لا ينبغي أبداً التراجع عن حق المواطن العالمي الحالي في معرفة وضع الحريات حول البشر في أيّ مكان، من أجل أنّ ذلك هو جزء لا يتجزّأ من معركة حقوق الإنسان بما هو إنسان، نعني من معركة الديمقراطية، حتى ولو كان ذلك في صيغة فقيرة أو هشّة أو مترددة أو حتى شبه مستحيلة، لكنّ نشر المعلومة المرعبة- معلومة القتل أو الموت التكنولوجي- لا علاقة له بحقّ المعرفة، بل هو جزء من سياسة واسعة النطاق للتحكّم في مؤسسة الموت في أفق الإنسانية الحالية.
كلّ الدول تعوّل على قنواتها كي تسرّب أقداراً وجُرَعاً معيّنة من أخبار الموت حتى يبقى الحيوان البشري تحت شروط التحفّز الصناعي للمواطنة الحديثة: مواطنة الهوية الموجّهة عن بُعد.