الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نفنوف السعادة

14 فبراير 2008 00:20
صلوا على محمد اللهم صل وسلم عليه في إحدى البلدان كان هناك رجل طيب يعيش عيشة هانئة مع زوجته، ولم يكن هناك ما ينغص حياتهما غير تأخر زوجته في الإنجاب حتى أوشك اليأس أن يستولي عليها· في يوم من الأيام وبينما كان الزوج وزوجته يجلسان في الدار يحلمان بطفل أو طفلة يرزقهما الله به يوما من الأيام، نذرت المرأة نذراً غريبا ألا وهو أنه إذا رزقها الله بطفلة فإنها ستطلب من زوجة السلطان وهي أسعد إنسانة في البلاد حسب اعتقادها، أن تخيط نفنوف ابنتها الوليدة (النفنوف هو فستان الفتاة)· وما هي أيام من النذر حتى حملت المرأة، ثم بعد شهور الحمل التسعة وضعت كما تمنت فتاة غاية في الجمال، وبعد انقضاء أيام النفاس الأربعين ذهبت المرأة إلى زوجة السلطان، قرعت بابها ودخلت وعرضت حاجتها قائلة: إنني نذرت نذراً أنه إذا رزقت بطفلة فإنها ستلبس نفنوفا تفصلينه لها أنت بالذات، لأنك كما أرى الوحيدة التي تتمتع بحياة سعيدة هانئة بلا هم ولا غم، لعل طفلتي تعيش مثل هذه الحياة، وها أنا ذا أحضر معي القماش لهذا الغرض· ابتسمت زوجة السلطان ورحبت بموضوع النذر· ثم مدت زوجة السلطان يدها لتتناول القماش، هنا دخل زوجها السلطان البيت، فلمح ما في يدها وسألها عما تفعل، وراح يعنفها على مرأى من زائرتها ويكيل لها السباب دون سبب، وما لبث أن انهال عليها ضرباً وهي تستجير وتتوجع، والمرأة تشاهد كل ذلك بدهشة واستنكار· غادر الزوج البيت فعادت الابتسامة إلى وجه الزوجة وقامت وأعدت طعام الغداء، ودعت المرأة الى مشاركتها ففعلت وهي صامتة متفكرة، وفيما هما تأكلان عاد الزوج وافتعل مشاجرة أخرى مع زوجته دون مبرر، وراح يلطمها عدة لطمات ثم انصرف، وتركها والدموع تجري على خديها وتتلف زينتها، وتفضح ما تعانيه من تعسف زوجها وقسوته· شعرت المرأة بالحرج، وهمت بمغادرة البيت فتشبثت بها زوجة السلطان طالبة منها البقاء والمبيت معها، إلا أن المرأة رفضت عرضها، واسترجعت القماش الذي أحضرته معها وتأهبت للخروج· فسألتها زوجة السلطان، باستنكار: لماذا لا تتركين القماش لأخيط لابنتك الثوب الزاهي الذي حدثتني عنه؟ ردت المرأة وهي تتخطى عتبة البيت خارجة إلى الخارج: أشكرك على كل حال·· ولكنني نذرت أن يخيط ثياب ابنتي أناس لا تكدرهم الهموم ولا تنغص حياتهم المشاحنات، ولكنني لم أجد عندكم ما تمنيته· والى الملتقى·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©