الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المالكي: لا استقرار ولا أمن ولا إعمار في وجود الميليشيات

10 سبتمبر 2006 02:52
بغداد - حمزة مصطفى: شدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على ضرورة حل الميليشيات المسلحة، مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار والأمن والإعمار بوجودها· واعتبر في حوار أجرته معه ''الاتحاد'' في بغداد أن تحقيق المصالحة سيضمن حق الجميع في المشاركة في العملية السياسية، مستبعدا رفع الحظر عن ''حزب البعث'' المنحل الحاكم سابقا ونفى في الوقت نفسه، تدخل المرجع الشيعي العراقي الأعلى الشيخ علي السيستاني في تفاصيل عمل الدولة بما يؤسس لنهج ''ولاية الفقيه'' المتبع في إيران· وردا على سؤال عن الهدف من وراء زيارته السيستاني في النجف مؤخرا، قال المالكي: يلاحظ المتتبع للمسيرة السياسية في العراق منذ سقوط النظام السابق أن هناك محطات اساسية لمواقف السيد السيستاني الداعمة للمسيرة السياسية خصوصا في المنعطفات الصعبة· فهو كان مصرا على اجراء الانتخابات وعلى ضرورة ان تأخذ الامم المتحدة دورا في العراق كما تواصل مع القوى السياسية العراقية كافة، لكنه لايتدخل في تفاصيل عمل الدولة والحكومة· في هذه الزيارة كانت هناك العديد من القضايا المطروحة والعديد من الملاحظات· فهناك موضوع المصالحة الوطنية الذي يدعمه السيستاني على اساس ان المصالحة تلغي الفوارق بين مختلف مكونات الشعب العراقي وتحقق وحدته· والامر نفسه على صعيد الخدمات الأساسية والفوارق في الرواتب وهو ماجعلنا نشكل لجنة وزارية لمعالجة الخلل في مثل هذه الامور الحساسة والمهمة للمواطنين· الإرهاب والمليشيات وسئل المالكي عن نجاح المسلحين والارهابيين في ضع خطة بديلة، مثل القصف بالهاونات والصواريخ للتجمعات السكانية الكبيرة، كلما نفذت الحكومة خطة أمنية لمكافحتهم، فأجاب: أنا افهم الامر من زاوية مختلفة، ان اللجوء الى القصف بالصواريخ لايعني تطورا في عمليات القوى الارهابية بقدر مايعني هزيمة لها· فالصاروخ يمكن إطلاقه من مكان بعيد ويعني ذلك ان الارهابي لم يعد يستطيع دخول المدينة بسهولة مثلما كان عليه الامر سابقا· كما أن عمليات القتل على الهوية قد انحسرت ولم يعد موجودا التصعيد الطائفي الذي كاد ان يوصلنا الى الحرب الأهلية· من هنا اصبحت الصواريخ هي الوسيلة الاخيرة في جعبة الارهابيين لزعزعة ثقة الناس بالحكومة· ثم سألته ''الاتحاد'': يوميا يجري العثور على جثث وهناك عمليات اغتيالات مستمرة في مختلف المناطق، متى يمكن ان يلمس المواطن جهدا من قبل اجهزة الدولة في الحد منها ؟ فقال: معلوماتنا الاستخبارية الدقيقة تشير الى ان معظم هذه الاعمال سياسية بالدرجة الاولى وعقائدية بالدرجة الثانية· فالأعمال السياسية هي مايقوم به اعضاء ''حزب البعث'' السابق لإثارة أجواء مأساوية في أوساط الشعب العراقي ودق إسفين بينه وبين الحكومة، أما الجانب الآخر من هذه الأعمال فيقوم به التكفيريون الذين يؤمنون بتكفير الآخرين وقتلهم سواء كانوا شيعة أم سنة وتصعب مواجهتهم إلا بأساليب استخباراتية متطورة وتعاون كبير من قبل المواطنين· وأكد مجدددا تصميمه على حل المليشيات المسلحة لأنه لايمكن بناء الدولة ومؤسساتها وتحقيق الاستقرار والأمن والإعمار مع وجودها· المصالحة ·· المصالحة وعن مدى تقدم مشروع المصالحة الوطنية قال المالكي: موضوع المصالحة هو شغلنا الشاغل جميعا، باستثناء اؤلئك الذين مازالوا يحلمون بالماضي او التكفيريين، ويأخذ منا وقتا وعملا متواصلين· ان مبدا المصالحة سينتهي بنا الى توحيد الشعب العراقي ومعالجة التشتت والتشرذم والقضاء على الطائفية· وعن امكانية دخول البعثيين غير المتورطين في مممارسات اجرامية ضد العراقيين في العملية السياسية، قال المالكي: البعثيون موجودون حتى في اجهزة الدولة العليا، في البرلمان والحكومة· فقانون ''اجتثاث البعث'' ليس للانتقام منهم بل العكس هو الصحيح، إذ عفا على الكثيرين منهم كما حصر المسألة على الدرجات العليا أعضاء الفرق والشعب والفروع، بل حتى اعضاء الفرق منحهم حق التمييز والاعتراض· لكن الذين تورطوا بالدماء ومازالوا يؤمنون بالحزب، لن يكونوا شركاء في المصالحة ولن يكون ''حزب البعث'' طرفا في العملية السياسية ومن يروج له لن يكون شريكا أيضا، لاننا محكومون بالدستور والمسالة محسومة دستوريا واذا ما اريد ان تكون لها مراجعة فهذه ليست مسؤولية الحكومة بل مسؤولية البرلمان والقوى السياسية واذا عدل الدستور فستكون الحكومة ملزمة بذلك· وبشأن الانتقادات الحادة لقادة الكتل السياسية على أساس ان الخلافات موجودة بينهم وليست بين أفراد الشعب، قال المالكي: هذا صحيح الى حد كبير فالشعب العراقي بكل مكوناته لايعاني اي مشكلة طائفية او اجتماعية وإنما اتفق أن المشكلة تكمن في البرامج السياسية· وأعترف بأن الخلاف يبدو وكأنه محصور بين ''جبهة التوافق العراقية'' السنية و''الائتلاف العراقي الموحد'' الشيعي المنتمي إليه· لكنه اعتبر أن حقيقة الأمر ليست كذلك مادام الجميع مؤمنا بالعملية السياسية واصبح مشاركا فيها وربما بسبب الاداء الاعلامي وشاشات التلفزيون او داخل مجلس النواب احيانا حيث تتصعد الاجواء بما يوحي بوجود خلافات حادة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©