الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتاة سودانية في رحاب الصين

14 فبراير 2008 00:18
قبل كتاب ''رحلة فتاة سودانية إلى الصين ''1966 للأكاديمية والباحثة السودانية في شؤون الاقتصاد والتنمية خديجة صفوت، كان أدب الرحلة يكاد يكون محصوراً بالرحالة الرجال، فجاء كتاب صفوت هذا ليعزز حضور المرأة في هذا الحقل· وعلى الرغم من ذلك فهو ليس مجرد ''رحلة إلى الصين''، ولا يمكن القول إنه ينتمي تماماً إلى أدب الرحلة بمواصفاته المألوفة من وصف عام أو خاص للرحلة ومشاهدات الرحالة، فالكتاب يتجاوز مفهوم أدب الرحلة إلى سرد سيرة مراحل ومحطات من حياة الصين عموماً، ومرحلة التحرير والثورة خصوصاً· نوري الجراح الذي كتب مقدمة الكتاب، عرف بالكاتبة صفوت المقيمة منذ زمن طويل في أكسفورد بالقول إنها ''واحدة من أبرز الباحثات في حقل الاقتصاد السياسي والتنمية والقضايا النسوية·· عُنيت لسنوات طويلة بمبادئ نظريات التنمية، ولها في هذا المضمار العديد من الإصدارات بالإنجليزية والعربية والبرتغالية والفرنسية، ومن أعمالها اللافتة للاهتمام بالعربية كتابها ''الإسلام السياسي ورأس المال الهارب'' الصادر عام ·''1995 الحلم القديم تكتب صفوت في مقدمتها : منذ الطفولة كنت أحلم أن أجوب آفاق المسافات والأدغال، وفوق ظهري كل ما أملك في حقيبة ''جوجو'' أو ما يسمى اليوم ''الروك ساك''، وبقيت أحلم بالالتحاق بمسيرة ثورات كبرى باكراً وقبل الثورة الكوبية وإطلالة وجه جيفارا النبيل الجميل مضيئاً سماء النزوع إلى عالم أفضل''· وتشير الكاتبة إلى ثورة البرازيل التي كان يقودها جورج أمادو، وتكتب عن البلدان التي عاشت وعملت فيها مثل السنغال، كندا، الاتحاد السوفييتي، ويلز، إنجلترا، أيرلندا، فرنسا، ومصر· أدب وعلم في كتابها الذي بين أيدينا تبدأ المؤلفة بالحديث عن لبنان الذي وصلته لتنتقل إلى الصين، فيبهرها جمال الطبيعة والبشر في لبنان· وحين تصل الصين تبدو شديدة الإعجاب والانبهار بالتجربة الصينية بعد التحرير والثورة، وهي في انبهارها هذا تتنبأ بالتحولات والتطورات الصينية السريعة في غير صعيد، فهي ترصد جوانب شاملة حول الصين، فلا تترك شاردة ولا واردة، وتتناول- بالتفاصيل وبالأرقام- الحياة الصينية من جوانبها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والعمرانية· الرحلة التي استمرت أسابيع وطالت مدناً عدة أنتجت مشاهدات وانطباعات مهمة، لكن ما كتبته خديجة صفوت كان أقرب إلى البحث والدراسة· ومع ذلك فيمكن القول إنه ربما كان هذا الكتاب من بين كتب قليلة تتناول التجربة الصينية بهذا الشكل الذي يجمع البحث العلمي إلى ما يشبه الكتابة الأدبية· وكما تهتم بالمكان فهي تهتم بالزمان- التاريخ الراهن والماضي للصين، وتتناول من خلال الزمان والمكان عناصر كثيرة تبدأ بفنجان الشاي ولا تنتهي بأفخم الفنادق، وتبقى مفتوحة على أدق التفاصيل المتعلقة بالبشر على نحو خاص·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©