الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

بالصور..متاحف شخصية تبهر جمهور «سلطان بن زايد التراثي»

5 فبراير 2017 19:03
أحمد السعداوي (أبوظبي) يؤكد أبناء الإمارات اعتزازهم بتراث وتاريخ بلدهم، عبر كثير من الشواهد والفعاليات المستمرة على مدار العام التي تحتفي بالتراث الإماراتي وتلقى اهتماماً ودعماً على أرقى المستويات، ومنها مهرجان «سلطان بن زايد التراثي» الذي يحظى برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، الذي يوجه باستمرار توفير كل سبل الدعم والمساندة لإحياء التراث في نفوس الجميع، وفي الوقت ذاته يقوم أبناء الإمارات بمبادرات فردية تبرهن على عشق تراث الآباء والأجداد، ومنهم محمد سالم الزحمي وعبدالله المر الكعبي الذي أقام كل منهما متحفاً بجهوده الفردية، وعُرضت مقتنياته ضمن السوق الشعبي بالمهرجان، وأبهرت الجمهور بما احتوته من ألوان التراث الإماراتي، حيث يروي كل متحف مشاهد حية من تاريخ الإمارات القديم، على زوار الحدث التراثي الكبير المقام في منطقة الوثبة في أبوظبي وتستمر فعالياته حتى 11 من فبراير الجاري. متحف متنقل يقول محمد سالم الزحمي، إنه جاء من إمارة الفجيرة بصحبة متحفه المتنقل، الذي جمع مقتنياته عبر مسيرة استغرقت سنوات عدة، ليعرض من خلالها كيف كانت الإمارات قديماً حتى فترة ما قبل الاتحاد إلى أن صارت معالم النهضة وأبراج السحاب تزين أنحاء الدولة، بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم الرؤية الثاقبة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأشقائه مؤسسي الاتحاد وإخواننا الوافدين الذين ساعدوا على بناء الدولة. مشيراً إلى أنه يقوم بعرض مكونات المتحف الشخصي باللغتين العربية والإنجليزية على ضيوف المهرجان من الجنسيات الأخرى والأجيال الجديدة، ليتعرفوا إلى الجهد الذي بذله مؤسسو الدولة في إنشائها ووضع قواعدها بنجاح حتى نعيش في الرفاهية التي يشعر بها الجميع الآن. ويبلغ عدد المعروضات التي يطرحها على الزائرين، نحو ألف قطعة أثرية تتنوع بين العملات المتداولة قبل الاتحاد وبعد إعلانه، ومقتنيات نحاسية، وبنادق كانت تستخدم في الحروب وفي رقصات المناسبات، وسيوف، ودلال القهوة بأحجامها المختلفة مع تجربة حية لشرب القهوة العربية بنفس طقوس تقديمها قديماً، وهذه التجربة اجتذبت قطاعات كبيرة من الجمهور من الأجانب الذين حرصوا على تناول القهوة وفق أصول الضيافة الإماراتية، وكذلك تعريف الأجيال الجديدة على مراحل إعداد القهوة، وهناك صور لزيارات الوالد زايد، يرحمه الله، إلى إمارة الفجيرة وقيامه بتوزيع المساكن الشعبية على المواطنين. وكذلك صور لأول احتفالات بعيد الاتحاد وقيام الوالد زايد بممارسة اليولة في أثناء هذه الاحتفالات. المندوس والمدخن وهناك أيضاً نماذج من الأحجار الكريمة، والمناديس (جمع مندوس وهو صندوق خشبي يضع فيه أهل البادية احتياجاتهم الشخصية في ما يشبه الخزانة هذه الأيام)، والسحاحير (صناديق حديدية كانت تستخدم لنقل أغراض العروس لبيت الزوجية)، وخناجر متنوعة الأشكال. كما يقدم هدايا للزائرين توزع يومياً على مسرح المسابقات المقام على هامش المهرجان، وهي عبارة عن عطر يحمل صورة الوالد زايد مع تغليف العطر بألوان علم الإمارات. ويوضح الزحمي أن هذه المعروضات جزء من متحف كبير يضمه منزله في الفجيرة، ومن القطع المميزة التي يستمتع بمشاهدتها جمهور «سلطان بن زايد التراثي» خوذة معدنية عليها قَسم الولاء للدولة وقيادتها، والتي تعكس مع غيرها من المعروضات حب أبناء الإمارات للقيادة الرشيدة، وهناك سيوف مزينة بنقوش ماهرة تعكس الإبداع اليدوي لصانعيه، إضافة إلى نماذج متنوعة من الأدوات التي كان يستخدمها الناس في المجتمع الإماراتي القديم ومنها الهاون والرَّحى (لطحن الحبوب)، والمكحلة، والقدور بأحجامها المتنوعة، والسعفيات، والزرابيل (تشبه الجوارب كانت تُلبس قديماً في الأرجل، وتصنع الزرابيل من الخيوط المغزولة من الشعر والصوف)، وصواني نحاسية، والمدخن، والمرش (آنية من النحاس أو الفضة توضع فيها العطور) والذي يعتبر أصلاً من طقوس الكرم والضيافة في الدولة. عطاء جميل وهناك أشكال تراثية متنوعة استُخدمت قديماً استرعت انتباه الجمهور، ومنها المنز (سرير قديم مصنوع من الخشب كان يستخدم لنوم الأطفال الصغار ويعلق على سقف الغرفة ليسهل هز الطفل وإسكاته عند البكاء)، والعيبة (وعاء جلدي لنقل الأغراض على ظهور المطايا)، والخري (قدور نحاسية يعود عمرها إلى أكثر من مئة عام والتي تزداد قيمتها بمرور الزمن)، وقرع (لحفظ الحمضيات)، ونعال جلدية صُنعت يدوياً قبل عشرات السنين، وغيرها من المقتنيات التي تكشف عن جوانب كثيرة من حياة الأقدمين وتبرهن على أن أهلنا بذلوا الكثير ليحافظوا على هذه الأرض ويضعوا أساس دولة الإمارات منذ قديم الزمن، وهو ما يوجب علينا أن نحافظ على موروثهم الجميل والاعتناء به وتوصيله إلى الجميع عبر المتاحف الشخصية أو العامة والمهرجانات التراثية التي تستقطب أعداداً كبيرة من الزوار ليتعرفوا خلالها على تاريخهم بأساليب محببة إلى الجميع. «في حب زايد» أما الوالد عبدالله المر الكعبي، صاحب متحف «شواهد في حب زايد»، فيقول إنه يعبر عن شعوره بالفخر للمشاركة في التعريف بجزء عزيز من تاريخ الإمارات وهو المتعلق بالوالد زايد يرحمه الله، منوهاً إلى أنه يخطط لافتتاح متحف كبير في مدينة العين قريباً يضم كل ما استطاع جمعه من شواهد تاريخية عن الوالد زايد، باعتبار ذلك لمسة وفاء ومحبة لمؤسس الاتحاد الذي صنع مكانة خاصة له في قلوب العالم أجمع وليس أبناء الإمارات فقط، مصداقاً لعطائه الجميل لوطنه وأمته العربية والإسلامية. ويشرح الكعبي أن مشاركته تتضمن شواهد إعلامية عما كتبه العالم عن شخصية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وما زال يُكتب عنه في الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة، ولقاءاته المختلفة عبر زياراته، والمشاريع النهضوية الكبيرة التي أقامها على طول البلاد وعرضها، وأيضاً المشروعات التي أقامها في كثير من بلدان العالم، حيث زرع أشجاراً من الحب تجاه أبناء الإمارات نستظل بها حتى الآن تحت راية قيادتنا الرشيدة التي تستكمل ما بدأه الوالد الراحل من مسيرة خير وعطاء للإنسانية جمعاء. ونوه الكعبي إلى أن الشواهد التي جمعها عن الوالد زايد في تزايد مستمر ولا يمكن أن تتوقف عند حصر معين لها، لأنه يصدر عنه جديد بشكل يومي ويحاول الحصول باستمرار على نماذج من هذه الإصدارات أو المطبوعات التي تتناول سيرته وإنجازاته، مبيناً أنه تخطى الثلاثين عاماً في جمع شواهد عن الوالد زايد. منصة مفتوحةوأكد الكعبي أن مشاركته المتنوعة في مهرجان سلطان بن زايد التراثي وغيره من الفعاليات التراثية، تتيح له نشر معلومات وزرع ثقافة في نفوس الجميع من مواطنين ومقيمين ليعرفوا قدر حبنا ووفائنا للوالد زايد، وكذلك توصيل المعرفة الصحيحة للأجيال الجديدة عن تاريخ بلدهم، خصوصاً أن كثيراً منهم لم يعاصر فترة المغفور له، وبالتالي يعتبر متحف «شواهد في حب زايد» منصة مفتوحة، يطل من خلالها الجميع على مراحل مهمة في تاريخ زايد وتاريخ الإمارات الحديث. أريام والعامري يتألقان في «ليالي سويحان» ضمن ليالي سويحان في مهرجان «سلطان بن زايد التراثي»، تعانق على خشبة مسرح السوق الشعبية، الفن والتراث لرسم لوحة جميلة، تتشابك خيوطها لتمزج الماضي بالحاضر لتستشرف آفاق المستقبل. وقد شهد مسرح السوق الشعبي ليلة أمس الأول حفلاً غنائياً أحيته الفنانة أريام، والفنان حمد العامري، اللذان قدما مجموعة من الأغنيات عن الوطن ومكتسباته وتراث الأجداد، ووجدت الأغاني تفاعلاً واسعاً من جمهور الحاضرين الذين أدوا الرقصات على إيقاعاتها، تعبيراً عن عشقهم للوطن وقيادته وإرثه الثقافي، وكان لافتاً مشاركة الشباب والنشء في التعبير عن هذه المفاهيم. وعبرت المطربة أريام قبل صعودها خشبة مسرح سويحان، عن سعادتها الغامرة وهي تشارك للسنة الرابعة على التوالي في أمسيات المهرجان، وقالت: «يملأني الشوق للقاء جمهور سويحان، وللمهرجان الذي أنتظره من عام إلى آخر، حتى كزائرة يستهويها تراث الإمارات». وذكرت أن الغناء في هذا المهرجان الكبير الذي رسخ لقيم الماضي الجميل، وأتاح للجمهور الاطلاع على موروثات الآباء والأجداد، فخر لكل فنان إماراتي، خصوصاً سويحان أرض الطبيعة الخصبة. من جانبه، عبر حمد العامري عن سعادته بالمشاركة في أمسيات المهرجان، وقال: «أنا من محبي هذا المهرجان الكبير الذي غيّر خارطة الموروث الشعبي في منطقة الخليج، إذ إنه جامع لكل تراث الإمارات، كما أنه ملتقى أهل الفن»، لافتاً إلى أن الطرب الإماراتي الأصيل، أثبت جدارته على مر الأيام. إعجاب فرنسي بالمهرجان مجموعة من السائحين أبهرتهم الفعاليات المختلفة في مهرجان سلطان بن زايد التراثي، خاصة المتاحف الفردية، حيث يقول مانويل جمينز، (فرنسي) ويعمل مهندس طائرات في إحدى الشركات الإماراتية، إنه يعشق البيئة الإماراتية القديمة، وكثيراً ما يذهب في رحلات إلى البر بصحبة بعض أصدقائه الإماراتيين ليعايش بشكل حي هذا النمط من الحياة الساحرة الذي لا يتكرر إلا بين أبناء الإمارات لما هو معروف عنهم من كرم الضيافة وحسن معاملة الآخرين، معتبراً نفسه ضيفاً دائماً على معظم الفعاليات التراثية في الدولة، مشيداً بفكرة قيام أفراد بعمل متاحف شخصية عن تاريخ بلدهم والشخصيات المهمة فيه، وهذا بلا شك يعكس قيمة الحب والولاء في نفوسهم تجاه الوطن. أما زوجته، لورانس خوزيه، تتحدث بانبهار عن الأجواء المبهجة للمهرجان، مؤكدة أن التراث الإماراتي غزير ومتنوع، ويجبر أي شخص على التعلق به والسعي إلى معرفة الجديد عنه، وهو ما تحاول فعله مع زوجها خلال زيارتهما المتكررة للفعاليات التراثية في الدولة، مبينة أن ما تراه من حرف يدوية ومشغولات متنوعة يعكس مهارة وإبداع سكان الإمارات عبر الزمن، ومن الجميل أن تقوم الأجيال الحديثة بتسليط الضوء على هذه النماذج التاريخية بأسلوب جذاب عبر المهرجانات التراثية المختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©