الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سباق بين إنتل و كوالكوم على كعكة الإنترنت اللاسلكي

سباق بين إنتل و كوالكوم على كعكة الإنترنت اللاسلكي
11 سبتمبر 2006 00:29
إعداد - عدنان عضيمة: دخلت شركتا ''كوالكوم'' و ''إنتل'' مؤخراً معركة جديدة لا عهد لهما بها عندما قررتا اقتطاع جزء من كعكة الاستثمار في منصّات الاتصال اللاسلكي بالإنترنت ؛ وهي الصناعة الجديدة التي تكاد تأخذ بعقول كافة الخبراء والمدراء التنفيذيين للشركات العاملة في القطاع التكنولوجي للدول المتقدمة· وتتسابق الشركتان الآن لابتداع تكنولوجيات جديدة تهدف إلى تحسين طريقة دخول مستهلكي هذه الخدمات إلى الإنترنت بطريقة لاسلكية باستخدام الموبايل أو الكمبيوتر المحمول أو أي من الأجهزة المحمولة الأخرى بما فيها مشغلات الموسيقى وكاميرات الفيديو· وخلال الشهر الماضي، سجلت ''إنتل'' أول انتصار حاسم لها وكبير في هذا الميدان عندما أعلنت شركة (سبرينت نيكستيل)، ثالث أضخم شركة لتشغيل الموبايل في الولايات المتحدة، أنها تعتزم استثمار 3 مليارات دولار لبناء شبكة مبنية على أساس التكنولوجيا التي تتبناها ''إنتل'' وتدعى هذه التكنولوجيا المتطورة واي ماكس (Wimax)، وتمثل نظاماً متقدماً يسمح للمستخدمين بالدخول إلى الإنترنت لاسلكياً من مسافات بعيدة وبسرعة تكافىء تلك التي يمكن تحقيقها عن طريق الدخول عبر الكوابل ذات وصلات الحزمة العريضة· وتضع هذه المعركة الشركتين العملاقتين في حالة تصادم يمكن أن تستمر خلال العقدين المقبلين· وفيما يتعلق بالعوائد التي تسعى كل منهما إلى تحقيقها، يقول تقرير نشرته ''وول ستريت جورنال'' أن ''إنتل'' تسعى لاقتناص فرصة جديدة لبناء أسواق أضخم لمعالجاتها المصغرة، ليس فقط في الحواسيب المحمولة، بل وأيضاً في كافة أنواع الأجهزة المحمولة التي تخترق الأسواق· وهذا الطلب المتنامي بسرعة عجيبة على خدمات الدخول اللاسلكي إلى الإنترنت، يمنح ''إنتل'' فرصة جديدة لتعزيز قدرتها على نشر خدماتها على أوسع نطاق· وفي الوقت الراهن، ما زال معظم الناس عبر العالم أجمع يتصلون بالإنترنت بسرعة عالية عبر الكوابل التي تتكفل بتوصيلها شركات تشغيل الهاتف الثابت· وفيما لم يتم حتى الآن اختبار التكنولوجيا الجديدة التي تعتزم شركتا ''إنتل'' و(كوالكوم) نشرها على أوسع نطاق لتطوير هذه الخدمة، فلقد حرصتا على تقديم وعودهما بأن تقدما أسرع وأسهل طريقة لاسلكية للاتصال بالإنترنت، وبحيث تمكّن المستخدمين من الدخول إلى الشبكة من أماكن بعيدة وبسرعة غير مسبوقة وعبر كافة أنواع الأجهزة المحمولة· وتعد هذه التجربة الجديدة أيضاً اختباراً للمديرين التنفيذيين للشركتين المذكورتين واللذين تم تعيينهما في منصبيهما العام الماضي· ومع التطورات السريعة التي تشهدها صناعة الاتصال اللاسلكي بالإنترنت، يبدو بوضوح أنه ما من شركة مهما بلغ حجمها، يمكنها أن تستفرد بهذه الصناعة· وتقول الأميركية مونيكا بوليني الخبيرة بشؤون الاتصالات اللاسلكية: (يبدو بوضوح أننا لن نرى في أي يوم من الأيام شركة ما تستفرد لوحدها بمقدرات أسواق خدمة الإنترنت اللاسلكية· وبالرغم من أن شركة (كوالكوم) تبدو وكأنها هي التي ستفوز بالجزء الأكبر من الكعكة، وبالنظر إلى علاقاتها المتنامية بعدد هائل من حاملي الموبايل والتي ينتظر أن تستمر حتى تغطي ما تحلم به من عوائد خلال السنوات القليلة المقبلة، إلا أن سهمها في البورصة مني بخسائر جسيمة فقد بموجبها 30 بالمئة من قيمته الإسمية منذ شهر مايو الماضي· وكانت (كوالكوم) قد بدأت نشاطها لأول مرة عام 1985 حين عمد مؤسسها إروين جاكوبس إلى توظيف طاقم هندسي بارع عهد إليه بالبحث في تطوير أنظمة الاتصالات العسكرية استعداداً لوضعها في خدمة رجال التجارة والصناعة· وأثناء الحرب العالمية الثانية، أعلنت وزارة الدفاع الأميريكة عن اهتمامها بابتكار تقنيات جديدة تضمن منع العدو من التشويش على الإشارات اللاسلكية المتخصصة بتوجيه الطوربيدات البحرية· وكان الحل يكمن في تجزيء الإشارات إلى رموز أصغر يمكنها أن تنطلق وفق ترددات مختلفة· وكان من الغريب أن تكون رائدة هذا الابتكار ممثلة سينمائية نمساوية لمع اسمها في عاصمة السينما هوليوود وتدعى هيدي لامار، وكانت تعمل في سلاح الإشارة النازي· وتمكن باحثون متخصصون من تطوير فكرة لامار واستخدموها في إمرار المكالمات الهاتفية دون الخوف من التنصت عليها· ثم جاء عصر أجهزة الموبايل الأولى التي بنيت فكرتها على إمرار كم كبير من المعلومات وبحيث تكون محمولة على موجات لاسلكية ذات تواترات مختلفة بعد تجزيئها إلى رموز أصغر· وتعد هذه الطريقة أساس التقنية التي تعتمدها شركة (كوالكوم) الآن للدخول إلى الإنترنت بطريقة لاسلكية سريعة· وتدعى هذه التقنية اختصاراً (CDMA) وتعني (الدخول بالتقسيم المتعدد للشفرة)· وتهتم شركة (كوالكوم) الآن بنشر استخدام هذه التقنية على أوسع نطاق فيما يتوقع الخبراء أن تحصد من ورائها الذهب لأنها من دون شك سوف تغير من طبيعة العلاقة بين البشر والإنترنت·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©