محمد بن زايد يشهد محاضرة حول صناعة الطيران في أبوظبي

شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مجلسه الرمضاني مساء أمس الأول محاضرة للمهندس حميد عبدالله الشمري المدير التنفيذي لوحدة صناعة الطيران في شركة مبادلة للتنمية بعنوان “ستراتا” وصناعة الطيران في أبوظبي من الرؤية إلى الواقع“ حول دخول شركة ستراتا الوطنية وصناعة الطيران في إمارة أبوظبي في مجال التنافس العالمي لتصنيع المواد المركبة للطائرات من خلال عقود رئيسية بقيمة 7,1 مليار درهم حتى نهاية عام 2026 . كما شهد المحاضرة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي وعدد من كبار الشخصيات والمهتمين بصناعة الطيران إلى جانب مجموعة كبيرة من المنتسبات إلى مصنع ستراتا. وركز المهندس حميد الشمري في محاضرته على أهمية صناعة الطيران اقتصاديا واجتماعيا تماشيا مع رؤية أبوظبي 2030 وعلى الأهداف الاستراتيجية لشركة ستراتا ومخططها الزمني للتنفيذ والتوطين والمنتجات التي قدمتها للشركات العالمية. إحصاءات وبيانات كما قدم المحاضر بعض الإحصاءات والبيانات الاقتصادية مع عرض لمشروع نبراس والرؤية المستقبلية لصناعة الطيران، مشيرا إلى أن حجم الاستثمار الكلي للشركة بلغ مليار درهم ومن المتوقع أن يصل إجمالي الإيرادات بحلول 2016 إلى 6?8 مليار درهم. لكن المحاضر شدد على أن الاستثمار في الطاقة البشرية أهم بكثير من الاستثمار المادي، حيث إن المصنع يهدف إلى تحقيق نسبة توطين تصل إلى 50 بالمائة بحلول عام 2015، موضحاً أنه تم تدريب ما يزيد على مائة مواطن من مهندسين وفنيين للعمل في هذا المجال الحيوي. وقال إن المخطط يسعى لأن يصل العدد إلى حوالي 220 مهندسا وفنيا خلال المدة المذكورة. ولفت في هذا الصدد إلى أن مجمع صناعة الطيران في مدينة العين يدعم جهود التوطين من خلال إيجاد 700 .10 وظيفة جديدة يشكل المواطنون فيها نسبة 50 في المائة. وكان المهندس حميد الشمري قد أشار في بداية محاضرته إلى أن الناقلات الجوية الرسمية للإمارات وهي طيران الاتحاد وطيران الإمارات وطيران العربية هي المشغل الرئيس للطيران في المنطقة كما أن صيانة الطائرات أيضاً ساهمت في التفكير بتنفيذ هذا المشروع كجزء من مصادر تنويع الدخل. وقال إن رؤية أبوظبي 2030 نصت على إنشاء هذه الصناعة التي تتوفر لها مقوماتها الثلاثة المتمثلة في رأس المال العالي والطاقة ذات الأسعار الأفضل والعنصر البشري، مشيراً إلى أن الدولة تحتاج في هذا المجال إلى الاعتماد أكثر على عامل التكنولوجيا حيث يمكن لثلاثة مهندسين مواطنين مثلا تشغيل مصنع يدار بالتكنولوجيا ويوفر مئات الملايين من الدراهم. وأشار المحاضر إلى أن صناعة الطيران ومبيعاتها خلال 20 سنة القادمة ستصل إلى أربعة تريليونات دولار ولذلك لابد من الدخول في هذا المجال الاستثماري الكبير، خاصة أن الدولة تقع جغرافيا في منتصف الطريق تقريبا بالنسبة للمسافرين من كافة أنحاء العالم، حيث يمكن الوصول إلى 60 في المائة من مناطق العالم في ست ساعات فقط “أي أن العالم يدور حول أبوظبي ولذلك لابد من الاستحواذ على عمليات تجارية في هذا المجال” . وأضاف أن الطلبات المؤكدة على الطائرات من مختلف دول العالم منذ 2011م وحتى 2030 بلغت 500 .33 طائرة وان طلبات منطقة الشرق الأوسط وحدها تبلغ 500 .2 طائرة خلال الفترة نفسها. وبعد أن أشار إلى أهمية توظيف العنصر النسائي في صناعة المواد المركبة لهياكل الطائرات كهدف استراتيجي بالنسبة لشركة ستراتا قدم لمحة حول تطور هذه الصناعة التي كانت تشكل نسبة 5 بالمائة عام 1975م ثم أصبحت 50 بالمائة عام 2008م وتوقع أن تصل إلى 80 بالمائة عام 2030م. وقال إن هذه المواد المركبة تستخدم لتقليل وزن الطائرة وبالتالي توفير الوقود وزيادة العمر الافتراضي للطائرة وزيادة قوة هيكلها ..مضيفا ان نسبة هذه المواد في طائرات البوينج 787 بلغت 50 بالمائة من الهيكل الإجمالي و52 بالمائة في طائرات إيرباص 350 أيه. هياكل الطائرات وأكد المحاضر أن ستراتا تصنع هياكل الطائرات من المواد المركبة لسبع طائرات من إيرباص وبوينج و “إيه تي آر”، مشيرا إلى أن الشركة وقعت عقودا لمدة 20 عاماً مع إيرباص 330 أيه و340 لتوفير 900 شحنة من الأسطح الخارجية لرفارف الأجنحة بمعدل عشر شحنات كل شهر. وقال المحاضر إن الشركة وقعت مع إيرباص 380 إيه عقودا لمدة 30 عاما لتزويدها 290 شحنة بمعدل ثلاث شحنات كل شهر إضافة إلى تزويد إيرباص 340 إيه و 330 إيه بـ700 شحنة من أجزاء تخفيف الرفع ضمن عقد لعشرين عاما بمعدل عشر شحنات كل شهر. كما أشار إلى العديد من الشحنات الأخرى للمواد المركبة للجنيحات وتجميعها وكذلك البرامج الخاصة للعديد من شركات الطيران ضمن عقود مختلفة. وأكد أن حجم الاستثمارات المالية بلغ 850 مليون درهم وان إجمالي العقود الرئيسة التي تمتد حتى عام 2026 لشركة بوينج وحتى عام 2020 لشركات أخرى يصل إلى 7?1 مليار درهم وان الإيرادات التراكمية تصل إلى 6?8 مليار درهم بحلول عام 2020. ولفت إلى أن القيمة المتوقعة لقطاع تصنيع الطائرات التجارية عالميا تبلغ 4?1 تريليون دولار على مدى السنوات الـ 20 المقبلة، مشيرا إلى أن الدراسات التي قامت بها الشركة تبين جدوى مساهمة شركة مبادلة في هذا المجال وتحقيق عائد مناسب منها إضافة إلى توفير 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في مدينة العين بحلول 2030 . وقال المحاضر إن رؤية “ستراتا” تتمثل في أن تصبح المزود الرائد لمكونات صناعة الطيران والشريك المفضل من قبل مصنعي المعدات الأصلية وأن تقود صناعة الطيران في إمارة أبوظبي مع الحرص على تقديم عوائد مستدامة للمساهمين. الطاقة البشرية وفيما يتعلق بالطاقة البشرية اكد المحاضر أن ستراتا تهدف إلى أن تتضمن القوة العاملة لديها 30 بالمائة من مواطني الإمارات مبدئيا إلى أن تصل إلى 50 بالمائة بحلول عام 2015 حيث يبلغ عدد الموظفين حاليا أكثر من 450 موظفا كما تقوم ستراتا حاليا بتدريب وتأهيل ما يزيد عن 100 موظف إماراتي ضمن برنامج ينفذ داخل الدولة وخارجها. وتحدث عن سبب اختيار مدينة العين لهذه الصناعة الرائدة في المنطقة حيث إنها تحتوي على جامعات ومعاهد توفر المهندسين المستقبليين لهذه الصناعة، مشيرا إلى أن المصنع الذي أنشئ عام 2009م قام بعد تسلمه بشهرين بتسليم الشحنات حسب العقود المبرمة. كما انه أثبت للعالم القدرة الإماراتية على التصنيع والحفاظ على الجودة والسعر التنافسي. وأكد أن الهدف هو المساهمة في سوق الطيران والاستحواذ على نسبة 10 إلى 20 في المائة من عمليات التصميم الخاصة بالطائرات وصناعة هياكلها وخاصة البوينج والإيرباص. تجميع أول طائرة رجال أعمال بالكامل في 2020 قال المهندس حميد عبدالله الشمري المدير التنفيذي لوحدة صناعة الطيران في شركة مبادلة للتنمية في رده على أسئلة الحضور، أن مصنع “ستراتا” بمدينة العين سيبدأ في تجميع أول طائرة رجال أعمال بالكامل في الفترة بين عامي 2018 و2020 من خلال شراكة ستراتا مع شركة بياجيو الإيطالية وذلك في إطار رؤية أبوظبي 2030 لبناء مجمع متكامل لصناعة الطيران. وأشار إلى أهمية البحث العلمي والإعداد الطويل للباحثين العلميين في مجال صناعة الطيران على وجه التحديد مؤكدا وجود تنسيق مع مؤسسات التعليم العالي في الدولة في هذا المجال كما اكد أن استمرار الطلب على منتجات المصنع مرتبط بالمحافظة على القدرة التنافسية من حيث الأسعار والتطوير في التكنولوجيا وأساليب العمل في المصنع. وفيما يتعلق بالتركيز الإعلامي على هذه الصناعة الجديدة التي تخوضها إمارة أبوظبي أكد المحاضر أن الموضوع تخصصي وان مكانه هو المجلات المتخصصة الرصينة لأن قارئ هذا النوع من الأخبار متخصص أيضاً.