دبي - محمود الحضري:
أكدت مصادر عاملة في قطاع الطيران أن شركات الطيران الاقتصادي ستشكل في المستقبل الكبير اللاعب الرئيسي في النقل الجوي في كافة مناطق العالم خاصة في الرحلات الداخلية والرحلات القصيرة، مشيرين إلى أن منطقة الشرق الأوسط واحدة من المناطق الواعدة في العالم والتي تتميز بفرص كبيرة لنمو الطيران الاقتصادي· وطالب خبراء الطيران دول المنطقة بالتوسع في خدمات الطيران الاقتصادي باعتبارها المخرج الأمثل للتغلب على ارتفاع تكاليف التشغيل، وارتفاع أسعار الوقود، خاصة أن التقديرات تشير إلى أن تكاليف التشغيل في شركات الطيران الاقتصادي أقل من مثيلتها في الطيران التجاري بنسبة تترواح بين 30% و50%، وهو ما يمثل ميزة إضافية في التشغيل وضمن مجموعة من العوامل التي تسهم في التغلب على ارتفاع التكاليف، موضحين بأن الوقود وحده يستحوذ على ما بين 35% إلى 50% من تكاليف التشغيل الإجمالية لشركات الطيران·
وأكد المشاركون في مؤتمر الطيران الاقتصادي لدول مجلس التعاون الخليجي أمس، والذي تنظمه داتاماتكس أن معدل النمو في الطيران الاقتصادي عالميا قارب من 120% بين عامي 2005 و،2006 حيث تشير الأرقام إلى أن العام الجاري سيشهد 70 ألف رحلة منتظمة في الأسبوع مقابل 32 ألف رحلة في العام الماضي، وتستحوذ أميركا الشمالية على 52,8% من هذه الرحلات بإجمالي 37 ألف رحلة، وبلغت رحلات الطيران الاقتصادي في الشرق الأوسط 426 رحلة فقط، وبنسبة 0,6% وهو ما يمثل فرصة لتحقيق معدلات نمو عالية في السنوات القادمة· وأشاروا إلى أن الإمارات واحدة من أهم الدول التي حققت نقلة في الطيران منخفض التكاليف، من خلال اتباعها سياسة الأجواء المفتوحة، كما أنها شهدت تأسيس واحدة من أوائل الشركات في الرشق الأوسط تعمل بنظام الطيران منخفض التكاليف، في خطوة ستتلوها خطوات أخرى في المستقبل، وناقش خبراء الطيران في اليوم الأول للمؤتمر المُستقبل الاستثماري والمالـي لِشرِكات الطيران الاقتصادي، والاستراتيجيـات التنافسية لهذه الشركات، ومدى تأثير الطـيران الاقتصـادي على سوق الطيـران، والعوامل الكفيلة بجذب أفضـل الكوادر البشرية، ووسائل تحقيق أفضل مستويات من رضي العُمـلاء للخدمـات التي يقدمها هذا القطـاع·
وقال علي الكمالي رئيس اللجنة المنظمة في بداية أعمال المؤتمر: شهد العقد الاخير من القرن العشرين نموا كبيرا في صناعة الطيران المدني على مستوى العالم كافة، ولم يكن ذلك النمو في أي مكان أوضح مما هو عليه الحال في دول المنطقة حيث تتضاعف حجم حركة الطيران بفعل الموقع الجغرافي للمنطقة وأيضا الجهود المبذولة لتعزيز النمو في كافة القطاعات الاقتصادية كل هذه العوامل تضافرت لإحداث نمو كبير في مجال صناعة الطيران
وقال داريو ماجيلل مدير التسويق بشركة بوينج للطيران التجاري: يشهد قطاع الطيران الاقتصادي حالة من النمو الكبيرة في السنوات الأخيرة حيث بلغ عدد الرحلات المجدولة من هذا النوع من الطيران 70 ألف رحلة، مقابل 32 ألف رحلة في العام الماضي، بنمو تجاوز 118%، ومن بين هذه الرحلات 37 ألف رحلة في أميركا الشمالية، محققة معدل نمو 29%، بينما جاء النمو بنسب أعلى في أوروبا التي حققت 22 ألفا و136 رحلة بزيادة 300% عن العام الماضي، بينما بلغت الرحلات في الشرق الأوسط 426 رحلة وهي نسبة محدودة، نظرا لحداثة هذه الشركات في المنطقة والتي أمامها مستقبل كبير لنمو أكبر· وأوضح داريو أن الإمارات واحدة من الدول التي تطبق سياسة السموات المفتوحة ويتمتع سوق الطيران فيها بحرية عالية مما فتح المجال أمام دخول شركات الطيران الاقتصادي والمعروف بالطيران منخفض التكاليف، كما أن الإمارات من أوائل الدول التي أسست شركات تعمل في قطاع الطيران منخفض التكاليف، مشيرا إلى أن السعودية حققت هي الأخرى نقلة في هذه الصناعة، وكذلك الكويت، ومن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة نموا أكبر· وقال داريو: تشير الدراسات الى أن تكاليف التشغيل في شركات الطيران الاقتصادية بأنها أقل من مثيلتها في الشركات التجارية، وبنسب أقل تصل الى 35% و50 %، وهذا في حد ذاته يمثل عامل تشغيل يسهم في التغلب على تكاليف ارتفاع اسعار الوقود، موضحا بأن التوسع في هذه الصناعة مخرج رئيسي للمشاكل التي تعاني منها شركات الطيران الكبرى·
وناقش المؤتمر الدور الاقتصادي الاستراتيجي الذي تلعبه شركات وصناعة الطيران الاقتصادي في الأسواق العالمية التنافسية، والمبادرات الجديدة والتحديات المستقبلية التي تواجه هذه الصناعة، والدروس العالمية المستفادة لشركات الطيران والمشغلين والمتخصصين في هذا المجال في المنطقة·
عدد اليوم
