عرضت بعثة الآثار المحلية في إدارة الآثار في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة نتائج ومناقشة آخر أعمال التنقيب والمكتشفات الأثرية التي تحققت في إمارة الشارقة، في عدد من المواقع الأثرية خلال المؤتمر السنوي للدراسات العربية في دورته الخامسة والأربعين، في المتحف البريطاني الذي انعقد للفترة ما بين الثامن والعشرين حتى الثلاثين من الشهر الماضي، ويعنى المؤتمر بشكل خاص بالدراسات والأبحاث التاريخية، وعرض آخر المكتشفات الأثرية الخاصة بمنطقة الخليج والجزيرة العربية، وقد شارك في هذا المؤتمر الدكتور صباح جاسم رئيس بعثة الآثار المحلية في إدارة الآثار في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وعدد من الآثاريين رؤساء بعثات التنقيب الأثرية الأجنبية العاملة في إمارة الشارقة.
وسبق أن دلت المكتشفات على وجود طبقات مهمة في موقع مليحة الأثري تعود إلى مبان فخمة ضمت بين أنقاضها لقى ذات مصادر خارجية، توافرت نتيجة التبادل التجاري مع جنوب وادي الرافدين ومنطقة حوض البحر الابيض المتوسط والهند وباكستان منذ أواخر القرن الثالث ق.م، وقد دل التنقيب على أن موقع مليحة كان قد تعرض لحوادث عنف أدت في النهاية إلى هجره ورحيل سكانه عنه في القرن الثالث الميلادي.
أما في تل الأبرق فقد كشفت تنقيبات الموسم الأخير عن وجود جدار دفاعي ضخم يحيط بمنطقة الاستيطان الرئيسية، إضافة إلى لقى أثرية مهمة تؤرخ للعصر البرونزي الممتد من الألف الثالث وحتى نهاية الألف الأول ق.م.
وتم أيضاً استعراض نتائج حملات التنقيب المكثفة التي جرت في منطقة جبل فاية خلال المواسم الأخيرة، وهو ما كشف عن وجود مستوطن يعود إلى العصر الحجري الحديث وقد أشارت نتائج تحليل الكاربون المشع إلى فترة تاريخية بين 4800 و4200 ق.م ، وشملت المكتشفات بقايا استيطان منزلية وأدوات مصنوعة من حجر الصوان ومواد الزينة وبقايا حيوانية ونباتية، وهي قيد التحليل والدراسة في الوقت الحاضر.
كما ألقيت بحوث وأوراق عمل أخرى تخص أقطار المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر وعمان واليمن وعدد من الدراسات المتعلقة بمدينة البتراء في الأردن. وشهدت أروقة المؤتمر حضور عدد كبير من المهتمين والباحثين في شؤون التاريخ والآثار وطلبة الجامعات من العرب والأجانب.
عدد اليوم
