الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السياحة المصرية تحلم بـ «ربيع» الانتعاش وتخشى «خريف الإخوان»

السياحة المصرية تحلم بـ «ربيع» الانتعاش وتخشى «خريف الإخوان»
25 يوليو 2012
العين السخنة (مصر) (رويترز) - أصبح للمقعد المريح المزين بنقوش فرعونية الذي يعرضه وليد استخدام آخر، منذ أن تراجع النشاط في منتجع العين السخنة الواقع على خليج السويس.. فقد تمدد وليد نفسه على المقعد الوثير الذي يشبه الحاشية وغفا بعدما انقضت خمس ساعات ثقيلة في هذا الطقس شديد الحرارة دون أن يدخل زبون واحد إلى متجره. فقد مر 17 شهراً على اندلاع انتفاضة شعبية أطاحت حسني مبارك وأدخلت قطاع السياحة المصري في أزمة. ويخشى كثير من العاملين في قطاع السياحة ألا ينتعش القطاع لو حظر الرئيس محمد مرسي لباس البحر والخمور وهي من العناصر الأساسية لسياحة الشواطئ بالنسبة لكثير من الأجانب. وقال وليد: “انكمشت أعمالي بنسبة 70% على الأقل في العام الماضي”. وأضاف “مصر تعيش على السياحة. أعتقد أن مرسي يريد أسلمة السياحة على المدى البعيد لكنه لن يفعل شيئاً في السنوات القليلة المقبلة لأن الناس تريد أن تكسب قوتها”. تصريحات «غامضة» وتشير تصريحات مرسي الذي أدى اليمين يوم 30 يونيو الماضي بعد فترة انتقالية من الحكم العسكري وتصريحات مسؤولين آخرين من جماعة الإخوان إلى أن وليد ربما يكون على حق. ولا يذكر “مشروع النهضة” برنامج حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة “الإخوان” والذي يقع في 81 صفحة سياحة الشواطئ التي تأتي بالنصيب الأكبر من الإيرادات في قطاع السياحة وذكر مسؤولون من الجماعة أن لديهم أولويات أخرى الآن. لكن إشارة واحدة على عدم الرضا تظهر في مشروع النهضة من تشجيع البدائل مثل السياحة الثقافية والبيئية والسياحة العلاجية وسياحة الصحراء. ورفض مرسي الإدلاء برد واضح عندما ضغط عليه في حديث مع قناة المحور التلفزيونية لتحديد موقفه من لباس البحر العاري والمشروبات الكحولية. وقال انه يتعين التشاور مع خبراء في السياحة بشأن جميع مشروعات القوانين ووصف الأمر بأنه هامشي جدا وسطحي جداً ويؤثر على عدد محدود جداً من الأماكن. لكن نفي مرسي وحلفائه من جماعة “الإخوان” لم ينجح في تهدئة مخاوف واسعة النطاق بين المصريين الأكثر تحرراً من هجوم منظم على الحريات المدنية والشخصية باسم الدين. ويقول العاملون في قطاع السياحة إن سياحة الشواطئ تمثل نحو 80% من السياحة في مصر وهو قطاع أصبح حيوياً في عهد مبارك بعد إنشاء مجموعة من القرى السياحية والمنتجعات على امتداد ساحل البحر الأحمر في سيناء. فبعد أن كانت مصدر جذب لمحبي الحضارات القديمة والقادرين على دفع تكلفة رحلات في سفن نيلية فاخرة أصبحت مصر منافساً حقيقياً لإسبانيا وتركيا بشواطئها المشمسة التي تجتذب ملايين السياح الأوروبيين بتكاليف منخفضة. مصدر العملة الأجنبية وتعمل نسبة ما بين 12 و15% من قوة العمل في مصر على تلبية احتياجات الزوار الأجانب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وقال الاقتصادي سمير مكاري إن السياحة تمثل 11% من الناتج المحلي الإجمالي وربع الإيرادات بالعملة الأجنبية. ووفر القطاع فرص عمل للسكان الذين يزيد عددهم باطراد والذين لم يستوعبهم قطاع الصناعة التحويلية الراكد. وهناك العديد من القطاعات كثيفة العمالة المرتبطة بالسياحة مثل الإنشاءات وتوزيع الغذاء وصناعة السجاد. وأظهرت انتفاضة العام الماضي والركود العالمي الذي أثر على الطلب على السفر الاعتماد الكبير على هذا القطاع الحيوي. ورغم أن الاحتجاجات تركزت على المدن الكبرى في شمال مصر ولم تمس أيا من شواطئ منتجعات البحر الأحمر المؤمنة والمعزولة بدرجة كبيرة ألغى السياح حجوزاتهم على أي حال. ودفع ذلك الاحتياطيات بالعملة الصعبة لدى البنك المركزي للانخفاض من 36 مليار دولار قبل الانتفاضة في يناير 2011 إلى نحو 15,53 مليار دولار الشهر الماضي أي ما يقل عن قيمة ودائع ثلاثة أشهر وهو مستوى يعتبره الاقتصاديون خطيرا. ويبدو خبراء السياحة واثقين من أن مرسي سيتجنب زيادة المشكلات التي تواجهه. وقال كريم محسن، من الاتحاد المصري للغرف السياحية،: “سيتركون قطاع السياحة يعمل بشكل طبيعي حتى تظهر بدائل اقتصادية.. ولن تظهر”. وأضاف “من يحظر البكيني والخمور سيعيش حياته بذنب قطع عيش 4,5 مليون شخص في مصر. سيخرج الناس إلى الشوارع”. آمال الانتعاش وبعد انخفاض أعداد السياح القادمين لمصر بحدة خلال 2011 أظهرت بيانات رسمية أن الاعداد ظلت منخفضة في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام بنسبة 26% عن مستواها خلال 2010 لتبلغ 4,4 مليون سائح. ونزلت إيرادات السياحة 24% عن 2010 إلى 3,6 مليار دولار. وخلال أبريل في ذروة موسم سياحة الربيع، قالت شركة “توي؛، أكبر شركة سياحة في العالم، إن الطلب على قضاء عطلات في مصر يتحسن فانتعشت المنتجعات بمعدل أسرع من انتعاش القاهرة مركز الانتفاضة الشعبية. وقال وزير السياحة منير فخري عبد النور للصحفيين يوم الثلاثاء الماضي إنه يتوقع أن تكون البلاد قد استقبلت أكثر من 12 مليون سائح بحلول نهاية 2012 بزيادة 23% عن العام السابق. وبالنسبة للدولة التي هجرها السياح أثناء الانتفاضة على حكم مبارك يظهر الانتعاش إقبالاً قوياً يمكن أن يضمن النمو إذا سمحت الظروف السياسية. وقال أحمد صديق وهو مستشار ومرشد سياحي “انا على ثقة من أن السياحة ستعود لطبيعتها في السنوات المقبلة”. وأضاف “السياحة من أعمدة الاقتصاد المصري. ومرسي ببساطة لن يغامر بها”. وذكر مكاري أنه يتوقع أن تنتعش السياحة في الأجل القصير لكن قوتها في المستقبل ستعتمد على الحكومة. ويشير مسؤولون بقطاع السياحة إلى أن الخطر الأكبر على القطاع ليس خطر حمل الإسلاميين عليه بل الاضطرابات السياسية التي لا يبدو أنها تنحسر. وقال محسن، من اتحاد الغرف السياحية، “تأثرت الاستثمارات السياحية في الأجلين القصير والمتوسط بالسلب بسبب الاضطرابات السياسية لكن الاستثمارات طويلة الأجل توقفت بالكامل”. وكانت الاضطرابات المدنية من جانب مصريين مستائين من بطء التغيير السياسي والتي زاد من حدتها غياب الأمن قد أضرت بصورة مصر كمزار آمن للسياح. وقال وليد إن اندلاع أعمال العنف والإضرابات أدى إلى قطع الطرق المؤدية إلى المدن الساحلية وافزع السياح. وقالت ميمي وايزباند، نائبة مديرة العلاقات العامة في “كريستال كروز”،: “انفق الكثير على التسويق للترويج للبرنامج الأصلي.. شركات السياحة والزوار من الولايات المتحدة ومن العالم يقولون لنا إنهم قلقون على سلامتهم من السفر إلى القاهرة”. والاضطرابات تعني أن أي انتعاش في قطاع السياحة المصري سيكون هشاً على أفضل تقدير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©