الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفريقيا وأفق التجارة مع الصين

25 يوليو 2012
حذر الرئيس الجنوب أفريقي"جاكوب زوما" يوم الخميس من أن الطبيعة غير المتوازنة لعلاقات أفريقيا التجارية الناشئة مع الصين، قد لا تكون"قابلة للاستمرار" في المدى الطويل. كان "زوما" يخاطب منتدى الصين- أفريقيا المنعقد في العاصمة الصينية بكين، بعد أن تعهد الرئيس الصيني بتخصيص مبلغ 20 مليار دولار لتقديمها كقروض لأفريقيا خلال السنوات الثلاث القادمة، مضاعفاً بذلك إجمالي المبلغ الذي كانت الصين قد وافقت على تخصيصه للقارة منذ ثلاث سنوات تقريبا في نفس المنتدى. وقال زوما في كلمته"لقد أظهرت أفريقيا التزامها بتنمية الصين من خلال إمدادها بالمواد الخام، وغيرها من المنتجات، ونقل التكنولوجيا". وأضاف لما سبق قوله":"ولكن هذا النمط غير قابل للاستمرار في الأمد الطويل، لأن تجربة أفريقيا الاقتصادية الماضية مع أوروبا علمتها أن هناك حاجة لالتزام الحرص عند دخولها في شراكات مع الاقتصادات الأخرى". وزوما يشير على ما يبدو لهموم بعض الدول الأفريقية بشأن الطبيعة غير المتوازنة لعلاقاتها التجارية مع الصين. ويشار في هذا الصدد إلى أن التجارة -في الاتجاهين - بين الصين وأفريقيا قد كسرت حاجز 166 مليار دولار العام الماضي، وأن الفائض التجاري كان لصالح أفريقيا بسبب صادراتها للصين من المواد الخام مثل النفط والنحاس وغيرهما من المواد التي تحتاج إليها الصين بشكل ماس في صناعاتها الآخذة في النمو والتطور. ومن ناحية أخرى تمثل الصين مُصدرا رئيسياً للبضائع الرخيصة تامة الصنع لأفريقيا مثل الإلكترونيات والملابس. وقد اتهم المنتقدون الأفارقة الصين بتبني نهج" نيو- كولونيالي" في التعامل مع القارة الأفريقية وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق باستغلال مواردها الطبيعية. وفي هذا السياق ترغب الكثير من الدول الأفريقية أن تقوم الصين باستيراد أشياء أخرى من أفريقيا غير الموارد. والصين تنظر إلى أفريقيا كحليف استراتيجي، وقد دفعت باتجاه أدوار أفريقية موسعة في الأمم المتحدة في نفس الوقت الذي قامت فيه بتشجيع شركاتها العاملة في مجال البنية الأساسية والموارد بالاستثمار في أفريقيا على نطاق واسع. ويشير الخبراء إلى أن الاستثمارات الصينية في أفريقيا، والتي قدرت بـ15 مليار دولار خلال العقد الأخير آخذة في النمو بسرعة، وأن الشركات الصينية قد باتت منخرطة في الوقت الراهن في إنشاء مشروعات بنية أساسية، عبر القارة تشمل المطارات، والسدود، والمناجم، ومزارع الرياح. وعلى الرغم من أن زوما قد أشار إلى المشروعات التجارية المحتمل تنفيذها في الأمد الطويل، إلا أنه خصص جزأ كبيرا من خطابه الذي ألقاه أمام الرئيس الصيني"هو جنتاو"، في امتداح التزام الصين"الثابت" بشؤون أفريقيا. يشار في هذا السياق إلى أن البلدين يرتبطان معا بعلاقات وثيقة في كافة المجالات، وأن جنوب أفريقيا قد انضمت العام الماضي لمجموعة"دول البريكس" الناهضة والتي تشمل البرازيل وروسيا والهند والصين، وأنها -جنوب إفريقيا- قد اجتذبت استثمارات صينية ضخمة، لتسويق نفسها كبوابة للدول الأفريقية الأخرى. وقال مسؤولون صينيون إن بلادهم قد قدمت مقترحات بعدة إجراءات هذا الأسبوع، للمساعدة على إعادة التوازن للعلاقات التجارية، شملت إلغاء الرسوم الجمركية- تقريبا- على طائفة واسعة من الواردات من جنوب أفريقيا، كما وعدت الصين أيضا بتنظيم عدد أكبر من المعارض التجارية (إكسبو) لعرض السلع والمنتجات الأفريقية في الصين. وعلى الرغم من الشركات الصينية قد استثمرت بكثافة في أفريقيا، إلا أن التجارب التي مرت بها تلك الشركات هناك لم تكن كلها إيجابية. وكانت أكثر لحظات تلك العلاقات مأساوية ما حدث العام الماضي عندما قام رئيس شركة صينية للتعدين في زامبيا، بإطلاق النار على 12 عاملا من عمال المناجم أثناء أعمال شغب. كذلك وجدت الصين نفسها عالقـة فـي وسط دوامة التغييرات السياسية التي حدثت العام الماضي في دول شمال أفريقيا، مما اضطرها لتعليق تنفيذ مشروعات بقيمة 4 مليارات دولار في ليبيا بعد سقوط معمر القذافي، وبعد اختطاف 29 عاملا وموظفا صينيا في السودان العام الماضي. وبالإضافة لتعهدها بتخصيص 20 مليار دولار لتقديمها لقروض للدول الإفريقية على مدى السنوات الثلاث القادمة، تعهدت الصين كذلك بالتركيز على التعاون في مجال الزراعة، والبنية الأساسية، والتبادلات الثقافية ومنح المزيد من المنح الدراسية للطلاب الأفارقة في الجامعات الصينية. وقال خبراء صينيون إن ذلك يثبت أن علاقات الصين بأفريقيا ليست علاقات نفعية انتهازية من جانب الصين وإنما علاقات تقوم على ركائز تاريخية راسخة. أحد هؤلاء الخبراء هو "زانج هيبين" الخبير في الشؤون الأفريقية بمعهد شنغهاي للدراسات الأفريقية الذي يقول " لقد استعادت الصين مقعدها في الأمم المتحدة بفضل مساعدة الدول الأفريقية، ولذلك فإننا لا يمكن أن ننسى أصدقائنا القدامى" وأضاف"هيبين":” سوف نظل أصدقاء جيدين وشركاء وأخوة لأفريقيا على الدوام، ونحن من جانبنا نشكر رجال أفريقيا ونساءها على دعمهم للصين في عملية التنمية". ليزلي هوك بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمات «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©