الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبد الرحيم سالم: الورش تثري مواهب المتدربين والمحترفين

عبد الرحيم سالم: الورش تثري مواهب المتدربين والمحترفين
18 أغسطس 2014 22:50
خرج معظم المشتغلين بالفنون الجميلة من الإماراتيين من ورش تدريبية نظمت إما من طرف جمعية الإمارات للفنون التشكيلية أو من قِبل وزارات وهيئات ثقافية في الشارقة وأبوظبي وسواهما؛ وفي السنوات الأخيرة تزايد عدد هذه الورش على نحو ملفت ما انعكس إيجاباً على المشهد الفني إذ تزايدت أعداد الفنانين الواعدين ونشطت الساحة بالمزيد من العروض الجديدة. هكذا أجاب الفنان عبد الرحيم سالم (مواليد 1955) عن سؤال لـ»الاتحاد» حول رؤيته للحراك التدريبي الذي دأبت على تنظيمه العديد من المؤسسات الفنية في السنوات الأخيرة. وذكر سالم، على هامش ورشة فنية أشرف عليها، مساء أمس الأول، تحت عنوان «الطباعة والغرافيك» بمقر جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، أن الورش التدريبية من التقاليد المهمة التي ميزت الساحة الفنية الإماراتية على مدى تاريخها. وقدم سالم للمتدربين، في بداية الورشة، معلومات تاريخية حول «الغرافيك» ومسار تطوره، مبرزاً خصوصيته الجمالية والأدائية، مشيراً إلى أن هذا الضرب الفني يتجلى في العديد من مرئيات حياتنا اليومية بخاصة في تلك المشاهد التي يُراد لها ان تلفتنا بتكويناتها البديعة، والمشكلة إما من الألوان، أو الصور، أو الكلمات. وقال الفنان الحائز جائزة الإمارات التقديرية 2008 إنه لمس تجاوباً من المتدربين ورغبة في التمكن من أدوات هذا الفن الذي يستلزم دقة وتركيز إلى جانب المهارة، مبيناً انه عمد إلى تدريبيهم على تقنيات التحكم في الخط واللون والظل عند شروعهم في الرسم على الأوراق التي قاموا بتهيئتها لشغلهم، مشيراً إلى الصعوبة التي تنطوي عليها تجربة الرسم على خلفية الورق بعد معالجته غرافيكياً. لكن، حتى مع الإخفاق في إنجاز رسومات على أسطح مهيأة كتلك، فمن الممكن استثمار الأعمال المخفقة في إنجاز قطع «كولاجية» ـ عن طريق القص واللزق ـ من الأوراق التي تمت طباعتها. ويقر سالم بأن الساعات المعدودة للورشة لا تتيح للمتدربين أن يتعلموا الكثير وخصوصا إذ تعلق الأمر بأشكال فنية معقدة مثل الغرافيك ولكنها تدلهم على الطريق، ويمكنهم أن يكملوا لوحدهم أو أن يستغلوا انتظارهم لفرصة تدريب ثانية باختبار قدراتهم في ما سبق لهم تعلمه. وحول الكفاية التي يمكن لفنان تشكيلي أن يحققها حين يحاول أن يكون مدرباً، حيث يتطلب الأمر الكثير من الحديث (النظري)، قال سالم: بالنسبة لي لقد عملتُ في حقل التدريس لمدة عقدين وبالتالي لا أجد أية صعوبات في أن أتولى التدريب في ورشة، ويختلف هذا الأمر من فنان للآخر إذ ان بعضهم يميل إلى أن يعمل أو من أن يتكلم. وذكر سالم ان الفائدة من الورش التدريبية لا تعود إلى المتدربين فقط إنما المدربين أيضا إذ بمقدار ما تتيح للطالب المتدرب فرصة مهارات جديدة هي تفتح آفاق جديدة للعمل لدى الفنان المحترف الذي يمكن ان يتأثر بلوحة ينجزها الطلاب أو بتعليق أو أي شيء من هذا القبيل. ولكن، هل يمكن للفنان الذي يشرف على ورشة عمل لمجموعة من الطلاب ان يأخذ قطعة فنية ينجزها كمثال أو نموذج للمتدربين في قاعة التدريب، بوصفها عملاً مبدعاً وقابلاً للعرض؟ يجيب: «بالطبع، وشخصياً لديّ تجارب عديدة في هذا الجانب، وكان آخرها حين أشرفت على ورشة لمجموعة من الأطفال ضمن مهرجان للتسوق، وبعد أن انتهت الورشة جمعت ما رسمه الأطفال وعندما تمعنته وجدت ان بمقدوري إنجاز عمل منه على تقنية الكولاج، وهو ما كان». وشارك سالم في ورشة فنية، أخيراً، ضمن فعاليات المهرجان السعودي ـ الإماراتي الذي شهدته مدينة أبها مطلع الشهر الجاري، وبمشاركة فنانين من الدولتين، وذكر أنها كانت تجربة مهمة لتبادل الخبرات: وبالرغم من ان تشابه الثقافتين إلا ان الورشة أتاحت لنا ان نقف على حساسيات متباينة في العمل الفني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©