الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التنين»يرفع «الفيتو الأصفر» في بلاد «الكنجارو»!

«التنين»يرفع «الفيتو الأصفر» في بلاد «الكنجارو»!
20 يناير 2015 21:50
سيدني (أ ف ب) قد تكون الصين من أقوى الدول اقتصادياً وأكثرها كثافة للسكان، لكنها عجزت حتى الآن عن فرض نفسها كلاعبة مؤثرة في كرة القدم القارية والعالمية على حد سواء، ما جعلها تعمل جاهدة لكي تكون قوة كروية يحسب لها الحساب. لقد أثبتت الصين في أستراليا خلال مشاركتها الحادية عشرة في نهائيات كأس آسيا أنها حققت تقدماً كبيراً، وأبرز دليل على ذلك فوزها بمباراتيها الأوليين للمرة الأولى منذ 1988 ثم إنهاؤها الدور الأول بالعلامة الكاملة للمرة الأولى في تاريخها. ولا يزال الصينيون يتحسرون على ضياع الحلم على أرضهم عام 2004 حين وصلوا إلى المباراة النهائية قبل أن يخسروا أمام اليابان 1-3، لكن الفرصة متاحة أمامهم الآن لكي يكشروا عن أنيابهم ويصدموا القارة من خلال إقصاء أستراليا المضيفة عندما يتواجهون معها غداً في الدور ربع النهائي. نجح منتخب الصين في التأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2015 في أستراليا بعدما انتظر حتى نهاية مباريات الجولة الأخيرة من التصفيات. لكن الصين خالفت التوقعات في مجموعتها الثانية بعدما اعتقد الجميع أن المنافسة ستنحصر بين السعودية وأوزبكستان نظرا لتاريخ الأولى والمشوار التصاعدي للثانية في البطولة القارية. وقال «التنين» بقيادة مدربه الفرنسي آلان بيران كلمته وقلب الطاولة عليهما وضرب موعداً في الدور ربع النهائي مع نظيره الأسترالي بعدما ضمن تأهله وصدارته منذ الجولة الثانية وقبل تحقيقه فوزه الثالث على حساب كوريا الشمالية (2 - 1) وذلك من خلال فوزه على «الأخضر» 1 - صفر ثم على أوزبكستان 2 - 1. وكانت استعدادات المنتخب الصيني لنهائيات أستراليا واعدة إذ لم يذق طعم الهزيمة سوى مرة واحدة في 11 مباراة منذ يونيو الماضي بقيادة بيران الذي استلم المهمة قبيل الجولة الأخيرة من التصفيات أمام العراق حيث تأهلت الصين رغم الخسارة 1 - 3. وقد أصابت الصين حين قررت الاعتماد على خبرة بيران الذي قادها إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن وتحديداً منذ نهائيات 2004 على أرضها. وهناك مؤشرات واضحة على تقدم الكرة الصينية التي يبقى أفضل إنجاز لها تأهلها إلى مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، حيث ودعت من الدور الأول، وأبرزها تمكن جوانججو ايفرجراند بقيادة المدرب الإيطالي الفذ مارتشيلو ليبي من وضعها على خارطة الألقاب الآسيوية بتتويجه بطلاً لمسابقة دوري أبطال آسيا العام الماضي. ويخوض المنتخب الصيني نهائيات أستراليا مع 7 من لاعبي جوانجو إيفرجراند بينهم قائد «التنين» جي جنج، اللاعب الوحيد في تشكيلة الـ23 لاعباً الذي يتجاوز الثلاثين من عمره (34 عاما)، والمهاجم جاو لين (28 عاما) الذي ساهم بقيادة فريقه ليكون أول فريق صيني يتوج بلقب دوري أبطال آسيا بتغلبه في النهائي على أف سي سيول الكوري الجنوبي بفضل فارق الأهداف التي سجلها خارج ملعبه (2-2 ذهابا في سيول و1-1 إيابا). وقد أظهرت الصين منذ فترة طويلة قدرتها على الإبداع الرياضي وحصد الألقاب والميداليات في رياضيات مثل الجمباز والغطس وكرة الطاولة والبادمنتون وعلى إنتاج لاعبين مميزين في كرة السلة مثل ياو مينج ووانج جي جي أو حتى ألعاب القوى. لكن ورغم الأموال التي أنفقتها في الأعوام الأخيرة على مدربين ولاعبين أجانب، لم تتمكن كرة القدم الصينية من الارتقاء إلى المستوى المطلوب ووجود المنتخب الوطني في المركز السادس والتسعين عالمياً لا يرضي طموح بلد المليار نسمة. واتخذت الحكومة قرار تحويل صلاحيات الاهتمام بمسألة ترويج اللعبة لدى الشباب الصيني إلى وزارة التربية الوطنية وسحبها في الوقت ذاته من الاتحاد الصيني لكرة القدم الذي يتخبط بالكثير من فضائح الفساد. ويرى نائب رئيس الحكومة ياندونج ليو أن تطوير كرة القدم يبدأ من القاعدة إذا ما أرادت الصين الوصول إلى هدفها بأن تصبح بين كبار اللعبة في العالم. أما نائب عميد الجامعة الرياضية في بكين وينكيانج وو، فيقول في هذا الموضوع: «كرة القدم لم تكن يوما موضوع ترويج جدي في المدارس الصينية وذلك في ظل الانشغال الزائد بالتعليم المنهجي». وبدوره قال هيشون ليو، مدرب اللياقة البدنية في المدرسة الابتدائية في مدينة داليان (شمال-شرق البلاد): «كانت كرة القدم الصينية ستصل إلى مستوى عالمي لو تم ترويج هذه اللعبة بشكل أكبر في المدارس». ومن المؤكد أن الصين ورغم تقدمها السريع في المجالات كافة، لا تزال بعيدة عن جارتيها اليابان وكوريا الجنوبية على صعيد اللعبة الشعبية الأولى في العالم، إذ إنها لم تصل إلى نهائيات كأس العالم سوى مرة واحدة عام 2002 وخسرت مبارياتها الثلاث في وقت وصلت فيه كوريا الجنوبية إلى نصف نهائي تلك النسخة. وهذا الأمر لا يرتقي إلى طموح الصينيين ورئيسهم شي جين بينج الذي «طالب» بلاده بالتأهل ثم الاستضافة وصولا إلى الفوز بكأس العالم. وفي إطار تحقيق هذه الرغبة قرر الصينيون الاستعانة بخدمات خبراء على مثال الأميركي توم باير الذي لعب دوراً كبيراً في برنامج تطوير المواهب الشابة في اليابان. ويبقى معرفة إلى أي مرحلة وصل التقدم الصيني، على أقله على الصعيد القاري، عندما يخوض اختباراً حقيقياً صعباً أمام «سوكيروس» غداً في بريزبين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©