الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..أيّ صورة للإسلام نريد؟

غدا في وجهات نظر..أيّ صورة للإسلام نريد؟
18 أغسطس 2014 21:51
أيّ صورة للإسلام نريد؟ تقول أمل عبدالله الهدابي إن وسائل الإعلام المختلفة تنقل يومياً صوراً ومقاطع فيديو لممارسات تقوم بها تنظيمات إسلامية متطرفة، لم يعد خافياً على أحد حجم الهوة بينها وبين ديننا الإسلامي السمح، وما يزيد الطين بلة أن هناك متربصين بأمتنا وديننا يستثمرون هذه الصور والأفلام في رسم صورة مشوّهة لديننا الحنيف، حتى باتت هناك صورة نمطية مستقرة في أذهان كثير من الغربيين بأن ما يرونه هو الصورة الحقيقية للإسلام. ولاشك أن ما قامت به هذه التنظيمات المتطرفة من قطع الأيادي، وحلق الشعر، وقطع الرؤوس والجلد، وغيرها من الممارسات قد أساءت إلى الإسلام كثيراً. ولكن ما نحن متيقنون منه أيضاً أن وسائل الإعلام، وفي طليعتها مواقع التواصل الاجتماعي، أسهمت في نقل هذه الصورة المشوهة للإسلام التي يُخشى أن تمحو الصورة الناصعة للإسلام التي كان نبينا الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، أول من رسمها، وهو الذي فاجأ من آذوه وكفّروه بقوله: اذهبوا فأنتم الطلقاء. وثقافة التسامح هذه عززها من جاء بعده من الخلفاء الراشدين في وصاياهم للجنود، وسار عليها قادة الجيوش وأفرادها فصارت عنواناً لهم، حتى وجد كل قارئ للتاريخ الإسلامي نفسه يبارك قول المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون: «ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب والمسلمين». أزمة الفقه الإسلامي.. حقيقة أم وهم؟ يرى سالم سالمين النعيمي أنه عندما يقوم عامة المسلمين بتلاوة القرآن يرددون صوت الحروف والكلمات فيه فقط، أما التفكر والتدبر فهو اختياري، ولذلك تجدنا ننتشي لجمال صوت قارئ متمكن، ونردد الله إعجاباً بحسن وحلاوة تلاوته ونخشع خوفاً ورجاء وندماً أو حباً. أما عقلنا في الغالب فهو في إجازة دائمة فلا نتجرأ أن نفكر أو نفهم معانيه بعمق، فالفقهاء ورجال الدين يكفوننا ذلك، وتلك المعضلة التي قادتنا لجمود وسكون حركة الفكر الفقهي، والذي يقرن أحياناً بحسن إسلام المرء لأتباعه ما كتبه الأئمة الكبار من التابعين وتابعي التابعين، والأئمة وشيوخ الدين الذين جاؤوا بعدهم مؤكدين ما ذكروه والإجماع عليه، وهو إجماع خاص بين الأئمة وأهل العلوم الدينية، وكأن الإسلام دين كنيسة أو مدينة فاضلة يطوقها جدار فقهي فاصل ليس لسائر الناس فيها أي دور، مما يقودنا لثقافة الاتصال العضوي بين العلوم الإسلامية والمصادر الرئيسية للتشريع، وكأن مقاصد الشريعة لا تتأثر، وتلون بمقاصد النفوس وطبائعها. العولمة.. وتفتيت الثقافات الوطنية يقول حلمي شعراوي : ينشغل العالم الآن، أو قل تشغله «ميديا» العولمة بالتحركات الإرهابية هنا وهنالك، وخاصة في العالم العربي وأفريقيا. والغريب أنه رغم ترديدنا القول عن «هشاشة» المجتمعات الأفريقية، ومن ثم قابليتها لمظاهر تدميرية لوحدتها الاجتماعية مثل ظاهرة الإرهاب، فإن الملاحظة تأتي قوية، عن سرعة التدمير الجارية -عبر نزعات طائفية ودينية ضيقة وتفتيتية- تنتشر في العالم العربي بأكثر منها في العالم الأفريقي تقريباً. وحتى الاستثناء بدمار الصومال، فإنه يأتي محسوباً على العالم العربي في النهاية ومسؤوليته عنه كبيرة! لكن هذا الانشغال العالمي نفسه، مازال يركز على عنصر جزئي لا يمكنه تفسير الظاهرة، فالحديث دائماً عن «مجموعات إرهابية» أقرب إلى تمثيل «الانحراف الاجتماعي» في هذا المجتمع أو ذاك، وأصبحت في آخر الطبعات مقترنة برسائلها الطائفية الدينية، كما نرى في العراق، أو سوريا، ثم بات يمتد إلى نيجيريا وأفريقيا الوسطى...الخ. وقد كانت الرسالة إلى وقت قريب، حول التخلص من «نظام ما» لمجرد نقص الديمقراطية! فهو المصري المستبد تارة، أو السوري البغيض، أو العراقي المنحرف إيرانياً…إلخ. وما أن يتحقق هدف التدمير السياسي – حيث لا مطلب دوليا حقيقيا حول الديمقراطية – حتى ينتقل المطلب إلى التدمير الاجتماعي والثقافي الذي يتجاوز السياسة! قضيتي في هذا المقال، تتمحور حول السياسات الثقافية، التي أدت وتؤدي إلى تجاهل علاقة «الثقافي» بالمجتمعي، والسياسة الديمقراطية في الوقت نفسه، كما تؤدي إلى العنصر الآخر الذي يعنيني هنا، وهو عنصر مفهوم المواطن للسياسة عموماً، وما يسمى محلياً بالسياسة الخارجية أو الدولية لمجتمع ما. الطاقة.. والاهتمام الصيني بالشرق الأوسط يرى آدم مينتر أنه من الأشياء التي تكرهها الحكومة الصينية كرهاً شديداً استعراض القوة العسكرية الأميركية، وذلك لأسباب عديدة تتراوح من كره عام لتدخل الولايات المتحدة خارج حدودها إلى دعم بكين المتكرر للأنظمة الاستبدادية. وعلى سبيل المثال، فالصين عارضت بقوة فكرة تدخل الولايات المتحدة في سوريا، ورفضت في 2011 دعم عمل عسكري في ليبيا (وإنْ كانت قد امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن على ترخيص للضربات الجوية). وبناء عليه، فعندما اتصلت صحيفة «تشينا ديلي» المملوكة للدولة بوزارة الشؤون الخارجية الصينية، في وقت سابق من هذا الشهر، من أجل معرفة تعليقها على ترخيص أوباما لضربات جوية في العراق، فأغلب الظن أنها كانت تتوقع تنديداً قوياً بالإمبريالية الأميركية، ولكنها حصلت على شيء مختلف، حيث قالت الصحيفة نقلاً عن تصريح لوزارة الخارجية: «إن الصين تدعم الحفاظ على سيادة واستقلال وسلامة أراضي العراق وجهود محاربة الإرهاب... وتتبنى موقفا متفهما بشأن العمليات التي تحافظ على الأمن والاستقرار في العراق». الصراع ?الطائفي ?ومكافحة الإرهاب يقول د. علي الطراح: يجد‎ ?المنحى ?الطائفي ?للصراع ?الدائر ?في ?المنطقة ?العربية، ?أحد ?أوضح ?تجلياته في ?الاضطرابات ?التي ?يعيشها ?العراق. ?فالعراق ?الذي ?كان يفترض ?فيه أن ?يخطو ?خطوات ?إيجابية ?نحو ?بناء ?الدولة ?الوطنية، تواجهه ?اليوم صعوبات جسيمة ?نتيجة الانفلات ?الكبير ?الذي عاشته البلاد ?بعد ?تخلصها ?من ?استبداد عهد ?صدام ?حسين?، ?وهو ?اضطراب ?مشابه أيضاً ?لما ?تعيشه ?ليبيا ?بعد ?سقوط ?حكم ?القذافي، وهما نموذجان يثيران ?معضلة فكرية هي قضية ?الديمقراطية ?في ?بعض مجتمعاتنا ?العربية. ?ونحن ?لا ?نتفق ?مع ?القول ?السائد ?بأن ?الديمقراطية ?لا ?يمكن ?تطبيقها ?في ?البيئة ?العربية، ?وإنما سنثير ?بعضاً ?من ?التحفظات ?حول ?الطبيعة ?الثقافية ?السائدة ?التي ?تشكل ?مصدر ?قلق ?في ?رسم ?سياسة بعض ?الدول ?الوطنية?. والراهن أن السقوط‎ ?الكبير ?للنظم ?الاستبدادية ?فيما ?سمي ?بـ«الربيع ?العربي» ?ما ?زال ?هو أيضاً في ?مرحلة ?تكوينية ?من ?حيث ?فهم ?أبعاده ?وأسبابه، ?إلا ?أنه ?ليس ?بالضرورة سقوطاً ?ل?أنظمة ?سياسية ?بعينها ?بقدر ما ?يمثل ?سقوطاً ?وإخفاقاً ?لسياسة ?ثقافية ?أطَّرت ?العمل ?والنشاط ?السياسي ?العربي، في كثير من الأحيان. ?فالأحزاب ?السياسية ?العربية ?مثل ?الحكومات ?لم ?تبذل ?جهوداً تُذكر في ?تطوير ?نمط ?تفكير ?المواطن، ?ولم ?تسعَ إلى ?تطوير ?الذهنية ?السياسية، ?ومن ?ثم فإن ?الفشل ?الحالي ?هو ?نتيجة ?لبيئة ?ثقافية ?منافرة ?للثقافة ?الديمقراطية. أوروبا الشرقية ومعاقبة روسيا يقول ليونيد برشيدسكي: يشعر زعماء المجر وسلوفاكيا وجمهورية تشيك بأن العقوبات الغربية ضد روسيا تمثل خروجاً على المسار الصحيح، ويعرف هؤلاء الأشخاص النظام السوفييتي أكثر من أي شخص آخر في العالم خارج روسيا نفسها، ويدركون أن العقوبات لن تجدي نفعاً. ووصف رئيس الوزراء المجري «فيكتور أوربان» العقوبات الأسبوع الماضي بأنها بمثابة «إطلاق المرء النار على قدميه»، موضحاً أن سياسة العقوبات تسبب مزيداً من الضرر لدول أوروبا الشرقية أكثر من روسيا. وأعرب نظيره السلوفاكي «روبيرت فيكو» عن مشاعر مماثلة. وتساءل: لماذا يتعين علينا تدمير اقتصاد الاتحاد الأوروبي؟ ومن المستفيد من تراجع الاقتصاد الأوروبي، بينما يعاني الاقتصاد الروسي مشكلات متفاقمة وتواجه أوكرانيا ركوعاً اقتصادياً؟ وأكد رئيس الوزراء التشيكي مؤخراً رفضه للعقوبات. وقال «ليس من المستحسن لا للاتحاد الأوروبي ولا لروسيا الانزلاق في حرب تجارية، أو ظهور ستار حديدي سياسي واقتصادي جديد على الحدود الشرقية لأوكرانيا». وربما يبدو من التناقض بمكان أن زعماء دول أوروبا الشرقية لا يشعرون بالارتياح للعقوبات الأوروبية ضد روسيا. فعلى أية حال، ينبغي أن يكونوا أكثر الناس اهتماماً بردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كي لا يتدخل في شؤون الدول التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي السابق، حتى على حساب المرور بضائقة اقتصادية في بلادهم. فهل أرهبتهم عقوبات الأغذية التي فرضها بوتين على الدول الغربية؟ أو هل يشعر «أوربان»، الذي يعتبر أكبر زعيم مستبد في الاتحاد الأوروبي، ببعض الألفة تجاه الديكتاتور الروسي الذي يساعده في تمويل وبناء محطة طاقة نووية؟ وهل تخشى التشيك وسلوفاكيا من أن تقطع عنهم روسيا إمدادات الغاز الطبيعي وتتركهما فريسة لصقيع الشتاء المقبل؟ العراق.. وشبح التقسيم «اليوغسلافي» يقول جويل رايبيرن : وافق المالكي على التنحي عن منصبه كرئيس لوزراء العراق الأسبوع الماضي، لكن الضرر الذي تسبب فيه سيرسم معالم بلاده لعقود مقبلة. والانهيار المذهل للدولة العراقية في المحافظات الشمالية والغربية قد يكون أثقل تركات المالكي. ولم تعد بغداد عاصمة لدولة موحدة مركزية تحكم كردستان ولا الفلوجة ولا الموصل وقد لا تحكمها ثانية أبداً. وسيرث حيدر العبادي، خليفة المالكي، دولة عراقية عادت إلى النظام السلطوي في عهد صدام حسين. لكنها ستكون دولة تسيطر في واقع الحال على مساحة لا تزيد كثيراً عن نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها صدام حسين. ونجح المالكي وأنصاره في أن يحكموا سيطرتهم على الحكومة ويقصوا المنافسين عن السلطة ودفعوا العرب السُنة والأكراد إلى المعارضة أو إلى التمرد المسلح. ومسعاهم للسيطرة على السلطة أقصى عراقيين من جميع الطوائف بعيداً عن الحكومة المركزية مما جعل جميع سكان المحافظات تقريباً لا يثقون في الحكومة المركزية. والأزمة الحالية في العراق تتجاوز مسألة قيادة الحكومة في بغداد. فقد دخل العراقيون حرباً أهلية نتيجتها المنطقية تفكيك البلاد. وما نشاهده في العراق اليوم هو بداية عملية قد تصبح مدمرة ودموية مثل تفكيك يوغسلافيا. وكلما طال أمد السماح بترك الوقائع تتكشف، قل احتمال وقفها وزاد احتمال اتساعها على نطاق واسع لزعزعة المنطقة المحيطة. ومن السهل، القول إن تغييراً للنظام الحاكم في العراق عام 2003 كان لا بد أن يؤدي إلى عنف طائفي بفتح الشقاق الذي كان موجوداً بالفعل في المجتمع. لكن الطائفية العميقة في العقد الماضي لم يكن مقدراً لها سلفاً أن تستشري بعد سقوط صدام، ولم تكن طبيعية تماماً في المجتمع العراقي. بل كانت غرضاً محسوباً استهدفه أصحاب النفوذ من المغتربين الذين هبطوا على بغداد بعد أبريل 2003 ، ليأتوا معهم بقائمة أولويات طائفية عكفوا على صناعتها لعقود. وهذه الجماعات تتضمن حزب «الدعوة» الذي ينتمي إليه المالكي وكل الأحزاب العراقية والإسلامية الرئيسية تقريباً. وكان لدى هذه الجماعات مصالح خاصة بكل واحدة منها، لكن تكمل بعضها البعض في إشاعة الاستقطاب وتحويل البلد متعدد الأعراق والطوائف إلى دوائر انتخابية متجانسة عرقياً وطائفياً. والنتيجة هي حرب أهلية مدمرة وعراق مقسم بحسب الطائفة والعرق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©