويجلس الصغار مع الكبار في مجلس لتعليم الأدب والأخلاق، كما تتعلم خلاله الأجيال الحالية من السابقة المهن أيضاً. البيوت كانت من الطين وصخور البحر ومن جذوع الأشجار والنخل، ضمن المشاهد اليومية يكبر أبناء عجمان في مدرسة الدروس العملية، وفي عام 1942 ولد خلفان عبدالله الشيبة النعيمي الذي عمل في منصب الأمين العام السابق في الدورة الثانية للمجلس الوطني الاتحادي، وكانت عائلة تعيش في الفريج الوسط في عجمان وقد عمل والده غواص وفي الغالب كانت الجيران هم من رفقاء المهنة، ولذلك وجد خلفان الأصدقاء ومنهم سلطان بن جبران وأبناء الحاج علي وعبدالله بن حميد وقد عمل في الشرطة فيما بعد. وجد خلفان أن والدته مثل أي سيدة في الحياة من المكافحات قديماً في الحياة لأجل أسرتها، وكانت تعمل ليل نهار في بيتها لتقدم للأسرة الوجبة الساخنة والملابس النظيفة والمسكن الهادئ، ومن وجهة نظره: يجب أن تكون المرأة من اللاتي يتقن إدارة شؤون البيت، ولذلك فإن غالب الأسر حين يطلبون لأبنائهم زوجات، يحرصون على الزوجة التي عندما تكون قرب عمتها والدة زوجها، تبرز مهارتها في تقديم العون والمساعدة دون أن تنتظر أن يأمرها أحد. وضعته والدته وهو في عمر السابعة في مدرسة الراشدية في عجمان، ولا يزال يذكر معلمه ناصر بن عبيد حتى اليوم، كما يعتبر نفسه من الأطفال شديدي الهدوء الذين ينبذون الشغب، وفي الوقت ذاته كان يهوى الاجتهاد فقد تعلم من والدته أن والده مهنته الغوص وشقيقه الأكبر مهنته الغوص أيضاً وأن مهنته هو أن يكون طالبا ناجحا، ولذلك كان يذهب لمدرسته وحيدا وهو سعيد ولم يكن من الذين يتذمرون. الكتابة والحساب خلال سنتين كان قد حفظ القرآن وتعلم الكتابة والحساب، وقد أقيمت له في المدرسة حفلة لكونه من حفظة القرآن الكريم، ولكنه ترك تلك المدرسة لأنه لحق بوالده إلى مملكة البحرين، وكان شعور خلفان ما بين الفرح بالسفر والحزن على ترك بلاده ووالدته وكل من أحبهم ومن أحبوه، وكان الحنين قطرات من الغصة التي تؤلمه كل يوم عند كل وجبه يتناولها بعيداً عن الديار. عاش خلفان الشيبة مع والده في البحرين مدة أربعة أشهر ثم توجهوا إلى الدمام في المملكة العربية السعودية، وقد عمل والده في بداية الأمر في دكان حيث كانت التجارة تشهد عصرها الذهبي، لكن لم يدم الحال لأن والده قرر أن يسافر إلى دولة الكويت، وكان خلفان قد بلغ الثالثة عشرة من عمره، وعندما وصلوا إلى الكويت تقدم لوظيفة في دائرة الأشغال ولأنه يجيد القراءة والكتابة والحساب وجد نفسه وقد بقي هناك عاما كاملا، ثم أخذ إجازة ليسافر لقضائها مع الأسرة وكان السفر قد تطور فحصل على تذكرة في إحدى البواخر. ملف الذكريات من بين الذكريات التي لا تزال محفورة في ذاكرته، ذلك الموقف الذي سبب له الكثير من القلق حين تم التدقيق على أوراقه الثبوتية، فوجد أنه لم يكن يحمل إقامة سارية لذلك تعرض للتوقيف وأرسل إلى شخص مسؤول يذكره حتى الآن اسمه حمد عبدالرحمن، وقد شرح له خلفان الموقف بكل صدق، لذلك عمل ذلك الرجل على مساعدته، وكان لوالد خلفان دور في التأثير حيث رافقه إلى المسؤولين، وقد أثبت ذلك الرجل أنه صاحب نفس طيبة وروح مرحة، لأن الحوار أخذ طابع الطرافة، وفي نهاية الأمر طلب منه دفع غرامة تساوي ثلاثمائة وخمسين درهماً، مقابل أن يكون مواطنا مقيما بصورة مشروعة في دولة شقيقة. ويقول الشيبة إن راتبة في دائرة الأشغال بالكويت، كان يعد مبلغا كبيراً، لذلك بقي في دائرة الأشغال أحد عشر عاما وفي نهاية كل سنة كان يسافر للأهل في الإمارات، وربما يظن البعض أن المال والسفر كان الهدف لخلفان، لكن كانت الحقيقة أن ذلك الشاب اليافع الهادئ، يعمل ويكمل تعليمه في مدارس الكويت خلال تلك السنوات، وقد اجتهد حتى وصل لنهاية الصف الثاني الثالث الثانوية، ثم قرر العودة للإمارات وسجل في إحدى مدارس إمارة أبوظبي وحصل على الثانوية العامة. ورداً على سؤال لماذا سجل في إمارة أبوظبي ودرس فيها؟ أجاب خلفان الشيبة أنه أراد أن يكون موظفا يعتمد على نفسه وأن يكون ممن يساهمون في تأسيس الدولة وهي على عتبة البناء والنهضة، لذلك قدمت له الدولة الدعم، وقامت بمنحه بعثة دراسة إلى جمهورية مصر العربية، كي يعود لها جامعيا، وكانت الدراسة في جامعة عين شمس ومنها نال شهادة الليسانس في الآداب. عن تلك الفترة في مصر يقول إن معرفة الشارع بالخليج العربي كانت معرفة مشوشة حيث لديهم معلومات خاطئة من جهات أو أفراد لا يتحرون دقة نقل المعلومات التي يسطرها التاريخ، وقد عمل خلفان على تصحيح بعض المعلومات، ولم يكن هو وحده من فعل ذلك إنما كان ذلك دور الكثير من طلبة الإمارات في الخارج، حيث كانوا سفراء دولتهم. من المواقف التي حدثت له في مصر ذلك الموقف الذي شاركه فيه رفيق دربه أحمد عتيق الجميري وكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية سابقا، حين ذهبا ذات يوم للنزهة إلى برج الجيزة، ولسوء الحظ بعد انتهاء الجولة استقلا المصعد مع أحد الضباط الذي تصادف وجوده عند دخول المصعد، فحدث خلل بسبب الكهرباء فهوى بهم المصعد، وكانت لحظات رهيبة ولكن الله حمى الجميع، حين توقف المصعد أمام مخرج عند الدور الرابع، فقام ذلك الضابط بمساعدتهم بالضغط على الباب كي ينفتح وقال لهم إنهم محظوظون لأنه توقف عند مخرج وليس عند حائط مسدود. حاول خلفان أن يجمع ما بين الوظيفة في الإمارات وبين إكمال تعليمه الجامعي، لذلك بقي في مصر في أول عام ثم سجل في نظام الانتساب، لأنه وجد أن المنهج لم يكن بحاجة لتفرغ تام، عاد ليعمل في وظيفة أمين مكتبة في المجلس الوطني، وحرص على العمل بجد واجتهاد وذلك تدرج في الوظائف، حيث شغل منصب مسؤول الجلسات، ثم رئيساً للقسم الإداري وكانت الدولة خلالها تمر بمراحل من الأحداث المهمة وإصدار عدد كبير من القوانين في جميع قطاعات الدولة، مثل التقاضي والخدمة المدنية والتشريعات، في وقت كان فيه ثاني بن عبدالله بن رحمة رئيسا للمجلس، وكان خلفان موظفا وفي الوقت نفسه يواصل تعليمه الجامعي، حيث كان في السنة الثالثة عام 1974 وهو العام الذي تزوج خلاله. وكان خلفان يرغب في الحصول على رسالة الماجستير في الدراسات الإسلامية التي كان قد سجل لها، لكن واجه الكثير من المصاعب بسبب حاجة الدولة للاعتماد على كل مواطن متعلم لديه الخبرة في مجال عمله، لذلك فضل التفرغ للعمل في المجلس الوطني، وطوال تلك السنوات كان يعيش ما بين إمارتي أبوظبي وعجمان، حتى وصل لمنصب الأمين العام للمجلس الوطني. ? الحاجة إلى الاستقرار في عام 1994 أصيب خلفان عبدالله الشيبة النعيمي بجلطة خلال عمله، وقد انصرف للعلاج وواجه صعوبة في التخلص من آثار الجلطة، وفي الوقت نفسه كان قد شعر بحاجته للاستقرار إلى جانب أسرته بعد سنوات قضاها في التنقل والعطاء، فطلب التقاعد وتفرغ للعمل التجاري الحر.
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©